"غزّة" تنتفض من وسط "الركام" لتزيل عن الامة "غبار الذل"..!؟  

د. علي العسلي
الثلاثاء ، ١٨ مايو ٢٠٢١ الساعة ٠١:١٨ صباحاً

 

حقا وصدقا أن غزّة تنتفض!؟ والكرامات الإلهية تهب على ابنائها المُستهدفين وهم في منازلهم نيام؛ فيخرجون للحياة من وسط الركام.. الانسان الغزاوي نموذج للحياة.. يخرج للحياة من بين الأنقاض؛ ربما لحكمة من رب السماء والأرض الواحد الجبار المنتقم ليقول للذين هم في أبراج مشددة الموت له اجل والفرق بين من يموت بعز وشموخ وبين موت اخر ..

خرج الناجون لينفضوا غبار الذل عن أجسادهم وعن الأمة العار والهزيمة والتطبيع والاستسلام.. ينتفض الغزّاوي من على علياه ليقول لأخيه العربي تعالوا شاهدوا مجدكم وانظروا الى شجاعتكم من خلال قومكم الجبار هنا في بيت المقدس وفي اكنافه والذي لا يهاب الموت في سبيل كرامته وكرامتكم وحريته وحريتكم.. تعالوا يا امتي فأنتم امة عظيمة قادرة وقوية ومقتدرة..

تعالوا وشاهدوا وتطوعوا في صفوف الابطال في الدفاع المدني والاطقم الطبية في العزيزة "غزة" تراهم بإمكانياتهم المحدودة يسابقون المعدات في انقاذ وإخراج من تحت الأنقاض وهم يسمعونهم ويستنجدون بهم بالاتصال لإخراجهم من تحت الركام أحياء.. يريدون ان يخرجوا ليس حبا في الحياة رغم أهميتها وانما يريدون ان يخرجوا لينتقموا ممن هدم منازلهم على رؤوسهم واهاليهم...!؛ طواقم الدفاع المدني وطواقم الإسعافات تتمكن بفضل الله ان تخرج ناجين "أطفال ومسنين" بعد أن أسقطت صواريخ العدو على رؤوسهم خمسة طوابق وأكثر.. الدفاع المدني بإمكاناته البسيطة يعمل على مدار الساعة ويتقاسم الأدوات القليلة بنفس الزمان ولأكثر من مكان حيث القصف والتدمير واسع بقبح مرتكبيه، الدمار مهول ومرعب؛ لكن الحياة ستستمر رغما عن انف المعتدين المجرمين.. يستطيع المتتبع ان ينظر الى الجهد المبذول من الاحياء لإنقاذ احياء تحت الأنقاض وامدادهم بأنابيب الاكسجين لاستمرار الحياة.. وثبت أن الاحياء كانوا يتصلون لإنقاذهم في لوحة درامية مبكية ومحزنة ولاعنة وغاضبة على من يرى ويسمع ولا يتكلم؟! قصة هي أغرب من الخيال؛ لكنها واقع مؤلم جدا في ظل لعولمة والديمقراطي والإنسانية الغربية التي تقف مع الجلاد ..الجلاد الذي لا يعترف سوى بمقتل عشرة مغتصبين والعالم يقف الى جانبه ويتفهمه ويصف عدوانه دفاعا عن النفس؛ بينما فوق (200) شهيد و اكثر من (1200) جريح إضافة إلى الحاق دمار في المياه الصحية والصرف الصحي ، وفي الكهرباء ومساكن الناس ولجؤهم إلى النزوح وحتى بأماكن النزوح ـــ المشرف عليه الأمم المتحدةــــ يستهدفون!؛وهذا سيكون له تداعي انساني كارثي إن لم تتدخل من صنعت هذه ((الدويلة)) لإيقافها عما تفعل ؛ واعني أمريكا وكل الدول الغربية..!؛ دمار هائل يصل تكلفته الى مليار دولار في الجانب الفلسطيني المحاصر ــ أصلا ــ ويصف النظام الغربي أهالي غزة بالإرهابين..؛ أي وضع مختل في هذا العالم الذي نعيش! و يا للأسف يدعي التطور بالتكنولوجيا والقيم...!؛ رجال ونساء وأطفال غزة فرض عليهم الموت في منازلهم من دون انذار؛ وهناك رجال شجعان يتلقون الموت وهم يقومون بإنقاذ ما يمكن إنقاذه ممن تحت الأنقاض ،وأحيانا يسعفون المًنقذ مشيا على الاقدام؛ حيث أن شوارع غزة هي الأخرى لم تسلم من الاستهداف من قبل هذا الكيان القبيح.. هذا الكيان يوسط ويضغط على الوسطاء ثم يرفض توقيف النار، ويعلن انه يمدد الهجوم لثمان وأربعين ساعة قادمة.. كيان متخبط منهار لا يعرف كيف يخرج من المأزق الذي وضع نفسه فيه؟!؛ أية جرائم هذه التي يرتكبها الصهاينة والعالم الرسمي الغربي يتفرج؛ بل متواطئ حتى أنه يستجيب لأمريكا بتعطيل بيان أظنه سيكون هزيل ، لن يثني الكيان من القصف ولن يوقف تدمير الأبراج والمنازل على رؤوس ساكنيها ومع ذلك حالت أمريكا دون صدوره ..

مجلس الأمن المعني بالسلم والأمن الدوليين يقف عاجزا كسيحا كدُوَله؛ و ليس وحده التعطيل قائما، بل يرافقه ويتزامن معه عن اعلان صفقات تسليح لمزيد من القتل والتدمير من قبل هذا الكيان للشعب الفلسطيني الأعزل؛ وحتى من تفاخر بعضنا بقوتهم ومنظوماتهم الصاروخية، ومن ادعو ويدعوا دعمهم ووقوفهم مع فلسطين ومن توعدوا الكيان مراراً بالإزالة من الوجود قد تخلفوا ودخلوا في نوم عميق بجانب مسيراتهم و منظومة صواريخهم التي طورها خلال السنوات الماضية تحت الأرض ولم يعودوا على اتصال وتواصل مع العالم الخارجي ..!؛ في الوقت الحالي يضغط على مصر وقطر بإقناع المقاومة في توقيف الدفاع عن النفس.. غزة بأجساد أبنائها ومبانيها الشاهقة وبمدارس اروائها الأممية تدافع عما تبقى من الضمير العربي والعالمي ؟!؛ .. لكن.. غزّة رغم الجراح لا تزال تنتصر وتواصل المسير غير مهتمة بسلوك العدو العدواني ومن يدعمه.. بصمودها وتلقيها الضربات تفضح العالم المتطور وتبين مدى تحيزه، للمجرم الخسيس من خلال اختياره لأهدافه ونوع مستهدفاته.. غزة قدرها كذلك أن توصل رسائل للشرق والغرب والشمال والجنوب ولمحيطها العربي وعمقها الإسلامي لتقول لهم جميعا لا تقنطوا ولا تيأسوا!؛ فوراء كل حق سلب أو اغتصب.. عزيمة وإرادة ومقاوم فلسطيني يسترد الأرض والكرامة والاباء...!؛

فلا ثلاثة وسبعين عاما كافية لإخضاع شعب فلسطين ولا حتى مليون عام ستؤثر في الوصول اذلال واركاع شعب الجبارين الذين هم في الأخير من سيرغمون المستوطنين على الرحيل فلا بقاء لهم بالأرض فلسطين.. شعب فلسطين لا يزال هو ما قبل ثمانية وأربعين؛ وانما ازداد عنفوان وقوة بعد 28 من رمضان الماضي؛ شعب حي لا يوجد بالخليقة شعب مثله.. دولة فلسطين فيها مقوِّمات البقاء والاستمرارية، فيها الطاقات تتجدد بازدياد التحديات ، ويُرى النصر كلما رأينا انهيار وتخبط العدو ،وعندما يجن جنونه ويفقد اعصابه من ذلكم هذا القصف العشوائي لأهداف غير ذي قيمة عسكرية ولا يحسم معركة..

فقصف الأبراج والمباني السكنية على رؤوس ساكنيها هو نصر للضحية وهزيمة للمعتدي اخلاقا وماديا ؛ وعندما يزداد الغيّ تسمع عن تحذيره لتدمير مدارس معدة للاجئين وبرعاية اممية ..إن هذه الفعال القبيحة تثبت حماقه وجبن ووحشية هذا العدو الغاصب ..وبقدر ما يثبت هو هذه الصفات تجد المقاومة ترتقي وتنتصر ،هذا الدمار المشاهد كجرائم مشهودة ومنقولة على العالم بشكل مباشر دون مكياج ، لا تسقط بالتقادم ابدأ ؛فهي ادانة للعدو وستقتص المقاوم منه؛ وهي ادانة لامة العرب والمسلمين الذي أقول لهم يكفي تفرج عن بعد!؛ تعالوا على الأقل وارفعوا الإنقاذ واخرجوا الشهداء او الذي بلا يزالون احياء تحت الأنقاض وتعلموا من عنفوانهم وتربيتهم وما ادخروا في منازلهم من كنوز قيمية واخلاقية وفكرية ومبدئية..! عشت يا غزة التي لم ولن تقول اح رغم الجراح.. لم تثور ضد حماس بل دعامة لها في النهار والمساء وحتى الصباح..

وصباح فلسطين غير أي صباح له هواء عليل نقي نظيف ينطق حرية ويتفرد لله بالعبودية، شعيب جبار لا ينحي ولا يخضع، يصبر ويهزم الصبر نفسه وسينتصر هذا المارد الذي انطلق للتحرير ولن يتوفق الا بإعلان الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف.. اللهم انصر الفلسطينيين من عندك واهزم عدوهم وعدوك.. يا رب..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي