في رحلة الحياة

عبير عتيق
الأحد ، ٠٦ ديسمبر ٢٠٢٠ الساعة ١٠:١١ مساءً

يمشي كلٌ في دربه 

يغلب عليهم الإنهماك والتركيز في طريقهم

يُفقدهم التوتر، الخوف، القلق، تفاصيل جميلة مرّوا بها دون أن يلحظوها.. هم حتى لم يُلقوا السلام على الزهور أثناء سيرهم، لم يُداعبوا ابتسامة طفلٍ كانت تُلاحقهم، ماذا عن طيورٍ كانت تُحلق حولهم مُحاولةً إلقاء رسائل الفرح إليهم..؟!

كيف مروا بأعينٍ مُغمضة، وقلوب تائهة، وأرواح مُنطفئة..؟! كيف حرموا أنفسهم لذة تعب رحلتهم، فمهما كانت طريقك مليئة بالعثرات ولكن لابد أن يتخللها لحظات جميلة وأوقات خالدة حتى تلك التي تشعر فيها بالتعب عند إنجاز أمرٍ ما..!

عندما تمشي مُغمضاً عينيك فأنت تُضيّع لحظات لا تُعوض، وتفقد الكثير من الفرص الذهبية.. لن تتعرف على الجمال لأنك لم تراه، ولن تعيش المحبة لأنك لم تتعرف عليها..!

أنت تمشي بلا دليل، لذا سيُصاحبك التخبط ويغمرك الملل..؟!

فأنت لم تستشر قلبك يوماً عندما احترت في أمرك.. لم تُتح لعقلك أن يكون بوصلة تُرشدك إذا ما تُهت.. لم تستجب لروحك عندما جذبها أمر ما.. كنت قاسياً مع نفسك فأصبحت طريقك ثقيلة..

 

ما زالت أمامك فرصة أن يُشرق النور في طريقك أن يرافقك الأمل وتعتلي ملامحك ابتسامة رضى.. لا تخف أن يؤذي النور عينيك فخوفك سيجعلك تغرق في الظلام للأبد..!

فقط افتح عينيك ولا تحرم نفسك متعة التِرحال.. كُن شجاعاً وواجه مخاوفك وعيوبك، تحدى الصعوبات بعزيمتك.. عش كل التفاصيل حزناً أو سعادة بكل جوارحك لا تُفرّط في شيء تحبه، ولا تُهمل نفسك أثناء الرحلة

لست وحيداً في رحلتك فالجميع حولك يشق طريقه أنت لا تدري متى سيتقاطع طريقك مع أحدهم فتمد يد العون بكل حب، لا تدري أيضاً قد تقع فتتلقفُك الأيادي لتُساعدك..

ركزّ في طريقك، ولكن تفقّد من حولك باستمرار ولا تتردد في تقديم العون بكل صورهِ إذا ما استطعت ولا تنتظر مُقابلاً..

كن رحيماً، لطيفاً، مُحباً، فالحياة لا تستحق أن تقسو على نفسك أو القلوب من حولك..

متأكدة أنك ستعشق طريقك وستنتشي روحك شغف وسعادة، عندها لن يُعييك التعب، ولن تُسرق منك الطمأنينة..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي