من الوِرْعَان الى النِسْوَان !!

محمد بالفخر
الخميس ، ١٧ ديسمبر ٢٠٢٠ الساعة ٠٣:٥٠ مساءً

في الأسبوع الماضي تطرقنا الى موضوع لعب العيال والذي أخذ حيزاً من اهتمامات بعض المتابعين سلباً وايجاباً حتى قال أحدهم لا مانع من حكومة أطفال صورية ومن برلمان اطفال صوري ايضاً نتفاخر بهما امام العالم لا أدري أي تفاخر بتجميع الأطفال هذا؟

وقال آخر بالله عليك ماذا صنع لنا الكبار حتى نأمل خيرا من شلة الورعان الذين شغلونا بصور مواكبهم المحمية بالأطقم الأمنية فقال يا صاحبي ذات يوم انا وشخصين معي ورابعنا احدى الستّات التي امتطت صهوة أحد الخيول وأوصلها الى ما وصلت اليه، تحركنا من منطقة لأخرى في العاصمة المؤقتة عدن وكان هناك طقم عسكري أمامنا وطقم آخر خلفنا وانطلق السائقون بأقصى سرعة ممكنة متجاوزين سيارات الغلابا ونقاط احزمة شلال فاذا بالنشوة والغرور ظهرت على محياهم ما هذه العظمة؟ ياسلااااام!!

فقلت هذه النشوة وأولئك  على مشارف الخمسين فكيف بالورعان وهم ما دون العشرين طقمين خلفهم ومثلها امامهم وبالبدلات العسكرية وكأنهم جنود المارينز ويا ليت أن هذه الأطقم ذهبت بهم الى جبهات القتال كغيرهم من أطفال اليمن وشبابها لينالوا شرف النصر او الشهادة لتفتخر بهم امهاتهم فيما تبقى لهن من عمر في الحياة ولما تبقى لأزواجهن من زمنٍ في المناصب الحكومية.

وبما اننا نعيش في زمن العجائب فيما وصل اليه الحال في يمن الايمان والحكمة وتفاقم بشكل ملحوظ منذ ثورة فبراير ظهور ناشتات المنظمات الأجنبية سواء من كانت منهن في ريعان الشباب او ممن قد بلغت من العمر عتيّا لكن لا مشكلة فمراكز التجميل كفيلة بإزالة السمنة والدهون والتجاعيد وتصنع لهن شيئاً من النضارة الوقتية لزوم المشاركة في الندوات وورش العمل والحوارات التلفزيونية التي بدأت أيام مؤتمر الحوار الوطني وبلغت اليوم أوجها،

المهم أن هذا الفصيل المجتمعي يبحث عن حصته في المشاركة في حكومة ما بعد اتفاق الرياض وأن هذه الحكومة ذات الشركاء المتشاكسين لن تقوم لها قائمة طالما أن النسوة ليس لهن نصيب بعددٍ من المقاعد الوزارية ولو حتى واحدة رمزية فقط كتلك التي أتت الى مقعد البرلمان في آخر انتخابات جرت على الرغم انها فعلياً كان ترتيبها الثالث عند فرز الأصوات،

وبكل هذا الصراخ والضجيج يا ليت للمُصارِخات تحديدا مؤهلاً متميزاً تفاخر به وتؤمل من خلاله أن تأتي بما لم يستطعه الأوائل او يا ليت لإحداهن نشاطا مميزا وملموساً لخدمة المجتمع الذي يعاني من الجهل والفقر والمرض وانعدام الأمن،

البلد فيها الكثير من المؤهلات والناشطات لخدمة المجتمع ولكنهن بعيدات عن الأضواء وبعيدات عن مراكز القوى ومراكز النفوذ وربما لو اتيحت لهن الفرصة لأبدعن فيما أوكلت اليهن من مهام ولربما تفوقن على بعض اقرانهن من الذكور وهذا أمرٌ مفروغٌ منه،

امّا إذا نظرنا للمشهد العام في السنوات الماضية لرأينا العجب العجاب فيما تم من تعيينات لا تحمل ابسط المقومات لتكون في هذا الموقع الذي حظيت به دون غيرها،

البلد تنزف والمهام جسام والأصل في الحكومة التي تنشأ في وضع الحرب والانهيار الاقتصادي والسياسي أن ينتقى أعضائها بعناية شديدة لا معيار لها الا الكفاءة والنزاهة رجلا كان أو امرأة لا أن تخضع للمحاباة والمراضاة وكمهور للزواجات وعرابين للصداقات.

أعلم يقينا أن ما أكتبه هنا وما كتبه غيري في هذا الموضوع ما هو إلا أحلام وأمنيات وأما الواقع فقد تم حسمه لصالح أصحاب المصالح ولله الأمر من قبل ومن بعد.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي