رفقا بالدولة فلعنة الشهائد المزورة تبتلع الوطن!!

د. عبدالحي علي قاسم
الخميس ، ١٢ نوفمبر ٢٠٢٠ الساعة ٠١:٢٨ صباحاً

 الزمان متغير، وأبشع ما في خفايا متغيراته، أنه رفع الدنيئ اللص وحط من الهامات العلمية، بل وذر رفاتها للعاصفات، تذرها على بلدان الدنيا.

  كم تردد على مسامعي، ووقفت عليها عين معرفتي، وتواترت معطياتها في متناول مصادري الموثوقة، أخبار الوثائق أو الشهائد المزورة، ناهيك عن الدكتوراه الفخرية حتى لمن هم بدرجة حمار، أو بغل مخضرم.   ليت الأمر اقتصر، وتوقف عند حدود الجدران، التي تعلق عليه تلك الوثائق النكبات، لتشبع نزوات ونقص أصحابها اللصوص، بل بلغ بلعاب أطماعها، وجرأت ووقاحة نفوس أصحابها أن ذهبت المؤسسات فابتلعتها، وغارت على ديوان وزارة خارجية هادي فاحتلتها، وغزت وزارات ومصالح حكومية، فجففت مواقعها المهمة بدون معرفة، ولا خبرة، ولا ظمير يذكر. ومن أين ينبعث الظمير إذا المعني تلصص بالسبب، وأخذ بدون وجه حق مواقع من هو أهلا لها.

لا شك في عدالة الله! مثلما لا شك في قيمة الصدق ومعانيه الرفيعة مع النفس. لكن أين عدالة الشرعية في توظيف  ومنح من لا يستحق، وتحديدا أصحاب الوثائق المزورة، والتي في طريقها آتية إلى سوق الفساد الحكومي، على سبيل المثال رجل ملحق بخدمة أكبر اخطبوط في وزارة الخارجية لحل مشكلة الدكتوراه التي تصنع في دولة أخرى، ومقابل ذلك تثبت وقائع مقرفة في حكومة الشرعية مقابل حياة هذا الأخطبوط.

    أنا بدوري أتساءل لماذا فقط أصحاب الشهائد المزورهم هم من يقطف الوظائف الحكومية المهمة؟ علما أن في رئاسة الدولة رجل أكاديمي وأشك في ذلك، من المفترض أن يكون على دراية بهؤلاء الخفافيش اللصوص، الذين لم يسرقوا الشهائد، بل سرقوا الوظيفة وعبثوا باستحقاقاتها. لم أرى شخصية علمية حقيقية كفؤة نالت مكانتها في سوق هادي للشهائد المزورة، أو لقيت قبولا في مجلس صناعة القرارات سابقا، لأن الوضع الآن تغير مع دخول متغير آخر لا علاقة له حتى بالشهائد المزورة، ومطلوب حتى وطنية مزورة.

لا أدري فقط! هل تعود تلك المهزلة المأساة للمعايير الرخيصة التي تبنى عليها منح الوظائف العامة، وحتى المنح الدراسية غير العادلة، وفقا لثقافة (الفاسد سهل مطواع حاضر سيدي المفلس)، مرر أنا الذي أتيت بك يا نكره، وأنت صفر، ووثيقتك أقل من الصفر، وهذا زمان العبيد المناكيد المرغوبين والمطلوبين بقوة في أوساط عصابات النهب والفساد. حتى لا يبقى أمام نهم فسادهم من يقول لا.

أم أنها حكمة الله أن يبتلى اليمنيين قبل أن تلوح بشائر الفرج بشرار الخلق وأفسدهم، ويصدق الكذبة من أصحاب القراطيس المزورة، ويخون ويقصى الجهابذة وأصحاب الكفاءة من ذوي الهامات العلمية الحقيقية. زمان متغيراته عجيبه، وأعجب أن يأتي الظلم من رجالات كنا نعدهم من الأخيار،،،،أينما وليت وجه بحثك، وأين مابتعدت من ساحة وطنك، لا حقتك أسئلة المحرومين والمظلومين بفعل العصابات المزورين، يادكتور عبدالحي لم نعد نعرف أي زمان نعيشه، أترى عجائب وضع حكومتنا ورئاسة الدولة، جميع المزورين بلا استثناء احتلوا مواقع الدولة فلان وفلان، وشوهوا بجهلهم كل جميل فيها، أولادهم ابتعثوهم بالجملة 50 منحة فقط في قائمة واحدة إلى وزارة التعليم من رئاسة الجمهورية إلى وزارة التعليم العالي قبل سنتين، ناهيك عن توظيف الأقارب، والأبناء، والأصهار، والمعاقين فكريا وعلميا، فقط! لانهم أولاد زعطان أوفلتان. في مقابل حرمان معظم إن لم يكن كل الشرفاء من أصحاب الدرجات العلمية الرصينة، الذين بذلوا للعلم أرواحهم، ولا يعرفون برمات الفساد اللعين، وشخوصه المفلسين من أي أخلاق الوظيفة العامة.

الابتعاث يعج بالفساد، والوساطة سيد الموقف والحال لمن لا يستحق، ومن لا يجيد كتابة جملة بالعامية وليس العربية، كما الوظائف              تهدى لأفشل الخلق، وأسوأهم ظمائر، وأقلهم معرفة، مؤهلم الوحيد هو قبح نفوسهم، ودناءة، ورخص وسائل الحصول على الحق ممن يمنح مالا يستحق.

لم يعد في جعبتي من أمل في الوجوه المشوهة، التي تعبث بالحاضر وتدمر المستقبل، وتزرع اليأس في كل نجاح وإبداع، وتحطم الطموح، وتسيئ لوجه الوطن وأبنائه النجباء. وفي المقابل ترفع كل سفيه مزور المحتوى والإرادة والوثيقة.

لا خير فينا إن لم نقلها بحق، ولا خير فيكم إن لم تسمعوا، مع أمل ضعيف جدا بأن تغيروا ولو قليلا لكن الحساب سوف يكون عسيرا.    طامة الوثائق العليا المزورة ستبتلع الشرعية وأصحابها، وبقية العصابات على الساحة التي لا تقل سوء إن لم تكن الأسوء.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي