العبيد لا ينتصرون

تيسير السامعي
الخميس ، ٢١ يناير ٢٠٢١ الساعة ٠٩:٣٠ صباحاً

حاول الرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية "ترمب" بكل الوسائل البقاء رئيساً، واستخدم كل الإمكانيات التي لديه (المال، والأنصار، والتاثير الكبير على شريحة واسعة من الأمريكيين -الذين يؤمنون بأفكاره ومعتقداته) لكنه فى النهاية استسلم، وغادر البيت الأبيض صاغراً، لأنه في دولة مؤسسات، لا أحد فيها فوق القانون.

لهذا السبب أمريكا دولة عظمى، ولهذا السبب أمريكا دولة قوية تهيمن على العالم، ولهذا السبب المواطن الأمريكي يعيش فى أمن واستقرار، ويحظى باحترام في العالم كله.

[إنّ اللهَ ينصرُ الدولةَ العادلةَ ولو كانتْ كافرةً. ولا ينصرُ الدولةَ الظالمةَ ولو كانتْ مسلمةً].. إنّها سنة الله فى الخلق  "ولنْ تجدَ لسنّةِ اللهِ تحويلاً"..

من يأخذ بأسباب القوة ينتصر، وهذا ليس له علاقة بالدّين، وأول هذه الأسباب: قوة النظام والقانون، الذي يهيمن على الجميع.

سيقول قائل: إن أمريكا دولة تهيمن على الشعوب، تنهب خيراتها، وترتكب فيها جرائم ضد الإنسانية!! نعم، هذا الأمور لا أحد يستطيع إنكارها، لاسيما في المنطقة العربية، لكن فى حقيقة الأمر أمريكا تسعى لتحقيق مصالحها، فأين ما وجدت شعوبا رخوة ودولا ضعيفة التهمتها.. والعيب هنا ليس فى أمريكا، لكن في الشعوب التي لم تأخذ بأسباب القوة، فرضيت بالذل والهوان، ورضخت لسياسية وهيمنة أمريكا.

عندما تجد أمريكا أمامها دولا قوية وشعوبا متماسكة، سوف تتعامل معها باحترام وندية، وستقيم معها علاقة متكافئة، تحقق المصالح المشتركة، إذا أردنا - نحن العرب والمسلمين- التحرر من الهيمنة الأمريكية علينا أن نأخذ بأسباب القوة، ومن هذه الأسباب: بناء دولة المؤسسات، التي يحكمها النظام والقانون، وتسود فيها الحرية والعادلة، يعيش فيها المواطن بعزة وكرامة. عجبي لمن يريد استعباد الناس ومصادرة حقوقهم، ثم يزعم أنه يواجه أمريكا!!  ليعلم هؤلاء بأن "العبيد لا ينتصرون"..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي