يانساء اليمن الاتحادي اتحدن

د. فائزة عبدالرقيب
الأحد ، ١٣ ديسمبر ٢٠٢٠ الساعة ٠٩:٤٣ مساءً

اذا صدقت التسريبات بانه لا مكان لمشاركة النساء في الحكومة القادمة فانه يتوجب على النساء اجمع من ربة بيت او امرأة عاملة في الحقل او مثقفة  كانت  او سياسية  وفي مختلف المجالات ان يقفن صفا واحدا في رفض هذا التمييز العنصري المشين والموقف المخزي للقيادات السياسية وصمت المثقفين والبرلمانيين وكل من له اخت وام وابنة وزوجه.

يا نساء اليمن، ان امكانياتكن الثقافية و العلمية و القيادية تضاهي اعتى الرجال في بلادنا وصمدتن صمود لا يستهان به في الحرب والسلام في كل منعطفات التاريخ اليمني القديم والمعاصر الذي لا يستطيع كائن من كان ان ينكر ذلك بل وفي القران الكريم الذي اشار عيانا جهارا الى ملكة اليمن بلقيس ونظام حكمها الشوروي والتاريخ الذي اورد كوكبة من اسماء النساء بدءا بالملكة اروى بنت احمد والرموز النسائية في التاريخ اللاتي احدثن تغييرا اجتماعيا نستلهم ارثه حتى يومنا هذا والمناضلات في الحركة الوطنية اليمنية.

ارفضن ايتها النساء والامهات المناضلات الصامدات الصابرات اللاتي تتحملن وزر و تبعات الحرب المفروضة على بلادنا وتناضلن من اجل السلام ، السلام للوطن والانسان .. اتحدن وارفعن اصواتكن عاليا .. تمسكن بحقوقكن و لا تتنازلن عنها او تفرطن  بها تحت اي مبرر او ظرف..  لقد علمتنا الحياة ان ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة، مع ان قوتنا التي  الوح بها ، تلك القوة الناعمة  التي نستمدها من ايماننا المطلق بالسلام والنضال السلمي من اجل الحفاظ على مكاسبنا ونيل ما نستحق وفقا للدستور والقانون.

لقد ادهشتن يا نساء اليمن العالم اجمع وانتن تتطلعن الى مشروع دولة وطنية حديثة، تصولن وتجولن في فندق موفنبيك في صنعاء في مؤتمر الحوار الوطني الشامل وجلوسكن على طاولات مستديرة امام مختلف القاب رجال اليمن من شيخ وقبيلي و وزير وعامل وفلاح ومثقف وكاتب واديب وسياسي وتنافستن معهم في ادارة مختلف المكونات بكل جدارة واقتدار وانتزعتن بقوة و وعي القرار التاريخي بوجوبية  مشاركة المرأة  بنسبة لا تقل عن 30% في التمكين السياسي وصناعة القرار وفي مختلف المجالات الاخرى.

يكفيكم يا سادة في استغلال المرأة وزجها في الحروب وفي الانتخابات التي يجني ثمارها الرجل ثم يمارس تعسفه الاجتماعي السياسي عليها ، مازالت تحضرني صور النساء ولم تستطع ذاكرتي ان تتجاوزها وذلك الحشد للنساء من قبل بعض احزاب السلطة نقلهن في عربات نقل البضائع كي يصوتوا لصالحهم في الانتخابات .. ما زلت اشهد اليوم امهات المختطفين والمخفيين قسرا وهن يلعبن دورا مشرفا في مواجهة الحوثيين  .. ما زلت اسمع انين ام الشهيد واخته وزوجته وذلك الالم والحزن الذي يدمي وهن يكافحن في الحياة من اجل ابناءهم ومن اجل الانتصار لليمن الاتحادي ما زلت اتابع الناشطات الحقوقيات والسياسيات وهن يدافعن عن السلام  و الحق والعدل ويقفن داعمات للشرعية الدستورية ومع السلام و وقف الحرب..  الا تخجل القيادات السياسية والحزبية المشاركة بإقصاء النساء من الحكومة او الصامتة عن قول كلمة حق. 

هل يعقل ان تقبلون على انفسكم ايها الساسة الحزبيين والقادة  اقصاء المرأة في الحكومة التي سوف تتشكل وفقا لاتفاق الرياض الذي يشرف على تنفيذه مباشرة المملكة العربية السعودية ويحظى بدعم ورقابة دولية، وانتم  تعلمون و تتابعون التحولات التي تجري في بلدانهم  وتقدير والدعم اللامحدود للمرأة وتمكينها سياسا وفي المناصب العليا و في صناعة القرار؟  الن تخجلون من فعل كهذا ان حدث ذلك وانتم تعلمون وتدركون ان المرأة في بلادنا كانت السباقة على مستوى الاقليم في الخروج الى العمل والمشاركة في العمل الاجتماعي والسياسي وناضلت في حرب التحرير من المستعمر ومناهضة النظام الامامي وفي بناء اليمن وتنميته الى جانب الرجل؟  الا تدركون يا قياداتنا الرشيدة ان اقصاء النساء وتغييبهن في الحكومة الجديدة سوف تؤسس فرضية  ودعوة صريحة  في عودة  النساء الى عصر الحرملك  وربما في تشجيع القيادات الوسطية والدنيا في العمل على اقصاء النساء عن  تلك المواقع.

 اعتقد بان قرار كهذا ليس ببسيط ولا يمكن القفو عليه وتجاوزه  وهو ما لن يكون ولن تسمح به المرأة اليمنية كأن يستغل قدراتها وامكانياتها سلالي ملالي او ان يعيدها كهنوتي على قاعدة: " قرن في بيوتكن " بل لن تصمت المرأة ازاء انانية رجل سياسي مدعي الوطنية، ذلك لان الوطن للجميع ويتطلب مشاركة الجميع وبدون استثناء.

هناك لاات كثيرة يمكن للنساء في بلادنا قولها والنضال من اجل اخذها بقوة الانسانية وتحت راية السلام العادل وعليها ان تقف بصمود وثبات وان وترفع صوتها اليوم مدويا عاليا: "لا شرعية لحكومة في ظل تغييب النساء". واسمحوا لي بأن اختم مقالتي وانا على يقين بانه ما نشر مجرد تسريبات عبثية لقناعتي بان من يتخذ قرارا كهذا سوف يكون  بمثابة وصمة عار له ولتاريخه السياسي، فهل منكم من يرضى ذلك لنفسه او لحزبه ؟ لا اعتقد.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي