هكذا تُختزل القضية الفلسطينية في نظر رئيس أعظم دولة في العالم...؟!

د. علي العسلي
الخميس ، ٢٠ مايو ٢٠٢١ الساعة ٠٣:٥٣ مساءً

تحية اعجاب وتقدير واحترام للمواطنة الفلسطينية الأصل، النائبة الامريكية المحامية "رشيدة حرب طليب"؛ فلها من اسمها حرب نصيب..

لا من وصف رئيس الولايات المتحدة لها بأنها محاربة.. المحامية ((رشيدة))، هي نائبة في الكونجرس الامريكي عن الحزب الديمقراطي.. نشكرها على ما تتمتع بها من وطنية يفتقرها الكثيرون، نشكرها على عمق الارتباط وهذا النضال المستميت عن عموم شعبها الفلسطيني، تكافح كي ترفع أمريكا الظلم والتحيز لصالح العدو على حساب أصحاب الحق ...!؛

النائبة رشيدة حرب طليب التقت الرئيس الأمريكي جو بايدن، وأجرت معه حديثا مكثفا على مدرج مطار مدينة ديربورن بولاية ميشيغان أمس الثلاثاء تحدثت له عما يجري للفلسطينيين من الكيان الغاصب وطالبته بالظهور وإعلان موقف علني يدين إسرائيل؛ لكنه لم يفعل وحول القضية برمتها الى تعاطف معها وعائلتها ..النائبة تريده يوقف الحرب الذي يمارس على رؤوس الفلسطينيين وبالسلاح الأمريكي.. تريده أن يتدخل لوقف هذا الظلم عن وطنها الفلسطيني من قبل العصابة الصهيونية المدعومة أمريكيا؛ هذا وكانت قد ذكرت الانباء أن النائبة "رشيدة" شنت هجوما على إدارة بايدن لدعمها رئيس الوزراء الصهيوني والمستوطنين؛ وقيل إنها قالت للرئيس "كفى يا سيد بايدن.. لن تفعل هذا على مرأى منا"، مطالبة إياه بالحديث علانية ضد العدوان الإسرائيلي ومحاسبة نتنياهو وقيادة إسرائيل".. هذا ليس بغريب على مواطنة فلسطينية أصلا وفصلا..؛ لكن الغريب والمضحك والمخزي هو رد الرئيس الأمريكي فقد قال لها "أنا معجب بذكائك وشغفك وتعاطفك واهتمامك بالآخرين"، مضيفا: "أدعو الله أن تكون جدتك وعائلتك بخير في الضفة الغربية". وتابع: "سأعمل لسلامة أهلك بالضفة الغربية أنت محاربة وأشكر الله على ذلك".. إن كنت رئيس اعظم دولة في العالم فأعمل على سلامة كل شعب فلسطين فهم اهل رشيدة ..ما هذا الاختزال؟!؛ وكيف بلغ مستوى التسطيح لقضايا وحقوق الشعوب ؟؛ لدى العقلية الامريكية عموما وعلى أعلى هرم فيها وهو الرئيس بايدن ..!!؛

النائبة لا تستجدي منه حماية جدتها واسرتها فجدتها الامة العربية كلها واسرتها فلسطين كلها من البحر إلى النهر!؛ تحدثه عن شعبها الذي وصفه الرئيس الأمريكي بااهتمامها بالاخرين ؛ عندما قال لها: أنه معجب بشغفها بالأخرين ..؛ فالأخرون هم شعبها يا سيد بايدن؛ هي لا تريد اعجابك بها!؛ هي تريدك إيقاف شلال الدم الذي يحدث لشعبها، وهي لا ترغب بوصفك لها بانها "محاربة "،هي تريدك ان توقف المحاربين في شن حربهم على شعبها ..تريدك تعميم تعاطفك ان كنت صادقا، و ليس على اسرتها وحدها وانما اسرتها كل فلسطين فابدي اعجابك وتعاطفك بهم إن كنت تجرؤ فافعل .. رشيدة تقول له اعلن عن ادانتك للعدو فيقول لها سأعمل على سلامة اهلك بالضفة؛ بإمكانك يا سيد بايدن ان تأتي بطائرة عسكرية وتجلي جدتها إن شئت، ولا اظنك بحاجة إلى مثل ذلك، بإمكانك ان تطلب من الكيان السماح لجدتها بالخروج الى أمريكا وينتهي الامر؟!؛ لكن السؤال المهم هل تتوقع يا سيد بايدن أن تقبل النائبة وجدتها وكل العائلة بقبول الاجلاء ليعيشوا بسلام و آمان دون شعبهم ؟!؛ يقيني أنهم لن يقبلوا؟؛ ثم هل كلامك هذا هو تحذير للكيان من عدم الاقتراب والمساس بعائلة "رشيدة" وإعطاء الضوء الأخضر للكيان باستمرار الحرب والقمع في الضفة كلها وفي القطاع كله.. لو كنت حريصا على جدة رشيدة وسلامة عائلتها فلتوقف صفقة الأسلحة والذخائر المدمرة التي تستخدم على رؤوس الفلسطينيين التي وقعتها قبيل لقائك برشيدة طليب بساعات..؛ فعلى من تضحكون أيها الامريكان؟!؛ وعلى من يقول: ان أمريكا مصرة على إيقاف الحرب ومنزعجة من إسرائيل حيث لا تقبل إيقاف الحرب.. هذا كله للاستهلاك الإعلامي لا أكثر وإن شككتم فالجواب فيما قاله بايدن لرشيدة تابعوا ما قال لتعرفوا موقف الادارة الامريكية من الحرب الدائرة...!؛

هكذا رئيس أعظم دولة يختزل قضية شعب بجدة رشيدة التي تطالبه بإنصاف الفلسطينيين.. فماذا تتوقعون او تنتظرون من أمريكا أيها العرب إذاً...؟؟!أمريكا تختزل قضية شعب يعاني ويدمر ويقتل بالتعاطف مع عائلة نائبة في امريكا ؟!؛ أرأيتم السخف والسقوط الأخلاقي والسياسي في التاريخ مثل هذا...؟!؛ لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم من هذا العالم الظالم المتحيز مع المتكبر المحتل..!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي