اشكالية القراءة نكبة المسلمين (1-2)

د. عبده مغلس
السبت ، ١٧ ابريل ٢٠٢١ الساعة ١٠:٤٠ مساءً

أول أمر نزل على رسول الله محمد (ص)  هو "اقرأ" وهو أمر مخالف لكل من سبقه من الرسل، والتي كانت رسالاتهم تبدأ بالتوحيد "أن اعبدوا الله" وهذا ما يميز الرسالة الخاتم، التي بها اكتمل بها دين الله وتمت نعمة الله على الإنسانية، فبدأت برسالة "اقرأ" مفتاح المعرفة الكونية والإنسانية جناحي الاستخلاف.

لكن الملاحظ تخلف الأمة عن هذه المعارف والدور لغياب القراءة والتدقيق فيما يُكتب.

انتقد البعض ما كتبت وذهبت بهم الضنون والجهل مذاهب شتى وما كتبته يتحدث عن حقائق هي:

الحقيقة الأولى: 

غياب خطب الجمعة للرسول عليه الصلاة والسلام طوال فترة دعوته، وهذه حقيقة لا أحد ينكرها، وليس لها من تبرير غير حقيقة منطقية أكيدة وهي أن هناك نهي عن كتابة غير القرآن، والا فكيف نبرر وجود الأقوال المنسوبة للرسول عليه الصلاة والسلام، عن علاقاته بزوجاته ومباشرتهن في كتب التراث، وغياب خطب الجمعة، فهل من المعقول أنه ضمن رسالة تبليغ الرسول لهذا الدين أن يتحدث من وصفه الله ب "الخلق العظيم" عن طبيعة معاشرته لزوجاته، ويأمر بتدوين ذلك ولا يأمر بتدوين خطب الجمعة التي كانت جزء أساسياً من إبلاغ الدعوة والرسالة، هذا أمر مستحيل ولا يليق بصاحب الخلق العظيم وخاتم الأنبياء والرسل.

الحقيقة الثانية:

 كل ما نطقه الرسول (ص) هو وحي من الله وهو القرآن ونُهي عن كتابة غيره، وهذه الحقيقة أكدها قوله سبحانه في سورة النجم (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ*مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ*عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ)النجم آيات من ١ حتى ٥.

وهنا لا يفرق الجهلة بين النطق والقول فهل حين يقرأ أحدهم أي آية من كتاب الله يقول "قال الله" أم "قال الرسول" قطعاً يقول قال الله لأن هذا هو قول الله وكلامه، وليس قول الرسول وكلامه، فكيف وصلنا من الله عن طريق الرسول؟ لقد وصلنا قول الله عن طريق نُطق رسول الله، وهنا نجد معجزة هذا الكتاب وصدق رسول الله، فلقد قال الله ونطق رسول الله، مما يؤكد أن القول من الله والنطق لرسوله، ولهذا عندما قلت انه تم النهي عن تدوين غير ما نطقه الرسول كنت أوكد على حقيقة تدوين وكتابة كتاب الله الذي نطقه رسوله، وقد علمه الله كيف يقرأه وينطقه يقول سبحانه في سورة النجم (لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ) النجم ١٦، ١٧، ١٨، ١٩. فهو كلام الله وقوله قرأه على رسوله وعلمه قراءته وهو سبحانه من يتولى بيانه والرسول هو من نطق الرسالة وبلغها للناس.

ولهذا ليس كل ما يقوله رسول الله بوحي، الوحي فقط هو ما نطقه رسول الله، لكتاب الله، وهذا يقودنا للحقيقة الثالثة.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي