بعد " ســـقـــطرى" (مِـــيُــــــونْ).. وماقبلهما وما سيكون بعدهما؟ وأيــن أنــتــم من ذلك يا شرعية..؟!

د. علي العسلي
الثلاثاء ، ٢٥ مايو ٢٠٢١ الساعة ١٠:٠٨ مساءً

قلت في مقال سابق أن الشعب اليمني ملتف حل شرعيته وأعني الاسمية والمعنوية، على الرغم من كل قصورها، فهي ستعالج؛ إلا التفريط بالسيادة والصمت عن ذلك فذلكم لا يعالج ابداً في تاريخ شخوص الشرعية؛ ويدّل هذا الصمت المعيب والتسريب عن تدخلات إماراتية فضّة ومتكررة في اليمن، والتسريب ((سكاتي)) من قبل أسماء مسؤولين شرعيين، هذا الخوف وعدم فضح ما تقوم به الامارات لا يدل على المسؤولية فذلكم مرفوض.. مرفوض.. والصمت عار وخيانة..

وإذ لم يثور الشعب ضدكم ويسقطكم؛ فأنتم بكذا تصرفات تعطون اعدائكم مادة دسمة جدا لإنهاء شرعيتكم والانتصار على داعميكم.. قلنا انتا ندعمكم كشرعية وأهم ما في الدعم تنبيهكم على المخاطر التي قد تكون سبباً في ازاحتكم وانهائكم كتاريخ وكسلطة...!؛ ومنذ مشاركة الامارات العربية المتحدة عقب إعلان السعودية لعاصفة الحزم في اليمن، والإمارات لا تتوانى عن ضرب الشرعية التي أتت تحت يافطة مناصرتها، وتساعد وتمول المتمردين عن الشرعية في عدن الذين طردوا الحكومة أكثر من مرة؛ كما تدعم كل المتساقطين من تحالف (صالح ـــــ الحوثي)، وتعيد تدريبهم وتسليحهم وتجعلهم دوما مهددين ومعيقين للشرعية ؛ويعملون على الدوام على اضعافها في السيطرة والتحكم بالمشهد في المناطق المستعادة من الحوثين ،إضافة إلى دعم الامارات لقوى سلفية قد تكون خطرا على مستقبل اليمن، وكما يذهب كثيرون إلى أن الامارات متواطئة مع الانقلابين في سبيل انهاء الشرعية وتواجدها على الأرض اليمنية ، ويدللون على ذلك بإيقاف المعارك في الجبهات المختلفة..

وبحسب التقارير فإن إماراتيين مطّلعين على شؤون الأمن القومي قالوا إن اصطفاف الإمارات إلى جانب المقاتلين في جنوب اليمن يُمليه واقع أن الرئيس عبد ربه منصور هادي تنقصه الكفاءة، وما تواجده في مجمع إقامته في الرياض إلا لدليل على هذا الادعاء هذاهو رأي الامارات بالرئيس هادي وشرعيته، او هكذا تبرر من دعمها للخارجين عن الشرعية؛ ورغم أن اليمن يعد الفناء الخلفي للمملكة إلا أن تواجدها الربي محدود للغاية وليس كما الامارات الذين يحاولون انتزاع مواطئ قدم استراتيجية ومن تقويض النفوذ إلا لها، وتشتد هذه المخاوف بسبب توسع الإماراتيين في الجزر في البحر العربي والاحمر.. إن الحضور الناشئ لسلاح البحرية التابع للإمارات في شرق أفريقيا يسهم في الدور الناشئ لسلاح البحرية الإماراتي في إبقاء مضيق باب المندب الحيوي الذي يربط بين البحر الأحمر وبحر العرب، بدعمٍ من الحضور العسكري الإماراتي في جزيرة سقطرى..

إن جزيرة سقطرى اليمنية لذي يرد نزع يمانيتها منها.. قِيل كذبا ان الانتقالي قد انقلب فيها بمؤازرة من الامارات غير أن واقع الحال يقول أن الجزيرة هي كليا تحت سيطرة وحكم الامارات وبدأت بالفعل الامارات تغير هويتها ومعالمها وسيادتها اليمنية وبدأت تستقدم سياح لزيارتها إلى أنه قيل أنه وبعد تطبيع الامارات مع الكيان بدأت تُسيّر أفواج سياحية ومخابراتية من الكيان الصهيوني إليها.. وغالب الظن أنه في حال استمرار غياب السلطة الشرعية بالمشهد وعدم وضوح موقفها مما تقوم به الامارات؛ فإن الامارات سوف تستمر في ترسيخ دورها في الجنوب وفي البحر الأحمر، أملاً بأن تتمكن، في خضم ذلك، من زيادة تأثيرها إلى أقصى حد في التطورات السياسية في اليمن...! مؤخرا كشفت وكالة "اسوشيتد برس" عن قاعدة جوية للأمارات يجري بناءها على جزيرة ميون اليمنية، والتي تقع في مضيق باب المندب، وفي واحدة من نقاط الاختناق البحرية المهمة في العالم لكل ممرات الطاقة والشحن التجاري.. الغريب أن وكالات الاخبار الدولية تتناقل عن مسؤولين يؤكدون أن القاعدة الجوية هي للإمارات؛ تنشئ قواعد رغم أنها قد أعلنت انسحابها وقواتها من اليمن منذ 2019.. المسؤولون المنقول عنهم الخبر والتي لم تسميهم وكالة "أسوشييتد برس "؛ وأكيد بسبب طلبهم ذلك.. بحجة أنه لم يكن لهم إذن باطلاع الصحفيين..؛

وهذا فيما يعنيه أن أي مسؤول كأنه لا يتم تعينه في أي موقع بالشرعية إلا بعد موافقة الامارات لذلك فالوطنيون منهم يسربون ما يجري دون البوح بأسمائهم وصفاتهم ومواقعهم في الشرعية.. هكذا وصل الحال بنا وبيمننا وبمسؤولينا..

يا شرعيتنا الموضوع المثار جد خطير، وما خفي ربما يكون أعظم!؛ من قبل ومن بعد سقطرى وميون.. اعلموا أن التاريخ لا يرحم والامارات لا تؤمن بكم وتنتقص من كفاءتكم وقدرتكم!؛ فلما إذاً مجاملتها على حساب اليمن واليمنيين. فقولوا شيئا نرجو أن يكون تكذيب لما يُتداول..!؛ هذا أملنا !؛غير أن واقع الحال قد لا يكون كذلك مطلقا.. الموقف في الحالين مطلوب وسريع...!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي