قبل الفطور-الخيانة وهدم الاوطان !!!!! 

برفيسور: أيوب الحمادي
الاثنين ، ١٠ مايو ٢٠٢١ الساعة ٠٥:٣٥ مساءً

 تابعت مسلسل قيامة أرطغرل، وكلما اجد وقت ابحث عن حلقات المؤسس عثمان، وهي من الأعمال الدرامية التركية الأعلى مشاهدة حول العالم. فقد حقق مسلسل قيامة أرطغرل عائد تخطى المليار دولار، وتم ترجمته إلي ٣٩ لغة حول العالم، وعدد مشاهدة وصل إلي ٣ مليار، مما جعله من أفضل الاعمال في تاريخ الدراما العالمية. الكثير يتابع المسلسلات التركية، والكل يلاحظ أن المسلسلات تحاول تجسد أن هزيمة الأمة يكون دائمة من خيانة في الداخل. وهذا يعود اساس إلى صراع الآنا بين القيادات او الاشخاص.

وقد تستغربون أن هذه فعلا أكبر مشكلة تسببت في هزيمة الامبراطورية العثمانية كلها لاسيما والأتراك كانوا قد سيطروا على أوروبا الشرقية كلها بقوتهم، ومعارك كسبوها مع كل ملوكها ولم ينكسروا الا عند أسوار فينا بسبب الخيانة من عامل تركي كان يكره قرة مصطفى باشا بناء على امور شخصية. لم يفكر ببلده، والإمبراطورية العثمانية، والجيش الكبير، الذي يتحرك في داخل اوروبا كون ذلك لم يهمه، وانما أراد فقط كسر صاحبه على حساب امة. فعندما وصل قرة مصطفى باشا إلى أسوار فينا بعد ان أكتسح سلوفاكيا كانت هذه ليست المحاولة الأولى لكنها الاخيرة. كان عدد المدافعون عن فينا ١١ الف جندي تقريبا، ومع مرور الوقت لم يبقى معهم الا ٥٥٠٠ جندي، وكان الجيش العثماني قد اطبق الحصار، وكان اكتساح الأسوار مسألة وقت فيتغير التاريخ الأوروبي كما تتحدث المصادر. حشد الألمان كامبراطورية رومانية مقدسة كل أوروبا، وتجاوز عددهم ٢٥٠ الف جندي من كل الممالك الأوروبية وقتها لكن ذلك لم يعني أنهم سوف يصلون إلى فينا، ولا سوف ينتصرون كون الطريق مرتبط بجسر مهم قد وضع الأتراك حماية له، والقوات التركية بمعنى العثمانية قوات لا يستهان بها. وكان قرة مصطفى باشا قد كلف مراد كيراي أحد أعوانه بمهمة حراسة جسر وهدم الجسر عندم تتجمع القوات الأوروبية ولا يسمح لها في العبور كون سقوط فينا مجرد وقت. مراد كيراي باشا هذا كان خائن حسب المصادر التاريخية، ودون سبب مهم وانما سبب شخصي، بمعنى لا يطيق قرة مصطفى باشا ولايريده أن ينتصر حتى لا يكبر أكثر. فأرسل للقوات الأوروبية رسالة انه يمكنهم عبور الجسر، ولن يعترضهم بقواته، ولم يصدق الأوروبيون هذه الفرصة، وعبروا دون أن يخسروا شخص واحد, وقوات الخائن مراد تنظر لهم. بذلك يكون الأتراك خسروا خط الدفاع الأول والاهم أمام أوروبا، وهو قوات الجسر . لم يدرك مراد كيراي انه بذلك ينهي توسع الإمبراطورية العثمانية للابد، ويصيبها بمقتل في حرب كونية بين الهلال والصليب كما يصورها العالم القديم والكتب التاريخية . وفي ١٢ سبتمبر ١٦٨٣ وقعت معركة ألمان داغي أمام أسوار فينا بعد وصول القوات الأوروبية، وكانت المفاجأة صادمة للاتراك، وصارت المعركة تشبه معركة بلاط الشهداء، وهنا دخل ايضا خيانة الوزير إبراهيم باشا، وسحب قوات الميمنة أثناء المعركة، وبذلك كانت هزيمة الأتراك أو العثمانيون لا مفر منها بسبب الخيانة فقط، ومن ذاتهم فقط، ومن داخل صفوفهم، وليس لأسباب منطقية . لذلك وضعوا الخيانة مرتكز المسلسلات كونها المرض، الذي هدم الأمة العثمانية أو التركية، التي يريدون الان معالجتها، وكأنهم يجهزون أنفسهم للعودة كامبراطورية ولمعارك قادمة.

تاريخ تركيا تاريخ جدير بالاهتمام والدراسة، وهو كنز حضاري موثق ب ٣٠٠ مليون وثيقة في الأرشيف العثماني مكتوبة بالعربي لهم وللشعوب التي حكموها خلال مراحل الدولة العثمانية. الاتراك شعب عظيم انتزعوا ارضهم من بين المغول والبيزنطنيين، وتوسعوا في اراضي امبراطوريات ليست بالقليلة او الضعيفة، وكبروا كونهم امتلكوا رؤية ومشروع، واليوم يريدون ان يكن لهم مكان عالي من الحضارة، وانا على ثقة انهم سوف يصلون لما يطمحون له، لانهم يمتلكون قيادة، ورؤية، ومشروع، ويبرمجوا شعبهم بحيث يكونوا امة واحدة ، سوف تنهش بها الامم الاخرى، ان لم يكونوا صف واحد رجال ونساء وفي خندق تنمية او قتال واحد. ونظل نحن في اليمن امة لاتمتلك لا رؤية، ولا مشروع، ولا طموح، ولاقيادة نلتف حولها، ونثق بمثاليتها، ومنهجها وعلمها. نستجدي بتحويل المجتمع الى ان نكن شقاة عند الغير في ارضنا وباليومية، ونجد المتعلم يصفق، ويهلل لمشاريع الماضي، والقرية والارتهان، ونستغرب لماذا تتعقد حياتنا ولم ننجح.

 

عندما نتخندق كامة يمنية واحدة في رؤية، ومشروع واحد، لن نحتاج الا اقل من ثلاث خطط خمسية لاصلاح البلد، واثار الحرب، ولتفجير طاقات المجتمع، وبناء دولة مؤسسات تحمل المجتمع، وتحافظ على كرامة ابنائه، وقتها فقط سوف تحلق اليمن بجناحين الداخل والمغترب. وقتها سوف نجفف البيئة الخصبة لكل مشاريع الماضي، والارهاب، والصراع على مقدرات البلد والمال العام، وسوف نجد انفسنا ننطلق مثل بقية البشر للتعليم، وللبناء وللتنمية.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي