الجنوب العربي

تيسير السامعي
الخميس ، ١٨ فبراير ٢٠٢١ الساعة ١٠:٣٥ مساءً

هل تعرف ما هو الجنوب العربي الذي ينادي بعض قيادات المجلس الانتقالي الجنوبى بإعادته؟

اتحاد "إمارات الجنوب العربي"، عبارة عن اتحاد 'كنفدرالي'، تم تأسيسه من قبل المحتل البريطاني عام ١٩٥٩ ميلادية، وكان يضم السلطنات والمشيخات في محافظات لحج وأبين وشبوة فقط، ولم تكن حضوموت والمهرة وسقطرى ضمن هذا الاتحاد.. أيضا مستعمرة عدن كان لها وضع خاص، ضمن هذا الاتحاد.

فحضرموت كانت فيها السلطنة 'الكثيرية' في مدينة سيئون، والسلطة 'القعيطية' فى مدينة المكلا، والمهرة كانت فيها سلطة تضم 'المهرة' و'سقطرى'.. الملاحظ في الأمر أن كل سلطنة كانت تعتبر نفسها "دولة مستقلة" بذاتها. 

فحقيقة "الجنوب العربي" هي أنه كيان لقيط، ورقيّ هشّ، يقع في بُقعة جغرافية محدودة، ولم يكن دولة معترفا بها، ولا يملك مقعدا لا في الجامعة العربية ولا في الأمم المتحدة، وليست له هُويّة تاريخية، لأن هذا الاسم لم يكن له وجود قبل تأريخ 11 فبراير عام 1959 ميلادية/

فعندما أطلق المحتل البريطاني اسم "الجنوب العربي"، رفض ذلك كل أبناء اليمن. ولم يكتفوا بالرفض بل وخرجوا في مظاهرات في عدن، تنديدا بهذا الاسم (الجنوب العربي)، ومزّقوا العلم الخاص به.

بعد انتصار ثورة ١٤ من أكتوبر المجيدة، وإعلان الاستقلال فى ٣٠ من نوفمبر عام ١٩٦٧، أول عمل قام به الأحرار الشرفاء، إسقاط هذا الكيان اللقيط، وإعلان "جمهورية اليمن الجنوبية".. غيّرت في ما بعد إلى "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية".

ضمّت إليها كل مناطق جنوب وغرب اليمن، من المهرة إلى 'باب المندب'، وكان المفترض أن تعلن الوحدة اليمنية بعد الاستقلال مباشرة، لكن الأوضاع في الشمال لم تكن يومئذٍ مهيئة، بسبب حرب الإماميين -بدعم من السعودية- لإسقاط الجمهورية.

وعندما أُعلنت "جمهورية اليمن الديمقراطية" دولة مستقلة، كان هذا الإعلان بالتنسيق بين القيادات في الشمال وفي الجنوب. وكان الهدف من ذلك هو أنه في حالة إذا سقطت عاصمة الشمال (صنعاء) تكون لليمنيين دولة في الجنوب، يذهبون إليها، لتكون منطلقا لهم لتحرير الشمال. وبعد استقرار الأوضاع في الشمال، وانتصار الجمهورية، بدأت الخطوات نحو الوحدة، حتى تحققت في 22 مايو، عام ١٩٩٠ ميلادية.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي