مأرب "ثمار " نصر يتحقق.. فأتوا حقها ولا تهزموها "أنتم" لا "هم. "..!

د. علي العسلي
الاربعاء ، ١٧ فبراير ٢٠٢١ الساعة ٠٧:٢١ مساءً

تقترب مأرب من إنهاء العشرة الأيام الحرب المتواصلة دون توقف، وهي تتصدى لجحافل وانساق المعتدين والذين جمعوا وحشدوا من كل الجبهات، لأن تلك الجبهات كأنها منفصلة تمام الانفصال عما يجري في مأرب؛ أو أنها لا قائد أعلى لها يوجه المعارك في اطارها الطبيعي التكتيكي والاستراتيجي ..؛ الشيء الملفت أن بعض قيادات عسكرية يظهرون في وسائل الاعلام و يا ليتهم راسلوا القائد الأعلى مراسلة، كي لا يستفيد من حُرقتهم التي باحوا بها، "الخصوم"، وحتى لا يُفهم  من  ان الوحدات العسكرية مقيدة ،عندما طالبت تلك القيادات الرئيس بإلغاء اتفاق ستوكهولم؛ وإن كانت تدل على الانضباطية، فقط  لو كان المعنيين معترفين بالشرعية، وحصلوا على قرار منها، يسند إليهم ما يراه ، هم يقولون يريدون نصر اخوتهم في معركة الجمهورية، والتي على الواقع المعاش لا تجد من يدافع عنها غير مأرب على الأقل في هذه اللحظة التاريخية ؛ فهي  تتصدى بكل قوة واقتدار وثقة بالنصر المؤزر ،لكنها تدافع وستنتصر بحوله وقوته تعالى؛ وانتصارها ونصرها هو ثمرة صبرها واحتسابها وكفاحها البطولي الأسطوري، مأرب بتضاريسها، بقبائلها المسنودة بالجيش الوطني، بمقاومتها، وبتحالف دعم الشرعية والذي لا ينكره إلا جاحد متحوث..!؛ .. الانتصار والدعم والمساندة لمأرب.. هو دعم واسناد وانتصار للشرعية وللجنوب ولبقاء الموارد بيد الدولة الشرعية، وهو انتصار للتحالف العربي، لأن المد الفارسي يقاتل من اليمن باتجاه المملكة وامنها ومقدسات المسلمين فيها.. هو انتصار للحق ضد الباطل؛ هو انتصار للنازحين الذين لم يجدوا من مكان يحتضنهم غير مأرب المسؤولية، الحضارة، التاريخ، والإنسانية.. هو انتصار للمؤسسات الحكومية العاملة في مأرب.. هو انتصار للإعلام وللثقافة والفن الموجود فيها...!

إن انتصار مأرب وحتما يتحقق، فقط مناشدتنا للمدد لتقليل تكلفة النصر المبين؛ ولا شك أن انتصارها هو مفتاح وبوابة النصر العظيم الذي يرتقبه كل اليمنيين يوم استعادة العاصمة صنعاء.. اخذت الحرب وقتا كبيراً ولا داعي للنوم والتراخي، ولا داعي للساعة السليمانية عند بعض القيادات فقد تحولت إلى سنوات "دوخة أو سُحور، أو تربح"، نقول لهم قد صحت أمريكا وصحى العالم من بعدها؛ والحوثيون ادركوا ذلك، ويريدون يُحسنون شروط تفاوضهم، فقاموا باعتدائهم على مأرب ((الصد المنيع)) لطموحاتهم، فإما أن تستعيدوا الدور والقيادة يا قيادتنا السياسية والعسكرية، وتتحولون من الدفاع إلى الهجوم، وإلاّ فالمآل معروف...!؛ فاستفيدوا من حصاد مأرب الخير والنماء والتضحية؛ واعطوها حقها من الدعم والاسناد والمؤازرة والتعزيز بالأفراد والسلاح، كفى تقصيراً وتراخياً وخذلاناً ..!؛ العالم لا يتعامل إلا مع الواقع،  ومن يتواجد على الارض فيه، يحترمه ويقدره؛ ولمن لا يزالون مدوخين، وجالسين يتابعون الاخبار عن مأرب ويحتارون في حجم الاشاعات وكم يصدقون منها؛ والطيبون يلطمون رؤوسهم ويستنكرون  الشرعية في احسن التقدير، حيث أن الاعلام الحوثي المستمد من اعلام حزب الله هو الأكثر تأثيرا لعوام الناس ،فاعترفوا كي تفكرون بخطط إعلامية هجومية ،لا دفاعية أو استسلاميه ،فلإعلام الحربي الحوثي لئيم ويستخدم أساليب ماكرة وكاذبة والتوائية، فقد استخدم الحرب النفسية  بأعلى صورها ؛اخر حربه النفسية ان مأرب سيسقطونها خلال (48)؛خابوا وخاسوا!، ففي المعارك، مع عصابات ليسوا نظاميين فعملية الكر والفر واردة، و لا يستطيع احد أن يتوقع او يحدد بالضبط ما الذي هو القادم، إلا من باب التأثير على المترددين والمرتعشين لعله يجد فيهم ما يخترقه في صفوف الشرعية ؟!؛  إن قيادة الجيش الوطني للشرعية غائب عن المشهد، لا نجدها إلا من خلال ناطقهم الرسمي الذي يجيد فقط الجمل الانشائية غير المعززة بالأرقام وبالمساحة المستردة.. مطلوب جيش وبياناته المزلزلة والمتوعدة، والتي تُلحق الاقوال أفعال، لتعيدوا الثقة بشعبكم الذي عند اللزوم وعند الطلب سيستجيب للنفير إن احتجتموه.. أين اصدار البيانات والإجازات الصحفية؟؛ على الأقل كونوا مهاجمين في الاعلام وحولوا اعلامهم إلى الدفاع...!

آسف أن المؤسسة العسكرية للجيش الوطني وتوجيهها المعنوي..؛ عليكم ان ترتفعوا إلى مستوى المعركة وشراستها وعليكم اصدار البيانات العسكرية على مدار الساعة؛ اطلعوا الرأي العام المحلي والعالمي على طبيعة المعركة وشراستها!؛ وماهي الخسائر؟؛ معيب أن نسمع من اعلام الشرعية برقيات التعازي إلى أسر الضباط الذين استشهدوا دون ان يعرف الشعب بيانات عنهم ،ولا بيانات  نعي تبين شجاعتهم وتصديهم وبطولاتهم ومناقبهم قبل برقيات التعازي..  نريد ان نسمع عن جبهات اخرى اشتعلت ،ونريد أن نسمع عن اسلحة نوعية وصلت، ونريد أن نسمع عن جيش جرار تحرك ،وعن وحدات مدربة تدريب عالي لعمليات معينة دخلت لتوها في الميدان ،نريد فعلا ان نسمع ان قرار الحسم قد اتخذ وان الجيش للوطني والتحالف قد قرروا الزحف نحو العاصمة لتحريرها، هذا هو من يصنع السلام!؛ معيب على القوات  المسلحة ومجلس دفاعها الغائب ان نسمع من نائب رئيس مجلس النواب بالمطالبة باجتماع لتلك المؤسسات الدفاعية ولا تجتمع، ان يدعوا هو بحسه الوطني للنفير العام ولا يُسمع من المعنيين، معيب ايضا أن نرى ونسمع تصريحات لقادة يمتلكون جيوشا مسلحة ومدربة ومجهزة يطالبون الرئيس بإلغاء اتفاق ستوكهولم ، يا اخي انظر كم حجم الاختراقات للحوثين في الساحل الغربي واخترق انت عشرة في المائة فقط منها، وخفف عن اخوانك في مأرب البطولة والجمهورية إن كنت صادقا، وبخاصة وانت تحمل اسم "حُراس الجمهورية" ..اقول في الختام إن لم تستفيدوا من حصاد انتصارات مأرب وتتخلون عن الدفاع؛ وتتحولون  إلى الهجوم، وأن تسرعوا في التركيز على استعادة العاصمة  صنعاء؛ فأنتم تكونون بذلك من هزمتم مأرب وليس هم..!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي