الحرية والعقل 

تيسير السامعي
الاثنين ، ٠٨ مارس ٢٠٢١ الساعة ٠٦:٥٣ مساءً

الحريّة هي أن تعيش بالطريقة التي تريدها وترتاح لها نفسك، ويطمئنّ لها قلبك، وينسجم معها عقلك.. والعُبوديتة أن تعيش وفق ما يريده الآخرون بطريقة  تذلّ بها  نفسك، ويُصادر بها عقلك.

هناك صِنف  من الناس ترتاح أنفسهم للسّير وفق مُراد الآخرين، والكثيرون منهم يشعرون بالاطمئنان والانسجام، لأن عقولهم جامدة، وعاجزة عن التفكير، لذلك صارت حياتهم وفق ما يقرره الغير، وهنا يكون الخطر الحقيقي الذي يجعل الإنسان يفقد أهمّ مِيزة ميّزه الله بها، وهي "العقل والتفكير "، يعيش العبودية وهو لا يشعر. 

فقدان الثّقة بالذات، والشعور بعدم القدرة، يؤديان إلى جمود العقل، والعجز عن التفكير، وبالتالي العيش في ظل العُبودية والتبعية. وهذا الصّنف من الناس -وإن كانوا يزعمون الحرية ويتغنون بها- هم في حقيقة الأمر عبيد. 

قد يضطر الإنسان إلى العيش في ظل التبعية للآخرين، نتيجة ظروف قاهرة، لكن نفسه لا ترتاح لذلك، وقلبه ليس مطمئنا، وبالتالي لا يرضى بالوضع، فيسعى إلى التغيير  والبحث عن مخارج تحقق له حريته. هذا النوع من الناس -وإن كان في الواقع يعيش في ظل العبودية- يعيش الحرية في نفسه ووجدانه، لأن عقله ليس جامدا، وتفكيره ليس عاجرا. فالفرق بين الحُرية والعبودية هو "العقل ومدى قدرته على الحركة والتفكير". 

حال لسان الصنف الأول، كما قال الله [وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا]..

ولسان حال الصنف الثاني، كما قال الله [قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُم بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا ۚ وَمَا يَكُونُ لَنَا أَن نَّعُودَ فِيهَا إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا ۚ وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا ۚ عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا ۚ رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ]..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي