السلام المشوه

عبدالناصر العوذلي
الاربعاء ، ٠٩ يونيو ٢٠٢١ الساعة ٠٩:٢٢ صباحاً

 

ماهو السلام المشوه ؟ هو كالجنين الذي يكون في  بطن أمه مصابا بتشوهات كبيرة فيخبر الأطباء الأم  أن جنينها بين أمرين أما أن يلد ميتا"  او يخرج مشوها ومعاقا ولن تستمر حياته إلا قليلا وهو  ميت لامحالة،  وهذه هي حالة السلام مع الحوثيين فلا يمكن أن يتم سلاما بالكيفية التي يراها الحوثي وأتباعه .

 ولا يمكن أن يقبل اليمنيين سلاما لا يعيد لهم كينونتهم وديمومتهم ويستعيد لهم جمهوربتهم ودولتهم المنهوبة ومالم يكن السلام المرتقب يحمل هذه المبادىء فهو السلام المنقوص والمشوه وغير مكتمل النمو  ..

السلام الذي لا يبنى على أسس ومداميك صلبة تضمن بقائه واستدامته فهو سلاما مرحليا قصير الأمد وهو محطة لإعادة ترتيب الأوراق والتموضع لخوض غمار حرب ضروس أخرى تأكل الأخضر واليابس .  وهذا ما أراه أكيدا ولست متشائما فهو ترحيل لصراع دام .

 الحوثيون  لايريدون من مفاوضات السلام إلا الوصول إلى تنازلات من الشرعية والتحالف تتمحور في فتح مطار صنعاء وإعادة تدشينه وفتح ميناء الحديدة وإيقاف طلعات طيران التحالف، هذا هو محور سلامهم لكنهم لا يتحدثون عن نزع السلاح وتسليم العاصمة صنعاء والإنسحاب من مأرب وبقية الجبهات وتفكيك مليشياتهم ودمجها في المؤسسة العسكرية والأمنية . 

في اعتقادي أن الحوثيين تأخذهم النشوة وسقف طلباتهم أكبر من حجمهم لكنهم يرون أن الشرعية والتحالف يسعون سعيا حثيثا للوصول الى سلام معهم فاستشعروا عظمتهم وأدركوا أنهم في حالة قوة لأنهم من يهاجمون في جميع الجبهات بينما الشرعية تتلقى تلك الهجمات حتى وإن افشلتها لكن في العرف العسكري فإن الأقوى هو من يهاجم  والأضعف هو من يكون في نسق الدفاع  وهذا ماتؤكده النظريات العسكرية ولذلك يرتفع سقف طلباتهم ..

والذي يؤلم كل ذي ضمير حي أن الحوثيين هم من  يطرحون شروطهم للسلام ويرفعون سقف طلباتهم بحسب مايدركون من أنهم المتفوقين في ساحات القتال اقل شي من وجهة نظرهم .

ومن وجهة نظري أن السلام في مثل هذه الظروف التي تحيط بالشرعية والضعف الذي يعتري مشهدها العسكري والسياسي وصلف الحوثيين وعنجهيتهم  لايمكن أن توصلنا هذه المعطيات إلا الى محطة توقف آنية يستفيد منها الحوثي على غرار اتفاق ستوكهلم الذي أوقف العمليات العسكرية في الساحل الغربي والحديدة  دون أن ينفذ الحوثيين حتى واحد في المائة من بنود ذلك الإتفاق فهل نحن نمضي على نفس النسق وهل تعتبر الشرعية وتتعظ من الاتفاقات السابقة أم أن  على قلوب أقفالها ..

مالم تدرك الشرعية أنها تمثل الشعب اليمني الذي انهكته الحرب لسبع سنوات مضين وتضطلع بمسؤليتها أمام الله لتستعيد للشعب حقوقه المنهوبة وأعراضه المنتهكة ودولته المسلوبة من قبل مطايا إيران فإنها تتحمل المسؤليه الأخلاقية والتاريخية  .

 وتتحمل كل مايترتب على تلك الاتفاقيات من اخفاقات تنعكس بؤسا" على الشعب ،ولذلك فإن الشرعية هي ممثل الشعب  وعليها أن لاترهن مستقبل الشعب بسلام مشوه ومعاق لايحقق للشعب آماله وطموحاته .

عبدالناصر بن حماد العوذلي  9 يونيو 2021

الحجر الصحفي في زمن الحوثي