لمــــاذا يـكــافئ؟ و أين الانســــانية فيه..؟!

د. علي العسلي
الثلاثاء ، ١٨ مايو ٢٠٢١ الساعة ١١:٠٢ مساءً

الفاشلون في وطني يكافئون ويرقون؛ والأمم المتحدة يبدوا أنها تأثرت بنا؛ ففعلت نفس الشيء حيث رقّت السيد مارتن غريفيث إلى رتبة مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية؛ والشيء المستفز انه يرقى في المحور الذي فشل فيه.!؛ولا اعرف مغزى ذلك اهو تعميم الفشل على أكثر من منطقة في العالم ؟!؛ يكافئ ليصبح بمنصب مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية.. الرجل فشل ولم ينجح في كل مهمته؛ لكنه ذاق الفشل اكثر في الملف الإنساني الذي استخدمه للنجاح السياسي ..؛ فاليمن فوق الخمسة والثمانين في المائة من السكان باتو تحت خط الفقر وسوء التغذية والعناية الصحية  في أردى حالة، والمجاعة تزحف باتجاه الطبقة الوسطى بعد أن فتكت بالطبقة الدنيا والذين هم الأغلبية من السكان..بات اغلب السكان لا تصل إليهم المساعدات، وإن وصل بعضها الى مستحقيها هو بفضل وجهود مساعد الأمم المتحدة الذي سيصبح الأسبق السيد مارك لوكوك ((الذي نعبر له عن شكرنا وتقديرنا لجهوده التي بذلها وكنا نأمل ألا يتم استبداله  أو تغيره، فهو من الذين كانوا يعملون في اليمن بروح محبة لليمنين وبشعور انساني عال التدفق وبمهنية وحرص ا  غير محدود على اليمنين ؛ وكان الصادق في الاقوال والافعال))، والذي كما يتداول سيحل محله السيد مارتن غريفيث..!؛

.. في عهدك ... يا سعادة السفير ((مارتن)) شهد اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حسب الأمم المتحدة؛ وهو على شفير مجاعة تعم الشعب اليمني كله...!؛ فكيف ستعالجها في مهمتك الجديدة!؟ هل ستبقي على اتفاق ستوكهولم؟؛ الفاشل إنسانيا قبل السياسي ورغم ردأته الفشل تنفيذيا على الأرض؟!؛ وكيف ستسعى لفتح مطار صنعاء دون ضوابط والتأكد من عدم وصول أسلحة للحوثين؟؛ كي لا يزيد القتل والتنكيل؟؛ أم ماذا في رأسك من أفكار غير نقاط الإعلان المشترك؟!؛ 

على كل حال نتمنى أن المبعوث الجديد وانا أزكى وزير الخارجية العماني ((بن علوي))، حيث قيل اته من المرشحين لاعتبارات سأذكرها لاحقا، ولا ينفع ان يكون المرشح وزير الدولة البريطاني؛ فالبريطاني الأول أخفق وفشل!؛ فكيف نأتي الى اليمن بالفشل مرة أخرى!؟؛ فالبريطاني الجديد لن يحيد عما عمله غريفيث، أي لن يناقضه وسيتكرر الفشل؟!؛ اليمن بحاجة الى شخصية مرضي عنها لدى الأطراف اليمنية ولا اجد افضل من عُمان للعب هذا الدور، باعتبارها جارة لليمن وعلى مسافة واحدة من الجميع وهي عضو مجلس التعاون الخليجي وتستطيع اقناع التحالف العربي اذا ما احتاجت الى ذلك ؛فما يتردد عن نعيين وزير خارجية عمان السابق بن علوي امر اظنه مرحب به؟!؛ حيث أن عُمان جارة لليمن ولم تتورط بشكل مباشر في النزاع ، وكانت متنفس لليمنين الموالين للحوثين وغير الحوثين وبإمكانها لعب دور مميز خصوصا وان سلطان عمان الحالي من محبي اليمن واليمنين فقد يكتب لهم النجاح ان تركتهم الدول الكبرى دون تدخل ..!؛

ابارك للمبعوث السابق منصبه الجديد وأتمنى عليه ألا يعكس عقد فشله كمبعوث على الملف الإنساني وأن يبحث عن مخرج جدي للازمة الإنسانية لليمن كصاحب قرار وليس كوسيط وميسر بين الأطراف، أتمنى لك الموفقية من كل قلبي والنجاح والاسهام في اخراج اليمن من المجاعة، وان أرواح اليمنين الناتجة عن تدهور الحالة الإنسانية في اليمن؛ فالوضع كارثي الآن ويحتاج لتدخلك كي توقف حالة التدهور الحاصلة...!؛ أما اذا استمريت بعملك كماكنت فذلك هو  الفساد بعينه ومكافئتك لا معنى لها وانسانيتك ستصبح بالميزان وستبين إن كان لديك قليل من الانسانية أم لا..؟!؛ 

اليمن بحاجة الى مسؤول وصاحب قرار ، لا إلى سياسي  ولو كان محنك ،وأول ما أتوقع يوقف التدهور هو أولا دفع رواتب الموظفين المستحقة فوراً ، والاهتمام بالصحة ومكافحة تداعيات فيروس كورونا الذي يفتك بكوادر اليمن وشعبه هذا ثانياً ، ثم اليمن بعدها بحاجة إلى توقيف متبادل لإطلاق النار على كافة المناطق كهدنة إنسانية طويلة نوعا ما ليتم بهذه الهدنة إيصال المساعدات الغذائية بحرية لكل اليمنين المستحقين عبر المنظمات الدولية العاملة ومركز الملك سلمان ذاته، وليس عبر المنظمات المدنية التي ثبت ان المنقلبين كانوا يتحكمون بها هذا ثالثاً ؛ ثم بعد ذلك رابعاً، بالإمكان الجلوس على لطاولة تحت اشراف وتسيير المبعوث الجديد وطرح اية مخاوف او خيارات وهو يضمن لهم تنفيذ ما يتفق عليه ، بما يملك من علاقات ومصداقية فيعطي الضمانات للأطراف للانخراط في عمل سياسي يفضي الى انهاء الانقلاب ويعالج اثاره ويستوعب الجميع في دولة اتحادية كما اتفق اليمنيون على ذلك..!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي