هل يصلح الخلف ما أفسده السلف  ؟

عبدالناصر العوذلي
السبت ، ٢٢ مايو ٢٠٢١ الساعة ٠٤:٠٩ مساءً

 صالح قتل الوحدة في بداياتها بالتفافه على شركائه في تحقيقها وأفقدها روحها وبريقها واختل في عهده توازنها وشرخ نسيجها وأوجد هوة واسعة بين أبنائها . لم يكن عفاش ولا البيض يحملان روح الوحدة بقدر ما كان كل واحد منهما يفكر كيف يلتهم الآخر ولذلك بنيت الوحدة وهي غاية سامية على نوايا خبيثة بخبث صانعيها لأنهما دخلا في وحدة وهما محلان بأحقاد الماضي ولذلك فشلا في السنتين الأولى من تحقيقها وبدأ الصراع بينهما الى أن افضى الى حرب صيف 94 التي قوضت أساسات الوحدة واختل توازنها واستحوذ طرف على الأخر.. بعد حرب صيف 94 أعاد صالح عفاش هيكلة الجيش واقصى العديد من القيادات العسكرية المؤهلة ودعم بناء الحرس الجمهوري على نمط مناطقي ومذهبي وفئوي لم يأخذ صالح في تأسيس الحرس الجمهوري الأبعاد الجغرافية والتوازن المناطقي بل اقتصر التأسيس على بنائه من منطقة واحدة من صنعاء الى حدود آنس وبلاد الروس وسنحان وغلب عليه الطابع الزيدي في التأسيس ولذلك لم يجد الحوثيين أي صعوبه في إستمالة هذه الجيش وتجيير عمله لصالحهم فالبذرة المذهبية موجودة فيه وهي ماسهل سقوط الجيش في براثن الحوثي وإيران وفي 2013 دعا هادي الى مؤتمر الحوار الوطني وصاغ عقدا جديدا لدولة اتحادية فيدرالية تحفظ حقوق الولايات والأقاليم وتلغي المركزية وتلغي الدولة البسيطة دولة الدمج الإداري، فانبرت شلة الدولة العميقة التي لاتريد للشعب الخلاص والحرية بحرب ضروس وانقلبت على مخرجات الحوار الوطني وانقلبت هذه الشلة العقيمة على مشروع هادي الذي توافقت عليه القوى السياسية وكان عفاش والحوثي هم ابرز من انقلبوا على وثيقة الحوار وما الحرب الدائرة اليوم في ربوع اليمن الا جزء من تآمرهم على الدولة الاتحادية ومازال المتربصين بها كثر ويحاولون بشتى السبل وأدها وأشعلوا ويشعلون فتيل حربها، لكن هادي لم يزل ممسك بزمامها ويصر إصرارا عجيبا في تحقيق وعده لها ونحن سنناضل معه حتى تحقيق الوعد وإنجاز العهد ..

 

عبدالناصر بن حماد العوذلي 22 مايو 2021

الحجر الصحفي في زمن الحوثي