الحرب المشتعلة في تعز وقوات طارق ؟

محمد مقبل الحميري
الخميس ، ١٨ مارس ٢٠٢١ الساعة ٠٩:٣٧ صباحاً

الاوروبيون تقاتلوا سنين طوال وقامت بينهم حربين عالميتين راح ضحيتها اكثر من مائة مليون قتيل وتدمرت المدن واستفحل العداء ، ولكن بعد ان ادركوا ان قوتهم في توحدهم وان العصر عصر التكتلات ، تناسوا كل تلك الخلافات وما نتج عنها من حروب وما خلفته من قتلى ودمار ووضعوا ايديهم بأيدي بعض رغم الاختلاف في المذاهب والمعتقدات وفي اللغة والاجناس ، فأصبحوا كيانا واحد يجمعهم الاتحاد الاوروبي ، الغوا الحدود وفتحوا كل المنافذ البرية والبحرية والجوية ، حتى الزائر الاجنبي اذا منح تأشيرة لأي دولة يكون حرا طليقا في التنقل في كل الاراضي الاوروبية ، وهذا التسامح الذي تم والتكتل الذي جرى اكسبهم قوة فاعلة على مستوى العالم كله فأصبح قرارهم فاعلا ومواقفهم تضع لها دول الشرق والغرب بما فيهم الدولتين العظميين حسابا دقيقا.. 

 

مالذي الذي جعلهم يخرجون من دائرة الصراع الى دائرة الوفاق ، ومن دائرة الاحتراب الى دائرة السلام ، ومن بوتقة العداء الى افاق الاخاء ، اعتقد ان التغير حدث في العقول والمدركات والتحرر من الانانية والقصور الفكري وحلقوا جميعا في افاق علوية همم فولاذية وعقول سامية. 

اما نحن في نطاق الدولة الواحدة الحزب يريد اجتثاث الحزب الاخر ، والقبيلة تريد تهيمن على بقية القبائل وهذه المجموعة ضد تلك مما مزق شملنا وجعل الحوثي ومن ورائه المشروع الايراني يلعب على هذه المتناقضات ويعبث بكل الشعب ، وهو لا يفرق بين هذا وذاك كلهم عنده منتقصة مواطنتهم ولا يحق لهم ان يرفعوا رؤوسهم او يطالبوا المساواة بسلالته.

الا يكفي ان نصحو جميعا ونضع ايدينا بأي بعض ، الاصلاحيي اخي مهما اختلفت معه فهو من هذه التربة وابن هذا البلد ولا يشعر او يدعي انه افضل مني سلالة وعرقا ، والمؤتمرين شقيقي وابن قريتي ومدينتي ورجاله من متلف مناطق اليمن وقبائلهم ، وكذلك الناصري والبعثي والاشتراكي.

-لماذا البعض يتمنى انتكاسة الجيش بمبرر ان فيه قادة اصلاحيين؟

 -ولماذا لا ندعوا قوات طارق ان تشارك في المعارك الدائرة في تعز  وتتجه نحو البرح او الى اي اتجاه يراه دون تردد وبترحاب منا وحب ؟

-ولماذا لا تكتب اقلامنا جميعا عن اي انتصار يحقق الابطال بعيدا عن الحسابات الصغيرة والعقول القاصرة ،ونكتب بإيجابية عن قوات طارق وكل من يوجه بندقيته نحو هذه المليشيات السلالية؟

الصراع مع هذه الحركة السلالية العنصرية صراع وجود ، اما اختلافنا مع بعضنا فإنه خلاف سياسي مشروع فلا نعمقه في النفوس ، يجب ان نتجاوزه ونتجه للدفاع عن وجودنا وهويتنا وآدميتنا ومواطنينا المتساوية.

من هنا وكوني احد ابناء مديرية مقبنة واحد ممثليها البرلمانيين ادعو الاخ العميد طارق محمد عبدالله صالح قائد جبهة الساحل الى مساندة الابطال في تعز والتوجه نحو البرح كما ادعو ابناء تعز الى تأييد دعوتي هذه ، وصدقوني لا يوجد اي خطر على طارق وقواته من قبل ابناء تعز والشرعية وبالمقابل لا يوجد على تعز والشرعية اي خطر من قبل طارق وقواته ، فقط نحن بحاجة لكسر حاجز عقدة الخلاف وعدم الثقة.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي