أيعقل أن تكون " ممائعة " لا "ممانعة " و "مقاومة".. ؟!

د. علي العسلي
الجمعة ، ١٤ مايو ٢٠٢١ الساعة ٠٢:١٧ صباحاً

المائع هو الفاتر الأحمق وهو وصف لكل مادة تنساب (سائب). والمائع المتنجس ينبغي تطهيره.. ويقال انظر على ضحكة مائعة تقال عن "بليد التصرف".. أما الممانعة مصدر من "المنع"!؛ كذلك فإن المقاومة لغة هي الممانعة وعدم الرضوخ لتغيرات وقوى صهيونية مفروضة من الخارج على الفلسطينيين والمنطقة…! وحركة المقاومة هي جميع الأعمال الاحتجاجية التي تقوم بها مجموعات ترى نفسها تحت وطأة وضع لا ترضى عنه. فالشعوب تقاوم من يحتل أراضيها. وتختلف الأساليب من العصيان المدني إلى استخدام العنف والعنف المسلح وما بينهما من درجات…!؛ وأي بلاد محتلة أو تحت الاحتلال من حقها سماويا ووضعيان أن تناضل من جل التحرر ولا تعاب ولا تسمى إرهابا..؛ فالإرهاب في هذه الحالة هو الاحتلال ومن يدعمه ويقف وراءه…!

وقضية الدفاع عن فلسطين وتحرر هو مسؤولية الشعب الفلسطيني بمؤازرة الامة العربية والإسلامية..؛ وقضية الدفاع عن القدس هو كذلك أيضا؛ لكن قضية الأقصى والدفاع عنه مسؤولية تشمل كل من الفلسطينيين والأمة العربية والامة الإسلامية دون استثناء …!؛ وسمعنا عن محور الممانعة والمقاومة والتي يشمل بالإضافة الى الفصائل الفلسطينية المقاومة حزب الله في لبنان والجمهورية العربية السورية وجمهورية إيران الإسلامية وبعض التيارات والأحزاب في الوطن العربي، وبقيام ثورة الربيع العربي انقسم محور المقاومة وتجزأت المواقف وتباينت وجهة النظر والمواقف ،وبرز تخلي النظام العربي الرسمي عن رفع الشعار أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية الأولى للنظام للعربي الرسمي ، وفسر الامر وبرر على ان الفلسطينيين قد قرروا السير في "اسلوا" لوحدهم من دون باقي الأنظمة العربية وبقيت القضية مرفوع كشعار من قبل محور المقاومة والممانعة أو دول الممانعة لم تقوم حروب ذات معنى للاختبار الحقيقي إلى ان اقتحم قطيع المستوطنين وجيش الاحتلال للأقصى في الثامن والعشرين من شهر رمضان الفائت بسبب قرار اخلاء أصحاب الأرض من منازلهم لكي تتشكل مستوطنات بديلا عنهم فانتفض المقدسيون وكل أهلنا في الداخل الفلسطيني فلسطينيو ثمانية وأربعين وتجاوب معهم جميع الفلسطينيين في فلسطين وفي خارج فلسطين وردت المقاومة لإنهاء ذلكم الاستفزاز وذلكم التنكيل والاستعراض لقطيع المستوطنين في القدس الشريف فدوت صافرات الانذار معلنة بدء رشقات صاروخية مباركة من قبل كتائب عزين الدين القسام ومن باقي الفصائل الفلسطينية أو قفت على الفور عبث اليهود الذين سارعوا لمخابئهم بدلا من اقتحام الأقصى والتنكيل بالمعتكفين داخله.. خمسة أيام من العدوان الصهيوني على غزة وتدمير الأبراج هناك والاغتيالات وتدمير المنازل وإعلان بدء عملية برية، إضافة الى العنف الممنهج ضد كل فلسطيني في المدن المختلطة كفيلة لتحرك ضمير القوى المتواجدة في الطوق للأراضي المحتلة أن تقوب وكلمتها ونرى بندقيتها وصواريخها ومسيراتها؛ آن للجميع أن يشتركوا في هذه المعركة المقدسة، وحان لإيران وتركيا وغيرها أن يترجموا انتمائهم للامة الإسلامية والفاع عن اقصانا المقدس والمساهمة في تحرير فلسطين ليعيشوا كما باقي الشعوب الحرة …!

اختم فأقول لمحور المقاومة والممانعة جاء وقتكم فإما أن تكونوا كما سميتم أنفسكم، ولا نرضى لكم أن تسموا بمحور الممانعة الفاترين المختبئين الذين يسارعون لإنكار اتهامهم بأنهم وراء صاروخ أطلق من هنا او من هناك، أيعقل أن يكونوا من "الممانعين"؟! سيلقبون بالهاربين عن معركة الشرف والمصير وهذا سنسف كل تاريخهم وما ادعوا من نصر وانتصارات …!؛ بانتظار ردهم بما يملكون من إمكانيات!؛ واشتراكهم في معركة "سيف القدس" أو ليتلقوا لعنات التاريخ والشعب العربي وانصارهم عليهم وعلى الذين طالما ضللوهم طوال عقود؛ خصوصا إذا سمحتم وانتظرتم اقتحام غزة وهي اخر معاقل ما يفتخر به من عناوين نصر الأمتين العربية والإسلامية…؟!؛ فاختاروا ما شئتم.. أما الفلسطينيون وهم أهل رباط وقوة، فهم موعودون بنصر الله وسيتحقق لهم ذلك لا شك ولا ريب في ذلك.. عام سعيد والنصر قريب وقريب جدا.. وجمعتكم مباركة..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي