هشام هل من وصية أخرى..!

فائد دحان
الاربعاء ، ٢١ ابريل ٢٠٢١ الساعة ١٠:٢٠ مساءً

 

أنَّ لي أن ارثي بعضي، لم أكن اتخيل يوما ان ارثي جزء مني فكيف و عندما يكون الرثاء عن روح تهشمت و قلب لم يغادر أوجاعه، كانت الاوجاع تندثر مع كل لحظة وصال.

هشام فعلتها فينا، برمشة عين احلتنا لشهداء أحياء، هل تدري انك علمتني الا اهاب الموت، فهأنا ذا أراه كل لحظة، كل ثانية اتيقن انني لن أراك ثانية في هذه الدنيا، يهمد جسدي ابحث عن روحي ولا احس بها، لا ارى الا طيفاً منها او بعض خيال.

اتذكر لحظات نزق عشناها معا اضحك، يمر بطيفي لحظات معاناة فأضحك اكثر و يرهقني انني لن أراك مرة أخرى فنكيل الشتائم لحضنا الرديء.

ما يجعل المرء اكثر قيمة هو انجازاته و اثره، فهل تدري كم أنجزت بعدك من روح تتوق لذات النهاية هذا مالم يستطيع فعله الأحياء.

طاف بخاطري كل اغاني الشهداء و كنت ارددها كلحن يعزز مبدأ التضحيات لأجل الأوطان، اما انت فقد اخبرتنا ان الوطن هي الجنة لا سواها.

ماذا فعلت بنا يا هشام، حتى انني لا أجروء على مراجعة الدردشات الخاصة بيننا، مهابة الشعور بالاسى تنتابني، وتسجن ما تبقى من فتات العمر فيك يا رجل.

ايها الاسمر المتوقد ماذا عساك تصنع فينا اكثر، اهكذا تهزأ بنا، تحيلنا لمجرد ركام و أعباء، اسأل نفسي كيف الطريق إليك فيعتم الجبن طريقنا.

هل فعلا كنت تودعنا ام توجعنا، اهكذا تختصر الصداقة و تسرع نحو تحديد مصيرنا لا مصيرك.

عشت لحظات وجدت الموت أمامي، تحت قصف طيران و غيوم من النار، شعرت بالنهاية حينها و كانت ترفرف أمامي صورة طفلتي رهف، ولكني لم اصل لذات الإحساس الذي اعيشه منذ رحيلك و قد كتبت الوصية.

كنت اعتقد انني لم أكن يوما جبان و انا أخوض وسط معارك دونما سلاح و اني التعريف الحقيقي للشجاعة و لكن اليوم تغير لدي مفهوم الشجاعة و بت ابحث عن تعريف اخر للشجاعة فاخضعه للتضاد لاعيش لحظات بين أنفة الاعتداد بالشجاعة و هزالة لحظات الجبان الحقيقي.

انت تعريفنا للشجاعة يا هشام، انت لحظاتنا المختصرة في الصدح بالحق و دونما وجل فإني متشيع لما مت من أجله و لطريق قدمت روحك من أجلها، اذا لم تتوق ارواحنا للقياك فاعلم انها منشغله بالانتقام من القتلة الذين ارعبهم جسدك الشاحب وقلبك الاشم.

كيف حالك اخي فايد... لست بخير يا هشام دعني اصدقك القول هذه المرة فعلا لست بخير ما دام القتلة يجولون فوق ذرات تراب الوطن الذي بذلت روحك من أجله و انها لحياة بعز او موت بشرف.

هل من وصايا أخرى و هل من درس آخر يا هشام، عد و أخبرنا بشيء او خذنا إليك فقد بت ادردش معك في صحوتي وكل غفواتي.

نم بسلام يا أعظم الرجال و اخر تعريف للرجولة و واقع الشهامة فإن رقودك كذلك كان ضربا من الشهامة و الاباء.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي