سياسة القطيع

عبير عتيق
الثلاثاء ، ١٠ نوفمبر ٢٠٢٠ الساعة ٠١:٣٥ مساءً

الأماكن الممتلئة، الطُرق المألوفة، والضجيج الذي يُرافقهما...

ليس دليلاً كافياً أنّك على صواب! وأنّك في المكان المناسب! الحقيقة أن هذا ما اعتدنا عليه فقط!  فاتّبعنا "وَهْم" السّير مع القطيع؟!

القطيع في طريقه:

لا يلتفت للتفاصيل (فستفقد فرصاً). لا يُتيح مساحةً للتعبير ( فستخسر نفسك، ثقتك). لا يُغيّر الطريق ( فستُجبَر على التنازل اللامنطقي كثيراً. لا يُراعي الاختلافات ، الاحتياجات ( فستفعل ما لا يجب غالباً). لا يهتم من يقع؟ ومن يواصل؟..

 

القطيع فقط يُنفّذ أمر راعيه، وينطلق من نقطة البداية وصولاً إلى ذات النهاية كل يوم..! بين القطيع صوتك غير مسموع، مشاعرك غير مهمة..! حتى إن تعثّرت ووقعت، سيُدوس على ألمك كل القطيع..! مع القطيع سيقتلك شعور (عدم الرضا)..!

لا تقع في وحل التّبعية، و ضعّ معايير حياتك بنفسك، تلك الأمور التي تجعلك أقرب من كلما ترغب تحقيقه على جميع الأصعدة، وتذّكر أن اتفاق الجماعة على ضوابط معينة وإشهارها لا يعني أنها صحيحة ومناسبة لكل فرد. "فقط" يتبعها الأغلب كي لا يُعاب، أو لا يكون محطاً للانتقاد.. 

إنهم يظلمون أنفسهم بين قوسيّ الخوف من (محكمة المجتمع) الغير نزيهة للأسف..!

انتبه، وانتشل ذاتك من ذاك القطيع، وتجوّل في الوديان باحثاً عمّا يوافقك، واِعلم طالما أنّك "لا تؤذي أحد، لا تُسيء لأحد، لا تُناقض المُسْلّمات، لا تُخالف محكمة السماء" مُحِقاً فامضي بثقة. فأنت مُخيرُ بين (أن تكون الراعي، أو خروفاً ضمن القطيع)...!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي