تحتضر صنعاء وتعز تحتضر .. واليمن كله يحتضر ..!

د. علي العسلي
الجمعة ، ٠٩ ابريل ٢٠٢١ الساعة ٠٥:٤١ مساءً

"صــــنعـــاء"   تـــحتـــضـــر..  صنعاء تموت من كورونا أو من الإهمال واللامبالاة؛ كورونا يفتك بالعاصمة صنعاء وبساكنيها، وهم ثروة البلد، هم (الكوادر والخبراء ورجال الأعمال و الأكاديميين والموظفين، والمواطنين البسطاء أصل كل ما سبق).. تحتضر صنعاء من الأمراض.. المستشفيات الموجودة في لعاصمة طابعها تجاري وليس علاجي مع كل آسف ها هي  وبناها التحتية تفتقد لأبسط المقومات، منذ البداية هي غير قادرة على مواجهة الحالات القليلة فما بالكم!؛ وكورونا في فترة الذروة، نسأل الله اللطف بكل من يعاني من ألم او مرض أو جوع أو عدم قدرة على العلاج.. صنعاء لا يوجد فيها مستشفيات تستطيع استقبال الحالات المرضية من كثرتها، وبساطة امكانياتها.. صنعاء لا توجد فيها كمامات أوكسجين، تلف العاصمة كلها ولا تجد كمامة أوكسجين.. فيها بعض المستشفيات البسيطة، والتي لو صنفناها كما الفنادق السياحية لوجدنا مستوصفات او مستشفيات ترتقي كما الفنادق ((أبو نجمة)) أو ((نجمتين))، تأخذ هذه المستشفيات _لو وجدت وساطة_ واستقبلوا حالتك في الليلة الواحدة، كما يأخذه فندق أبو ((أربعة نجوم)) أو ((خمسة نجوم)) بالليلة.. ما هذا الذي حل ّويحلّ بأهلنا وجيراننا وكل شعبنا بالعاصمة صنعاء وتعز وكل اليمن؛ إنها قيامة القيامة، لكن لم يوجد في هذا العالم المدّعي الإنسانية من يغرس فسيلة، من يداوي مريض، من يجبر أهل الشر بالتوقف عن شرورهم، من يوفر المتطلبات الضرورية للمحتاجين...!؛

.. "تــعـــــــز " كذلك تـحتـــضــر.. كرهنا فتح وسائل  التواصل الاجتماعية، كرهنا فتح  الفيس_بوك؛ لم نعد نتجرأ على فتحه من كثرة برقيات التعازي، وحجم المعزين ،هذه الأيام الواحد يصطدم وهو يقرأ شخصيات ومقامات المتوفين،  أو الذين يسعفون إلى المستشفيات ولا يجدون (اكسجين) في مستشفيات تعز خاصة والبركة ببعض التجار  وعلى رأسهم محافظ تعز السابق  الأستاذ شوقي هائل ،وأصحاب الخير الأخرين، والذين يتأملون الناس بسخائهم وعطائهم ، أما الدولة وسلطتها المحلية في تعز، والذين دعوا للنفير لإخراج الحوثي من أجل تحرير المدينة ونحن معهم في ذلك ،فإذا بالطامة تنزل على تعز وأهلها الطيبون ،إنها الموجة الأكثر إيلاما على اليمنين  كوفيد19 ، كارثة حلت على تعز، وكان أول ضحايا كورونا فيها ، هم  وكلاء محافظة تعز ،بعضهم فارق الحياة يرحمه الله،  والبعض الأخر في المستشفيات ..ولم تتم الدعوة من قبل الشرعية بالنفير لمكافحة هذا الوباء وتوفير مستلزمات مكافحته ، لم يتم الاستعداد لهذا الفيروس بما يكفي..!؛ لم تخصص ميزانيات لمواجهته وأولها دفع رواتب الموظفين كي يستطيعون اسعاف من يصاب ويدفعون مبيته في مستشفى ،حيث المبيت للمريض في أبسط مستوصف أو مستشفى (160) ألف ريال في الليلة الواحدة..!؛ حقيقة بتنا في وحشة مستمرة نسأل الله اللطف، مما يجري في يمننا الحبيب ،فكل من يتوفى هم أهلنا أكانوا أقرباء أم ليسوا كذلك؟!؛ قامات سامقة تغادرنا والحزن كل الحزن أنهم لم  يحصلوا على التطبيب الأولي في اقرب مستشفى او انتقالهم من مستشفى إلى اخر دون استقبالهم بحجة امتلائه، حتى تتعقد حالات المُسعَف للآسف..!؛

ويــحتضــر "اليــمـــن كــلــه".. الناس تموت ولا تجد من تطبيب، ولا لقاحات، ولا اكسجين، ولا كمامات كافية.. فقط من العاصمة المؤقتة نسمع فقط ترهات ونشر مقاطع لفيديوهات وتهم بعض العاملين في الصحة لبعضهم بالفساد، نرجو من وزارة الصحة التحقيق في ذلك...!؛ سمعنا وتابعنا زيارات مكوكية للمبعوث الأمريكي والاممي وبشارات تأتي من عُمان بقرب الانفراج للازمة اليمنية، وانتهاء الحرب فيه، وتدفق المعونات والمساعدات إليه، وفك الحصارات المختلفة، واطلاق الاسرى والتفرغ لمكافحة الجوع ووباء كورونا و....و.... ؛ و الظاهر أن تلك المشاورات والمبادرات وتقديم الدعم توقف إلى حين بانتظار انتهاء اليمنين بفيروس كورونا، أو بحسم معارك مأرب، أو ربما  بما سيؤول عليه الملف الإيراني في فينا.. يا عالم يا متحضر يا منادين بحقوق الانسان وبضرورة التدخل لوقف الكارثة في اليمن.. ها هي الكارثة حلت بقوة على اليمنين، وأضحت في الذروة، فلا مستشفيات كافية لاستقبال الحالات ولا طواقم طبية، ولا لقاحات، ولا حتى بعد الوفاة وجود أماكن لقبران من يتوفى.. الشيء النادر وجوده في اليمن اليوم ((التطبيب الأولي، والقبور لدفن من يتوفى))..  فوقروهما، فالشعب اليمني لا يطلب المستحيل.. أيتها الدول العظمى اتقوا الله، يامن موكول لكم حماية الأمن والسلم الدوليين، اليمنيون يموتون وبأيدكم مساعدتهم وانقاذهم، وفروا لهم الاكسجين والكمامات والأجهزة التنفسية واللقاحات، قوموا بعمل مستشفيات ميدانية في كل حارة وحي، أوقفوا الحرب بالقوة، كي يحي ويعيش من لا يحارب، من يريد السلام، ويسعى للحياة وللكرامة الإنسانية.. أيها المبعوثون أيتها الدول التاريخ لم ولن يرحم تخاذلكم الإنساني والسياسي والقانوني تجاه اليمن؛ فالمسألة ليست مزايدة في وسائل الإعلام عن تقديم مبادرات، ومشاورات، أو لتقديم إحاطة لمجلس الامن لا أكثر ...!؛اللهم ارفع عنا وعن كل اليمنين، وكل من هو راقد في مستشفى ويعاني من كورونا أو غيره من الأمراض، أمرك يا ربنا بين الكاف والنون، فكن شافيهم، وكن طبيبهم، وكون عونهم، واعيدهم لأهلهم سالمين  معافين ..اللهم يا شافي يا كافي لا شفاء إلا شفاءك يا أرحم الراحمين ،يا كريم .آمين اللهم آمين...!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي