غيبة الولاء الوطني

د. عبده مغلس
السبت ، ١٤ نوفمبر ٢٠٢٠ الساعة ٠٣:٠٥ مساءً

الحديث عن الوطن والشعب ومصالحهما، تأسيساً وشعارات وبرامج، على لسان وأقلام كل العاملين بالسياسة والثقافة، من مكونات وأحزاب وأفراد، لكن السؤال الأساس، هل الثقافة المُكَوّنة لمن يمارسون ذلك، تعكس فعلاً، الحرص على اليمن، الدولة والوطن والشعب؟

في الممارسة العملية تبرز هذه الإشكالية الثقافية بقوة، حين يبرز الإنفصام السلوكي، للمكونات، والأحزاب، والأفراد، حين تتعارض مصالح الوطن والشعب، مع مصالحهم، فيداس الوطن والشعب، ويتم المساومة عليهما، في سوق نخاسة المصالح، فتسقط الشعارات، وتتهاوى القيم والأخلاق، وتتضح إشكالية الثقافة المُكَوّنة للوعي.

عند المفاضلة، بين الولاء للوطن بدولته وشعبه وأرضه، حسب الإدعاءات المزعومة، والشعارات المرفوعة، وبين المُكَوّن الثقافي الموجه، المذهبي والمناطقي والقبلي والحزبي والشخصي والولاء والتأثير الخارجي، يبرز الانفصام والمقت، والذي غالباً ما يكون فيه الولاء، لهذه المُكَوّنات الثقافية، على حساب الولاء لليمن، الوطن الدولة والشعب والأرض.

فما يُكتب ويمارس، من كل القوى المختلفة، تحت عناوين الحرص على الوطن والشعب، لا علاقة له بالوطن والشعب، بل هو تعبير عن مصالح الولاءات المُكَوّنة، ولذا لا مانع عند هؤلاء من هدم اليمن، الدولة، والوطن، والشعب، والأرض، في سبيل مصالح الولاءات المُكَوّنة.

هذه هي قضية اليمن، غيبة الولاء الوطني، لليمن بشرعيته ومشروعه، التي تمنع الحلول، وتمنع انقاذ اليمن، الوطن، والدولة، والشعب، والأرض، وتمنع إخراجه من حروبه ومعاناته.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي