مأرب وتعز على خطوط النصر 

عبدالناصر العوذلي
الخميس ، ١١ مارس ٢٠٢١ الساعة ٠٣:٤٩ مساءً

 

اليوم الحرب مع الحوثيين تنحى منحى آخر ، وتأخذ أبعاد ودلالات كبيرة وعظيمة، فهي اليوم استنفرت الهمم، وشحذت الإرادة الوطنية،  اليوم الحوثيين في أضعف حالاتهم، وقد كشفت مأرب عوارهم، وأوضحت هشاشتهم،أمام رجال الله الثابتين   بساحات الوغى، المدافعين عن عرض وشرف الأمة العربية .

الحوثيون بصلفهم وغرورهم اخطأوا خطأ" كبيرا في حق الشعب اليمني وتعاملوا مع هذا الشعب العظيم معاملة التابع الخاضع والمسخر لخدمتهم، وهم في الجانب الأخر يرون انهم العرق الأنقى والنسب الأرقى وكأن محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم لم يكن رسولا للبشرية بقدر ماهو ملكا" اورثهم  ملكه، وهم اليوم يطلبون ملك جدهم، على افتراض انهم سلالات هاشمية، مع العلم الذي يؤكده التاريخ حول الفرضية .

فالتاريخ يقول أنهم سلالات فارسية، قدمت على مرحلتين، الهجرة الاولى مع سيف بن ذي يزن قبل الإسلام،  والهجرة الثانية في عام 283 هجرية،  وهي دخول يحيى حسين الرسي الى اليمن وتحديدا" الى صعدة وكما قال الشيخ مقبل بن هادي الوادعي ان دخول الرسي الملقب بالهادي الى اليمن يعتبر فتنة ،

وعودة الى بدء فالحرب  اليوم في مأرب قد اوصلت الجماعة الحوثية الى تفكك لعراهم وشتت جمعهم  وألقت عليهم لظاها فخروا صرعا" في وديان وشعاب وجبال مأرب ، أراد  حسن إيرلو أن يكون فاتحا لفارس العجم، مجالا في مهد ومنبت العرب، ليكون بذلك قد ثأر لقادسية الفتح العظيم، التي انهت دولتهم وأطفأت نارهم، وقتلت ملكهم، وفككت إمبراطوريتهم .

 ايرلو  وعتاولة الحوزات ليسوا من الإسلام في شيء، ولا يعنيهم محمد وعترته هذه شعارات اتخذوها ليسهل لهم خلخلة الإسلام من داخله فأظهروا التشيع لآل البيت وهم ابعد مايكونون قربا من الإسلام فضلا عن أن يكونوا شيعة لنبي الإسلام. 

مأرب مفرمة للحم الحوثي ومشواة بها حمم" تلظى فلم يعد لهم بد" من أن يكونوا طعاما" للضواري بعد فرمهم ونثرهم في شعف الجبال وبطون الأودية، اعتقد اليوم أن العديد من القيادات الحوثية تلعن إيرلو، وتحمله ما آلت اليه الأوضاع، فهو وصبي مران، يتحملون وزر كل ما لقيته جماعاتهم، من قتل وجرح وأسر في مأرب ولله درك يا مأرب التاريخ والحضارة  فقد كان الدرس بليغا" وواضحا" وجليا " ..

وهاهي تعز في الجانب تنتفض وتثور، على قطعان مران وعلوج الفرس، تعز تأزر مأرب وتصنع النصر، تلو النصر، في ظل ذهول وإرباك حوثي لم يكن يتوقع هذه الهجمة الشرسة من أبناء تعز، الذين ثاروا في وجه الطاغوت وقلبوا الموازين وحققوا تقدما" كبيرا في العديد من المواقع الهامة .

 وهاهم يلتحمون مع قوات العمالقة في الوصول إلى قطع الطريق العام أمام الحوثيين وقطع خطوط الإمداد التي تغذيهم وترفدهم وهذا دليل على أن الحرب اليوم تنحى منحى آخر فهي تنطلق من إستراتيجية عسكرية ممنهجة اثبتت حنكة وقوة وصلابة .

 هذا ماكنا نناشد باتخاذه في جميع المعارك مع شراذم الفرس فتعدد الجبهات ينهك الجماعة التي تعتمد على أسلوب الحرب في جبهة واحدة وتكثيف العدد والعدة لإسقاطها وهذا ماكان يحصل سابقا ولكن اليوم تتعدد مسارات الحرب لتكون حربا شاملة على أولئك الغوغاء من بني فارس لايكفي ان تكون الحرب في مأرب وتعز بل إننا نطالب الشرعية والتحالف بفتح كافة الجبهات في صعدة وميدي والبيضاء وحجة وإب .

 لنجعلها نارا تلظى تحرقهم حرقا وتنثرهم في الجبال نثرا والله خير ناصرا وهو ارحم الراحمين  ..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي