خواطر "رمضانية"21".. الكتاب والرسالات.. الانزال والتنزيل في القــرآن.. (2) فروق مهمة..

د. علي العسلي
الثلاثاء ، ٠٤ مايو ٢٠٢١ الساعة ٠٢:١٩ مساءً

من معنى ((البلاغ)) و((الإبلاغ)) نهتدي إلى موضوع ((الإنزال)) و ((التنزيل)) فما الفرق بينمهما يا ترى؟؛إن الفرق بين ا((لإنزال )) و((التنزيل))؛فمعرفة الفرق بينهما يعتبر أحد المفاتيح الرئيسية لفهم الكتاب بشقيه( النبوة والرسالة) ،وحتى أنه قد يكون له علاقة بمبادئ التأويل ..علينا  معرفة المصطلحين كي نفهم آيات الله الكثيرة التي وردت لكليهما..؛ فالنزول في الأصل هو انحِطاطُ من عُلوٍ (الإنزال هو الورود على المكان من علوٍ)، يقال نزل عن دابته ، ونزل في مكان كذا حط رحلهُ فيه ، وأنزلهُ غيرُهُ. . وإنزال الله تعالى نعمهُ ونقمهُ على الخلق وإعطاؤهم إياها، وذلك إما بإنزال الشيء نفسه كإنزال القرآن، وإما بإنزال أسبابه والهداية فيه كإنزال الحديد واللباس. .فلقد ورد في القرءان (تنزيل من رب العالمين} و {إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلاً} وورد {ونزلنا عليكم المن والسلوى} و{وأنزلنا عليكم المن والسلوى..} فكيف نفهم ((الانزال)) و((التنزيل)) في المن والسلوى وفي القرءان.. فعن القرءان قال: "نزلنا وأنزلنا" {إنا أنزلناه قرآناً عربياً} {إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلاً}، وعن المن والسلوى قال ايضاً: " أنزلنا ونزلنا" {وأنزلنا عليكم المن والسلوى..} {ونزلنا عليكم المن والسلوى} وعن الماء قال: {وأنزلنا من السماء ماء طهورا} {ونزلنا من السماء ماءً مباركاً} وعن الملائكة قال: {ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى.. الآية} {وقالوا لولا أنزل عليه ملك ولو أنزلنا ملكاً لقضي الأمر ثم لا ينظرون}.. ففي اللغة العربية للهمزة دور، فهي تعطي معنى التعدي مثل ((بلغ)) و((إبلاغ)) التي سبق ان أشرنا إليهما.. فما هو التنزيل والانزال إذاً؟ التنزيل: هو عملية نقل موضوعي خارج الوعي الإنساني (يختص بالموضع الذي يشير إليه إنزاله ـــوالتنزيل دفعي).  والانزال: هو عملية نقل المادة المنقولة خارج الوعي الإنساني من غير المدرك إلى المدرك (الانزال عام وهو تدريجي)، أي دخلت مجال المعرفة الإنسانية..؛ هذا في حالة وجود إنزال وتنزيل لشيء واحد مثل القرءان والماء والملائكة والمن والسلوى. أما في حالة وجود إنزال دون تنزيل كما في حالة الحديد واللباس، فإن الإنزال هو عملية الإدراك فقط “أي المعرفة فقط”..؛ وبعض الفروق بين ((القرءان الكريم)) و ((الكتاب المقدس)) : _ القرآن:  يُسمّى تكريمًا "القرآن الكريم"، هو كتاب الله المعجز عند المسلمين، يُعَظِّمُونه ويؤمنون أنّه كلام الله، وأنه قد أُنزل على محمد بن عبد الله للبيان والإعجاز، وأنه محفوظ في الصدور والسطور من كل مس أو تحريف، وبأنه منقولٌ بالتواتر، وبأنه المتعبد بتلاوته، وأنه آخر الكتب السماوية بعد صحف إبراهيم والزبور والتوراة والإنجيل. نزل القرآن خلال فترة 23 سنة فقط. تلقى النبي محمد وحيه الأول في غار حراء. بعد ذلك، تلقى ما تبقى من الوحي على مدى ثلاثة وعشرين عامًا. القرآن غير مرتبة ترتيبًا زمنيًا. يعتبر القرآن مؤلفًا واحدًا فقط. يعتبر القرآن هو النص الديني الوحيد المرجعي. القرآن له نسخة واحدة فقط هي النسخة الأصلية، تم تقديم القرآن بـ 112 لغة..؛ بينما الكتاب المقدس: هو مجموعة أسفار قد قام بكتابتها أناس الله الكثيرون أو ما يعرف بــــ "القديسون" موجهين من الروح القدس والتي تتكون من عهدين عهد قديم (توراة ـــ موسى عليه السلام ــ) وعهد جديد (انجيل ـــ عيسى ــــ ) والمؤلف يتكون من حوالي 73 سفر، 46 سفر للعهد القديم، 27 سفرًا للعهد الجديد وسمي الكتاب المقدس باسم الكتب المقدسة لكي يتم التمييز بينها وبين الكثير من الكتب الأخرى. تم تجميعه على مدى 13 قرنًا؛ وهو الكتاب المُرتَّب ترتيبًا زمنيًا؛ هناك سبع نسخ من الكتاب المقدس ـ ــيُعتقد أن الكتاب المقدس قد تم إنشاؤه من النسخ الأصلية المفقودة ـــ يُترجم العهد الجديد إلى 1185 لغة وإلى الكتاب المقدس (القانون البروتستانتي) في 451 لغة.. لاحظوا الفرق بين اهتمام اليهود والمسيحيين بكتبهم ونشرهم له بلغات وامكانيات مهولة وتقصيرنا نحن معشر المسلمين في نشر ديننا الحق...!؛ القرءان اسمه قرءان وعدد سوره 114 سورة وهو ثابت عند المسلمين..؛ بينما الكتاب المقدس (بعهده القديم التوراة وعهده الجديد الانجيل) فـــ "التوراة" لم يعد بالتوراة و"الانجيل" لم يعد بالإنجيل وجرى عليهما تحريف وتبديل.. ثم أن القرءان اسمه قرءان؛ بينما الكتاب المقدس اسمه غير وارد ولا اصل له، والعهد القديم الذي يفترض انه التوراة الا انه لم يسمى بذلك لان فيه من التوراة ومن غير التوراة ، والامر ذاته ينطبق على الانجيل فيه منه، ومن غيره..؛ والله جل جلاله في القرءان إله عليم، وإله عظيم، واله عزيز، واله قدير، واله حي ،واله قيوم، واله لا تأخذه سنة ولا نوم ..؛ و طالما الله يمتلك هذه الصفات فلا يحتاج للراحة أو الاستراحة بعد خلق الكون؛ كما يرى ذلك الكتاب المقدس أن الله محتاج لنسبة الراحة والاستراحة بعد خلق الكون؛ كما يرى ذلك الكتاب المقدس أن الله محتاج لنسبة الراحة والاستراحة وهكذا في الكتاب المقدس تتعدد الضلالات فيه ،منها نسبة الراحة والاستراحة إلى الله ــ كما ذكرناــ ،ومنها التشبيه بينما في القرءان  الله ليس كمثله شيء وهو السميع  البصير ..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي