هل الشرعية تعمل علي الاستفادة من السياسة الامريكية الجديدة..؟!

د. علي العسلي
السبت ، ٠٦ فبراير ٢٠٢١ الساعة ٠١:٣٤ مساءً

ونحن نقترب من الذكرى العاشرة لثورة الحادي عشر من فبراير العظيمة التي انطلقت في الحادي عشر من فبراير 2011، والتي أفرزت هذه  السلطة الشرعية التي نتمسك بها حتى نصل باليمن إلى ما خرج من أجله الشعب غلط امتداد ساحات اليمن في تلك الفترة، والمعلم انه لولا ثورة فبراير لما جاءت المبادرة الخليجية كخارطة طريق للانتقال السلمي للسلطة، فالشرعية إذاً ثمرة من ثمار فبراير العظيم، والثمرة الكبرى أن انتجت المكونات اليمنية تحت إشراف الرئيس الشرعي  وثيقة مخرجات الحوار الوطني الرؤية الوطنية الجامعة لحل كل مشاكل اليمن "جغرافيا وسياسياً، سلطة وثروة " ...!؛

ومعلوم ومفهوم أن العمل السياسي هو فن الممكن..؛ والممكن والمتاح كبير للرئيس الشرعي هادي فلو اتخذ قرارات كبرى بإمكانه أن يغير مواقف وقناعات محلية وإقليمية ودولية؛ خصوصا وأن الإدارة الجديدة لأمريكا تعمل بشكل مكثف على بلوغ الحل السياسي للأزمة اليمنية، والحل السياسي لا يمكن أن يكون ممكنا مالم يبدأ القائم ن الفاعل ن والرسميون الشرعيون  باتخاذ قرارات هامة ومصيرية من أجل كل اليمنين  تبدأ بتنفيذ أهم ما خرج به اليمنيون من حوارهم الوطني الجامع  الذي كان بإشراف الرئيس هادي  وبرعاية اممية  ...!؛

 فالأحداث العظيمة تصنع صناعة، أيعقل أن العصابات تتخذ قرارات تجعل العالم يتعامل معها كأمر واقع ومن بيده القرار والشرعية لا يفعل ذلك...؟!؛ لا زلت اعتقد أن الرئيس هادي بخبرته وحنكته ومتابعته للمستجدات والتغيرات والمدرك لتأثيرها على اليمن، لا شك أنه سيتخذ قرارات تثلج صدر لليمنين وتجعل العالم يحترمها ويعترف بها، فهو خبير و يعرف كيف يوظف المتغيرات لصالح اليمن واليمنيين.. !؛

ولا شك أن المتغيرات والمعطيات من حولنا نحن اليمانيون في هذه اللحظة التاريخية تتبدل وتتغير تبعا لتبدل وتغير مواقف الإدارة الأمريكية، والتي تُخضع قرارات الإدارة السابقة فيما يخص اليمن للمراجعة الشاملة؛ إذاً اليمن سيتغير ربما لو استثمر بشكل صحيح من قبل الحكومة الشرعية لكان لصالح اليمن، وان اهملت الشرعية استثمار المواقف والاحداث، فلربما سيكون سلباً على اليمن ومصالحه. ومن المعلوم أن مواقف الإدارة الامريكية بدأت ملامحها تظهر وتتشكل، وصار واضحا أن اليمن أولوية بالنسبة لإدارة الرئيس  "با يدن" بتعينه مبعوثا خاصا إلى اليمن ..؛ لكن الموقف النهائي لا يزال تحت المراجعة والتقييم، أي في طور التشكل.. وعليه لو استوعبت القيادة الشرعية وفهمت المعطيات واتخذت قرارات بتشكيل الأقاليم  في دولة يمنية  اتحادية والتي أجمع على ذلك كل المكونات اليمنية  وينقصها الامر التنفيذي من الرئيس هادي، أعني قرار جمهوري من الرئيس وفقا لما اقر في مؤتمر الحوار فبعد عشرات سنوات اعتقد ان اليمنين صاروا مهيئين ومؤهلين لتقبل الدولة الاتحادية بالأقاليم، فذلك هو المخرج لما يعصف باليمن من مؤامرات لتقسيمه وتجزئته، وفي العشر السنوات الماضية وفي عهد الرئيس هادي تحديدا قد عمل على بذر البنى التحتية لبعض الأقاليم والتي فبما لو اصدر الرئيس قرارا بإنشائها لأصبحت نموذجا سيحتذى بهما من باقي الأقاليم ..بذور تشكل الأقاليم على الأرض موجودة ويحتاج فقط لترسيمها بقرار رئاسي..!

ولقد افرحني خبر قرأته مساء أمس منسوبا للصحفي المتألق والقريب من دوائر صنع القرار أن الرئيس هادي عازم خلال 24 ساعة أن يتخذ قراراً سياسيا عظيما سيقلب الطاولة على المنقلبين والانفصاليين يتمثل القرار بإعلان إقليم حضرموت بقرار جمهوري كخطوة في طريق الدولة الاتحادية ،وأنا كما اقترحت على الرئيس سابقا اضيف إلى إقليم حضرموت  إقليم سبأ ، وباعتقادي أن هذا القرار سيبنى عليه كأمر واقع، وسيجعل القوى السياسية اليمنية لا تعارضه ،وسيجعل دول التحالف تتعامل معه ،وسيجعل  الإدارة الامريكية الجديدة تستوعبه في رؤيتها لحل القضية اليمنية، وهذا سيكون شيء إيجابي وضربة معلم ضد الحوثة المنقلبين والانفصاليين على حد سوى ..!

 واعتقد أن اعلان الإقليمين " حضرموت وسبأ " مناسب جدا في توقيته الآن كبداية ، حيث من المتوقع أن يمر بسهولة ويسر القرار وربما لن يجد معارضة او ممانعة من قبل دولة الامارات العربية المتحدة نظرا لأنها تحت انظار وضغوط الإدارة الامريكية في الوقت الحالي ، وليس من مصلحتها أن تفرط بعلاقاتها المتميزة مع الامريكان وإيقاف صفقة الأسلحة ، وبخاصة وأن تقرير لجنة الخبراء الدوليين الأخير قد اتهم صراحة تدخل الامارات في تدريب وتسليح مليشيات تابعة لها في المحافظات الجنوبية والساحل الغربي ؛واظن أنها سترفع يدها مؤقتا عن دعمها في الفترة القصيرة القادمة للمجلس الانتقالي  حتى تعلن الإدارة الامريكية رؤيتها وموقفها من كل ما يجري في اليمن، وقد أعلن قرقاش أن الامارات قد انسحبت اصلا من اليمن في أكتوبر الماضي وهذا اعتراف يبني عليه ويتابع، وإن كان على الراقع لا يزال غير متحقق..؛  وارى أن ذلك فرصة سانحة للرئيس هادي أن يستفيد من التقلبات الحاصلة في السياسات  الدولية  وتبعا لذلك الإقليمية والمحلية ..!

فهل تعملها يا رئيس...؟!؛ انصحك ألا تتأخر عن إعلان إقليم حضرموت وإقليم سبأ معاً، وستجد التأييد والدعم "شعبيا وإقليميا ودوليا"، وفي المقدمة كما اعتقد الولايات المتحدة الامريكية كونك بدأت تنفذ أحد المرجعيات المتمثلة بـــــ  "نتائج مخرجات الحوار الوطني" وهي مرجعية متفق عليها ...!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي