إنا لفراقك يا فيلسوفنا الشرجبي لمحزونون

د. علي العسلي
الأحد ، ٠١ نوفمبر ٢٠٢٠ الساعة ٠٣:٠٣ مساءً

الف علامة استفهام واستفهام لوفاة زميلنا  الاستاذ الدكتور عدنان عبد القادر الشرجبي استاذ الفلسفة في جامعة صنعاء.. أيعقل بعد اطلاقه بكم يوم من سجن الحوثين أن يموت؟!؛ وهل كان يعاني في سجنه؟؛ وهل أُحرم من تناول علاجاته؟؛ أسئلة كثيرة بحاجة إلى إجابات.. لكن.. وإن حصلت الإجابات! هل ستعود روح الزميل الطاهرة؟!؛  قطعا.. لا.. لكن ليتم توثق الحكاية ضمن الحكايات اليمنية المستمرة التي  تدمي القلب َالروح والعقل.. العدالة يوما ما ستتحقق.. وسيحاكم  الفاعلون المجرمون طال الزمان أم قصر..؟! 

إن العين لتدمع وأن القلب أليم ويتقطع على فراقك ويقول إنا لفراقك يا استاذ عدنان لمحزونون..  إنا لله وإنا إليه راجعون.. ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم 

لقد عاني الزميل العزيز لتعذيب نفسي عندما تم اختطافه واقتياده إلى السجن وهو متجه للجامعة وبقي في السجن قرابة الشهر دون تهمة جنائية أو سياسية، لا نعرف ماذا جرى له في تلك الأيام السوداء  التي مكث فيها سجينا عند الحوثيين؛ لكننا الآن عرفنا النتيجة أن الاستاذ مات يرحم الله روحه الطيبة الطاهرة، ولقد اطلقه  الجاني  قبل موته وبرر اطلاقه أن التهمة كانت كيدية، فهل يبقى الأمر عند هذا وانتهى؟؛ أم المفروض يحاسب الجاني المعذِّب والشاكي الذي اوشى بالدكتور زورا وبهتاناً إن كان مبررهم  أصلاً صحيحاً..؟!

إن الدكتور بشهادة كل  زملائه الذين يؤكدون انه  تعرض لشتى أنواع المضايقات، مما اضطر بسبب تلك المضايقات للانقطاع عن التواصل في المجموعات الوتسية والفيس بوكية وخلافهما من وسائل التواصل الاجتماعي ومنذ مدة ليست بالقصير؛ افضت بالنهاية إلى اعتقاله ووضعه في ظروف صعبة.. 

لقد كان البروفيسور يعاني  بالأصل من اعتلال في القلب واستسقاء في الرئة تفاقمت حالته أثناء الاعتقال وبعد خروجه وبسبب ظروف الخدمات الصحية المتدهورة وانقطاع الرواتب وعدم القدرة على توفير الأدوية المناسبة والرعاية كلها عوامل أدت إلى الوفاة.. نعم كل هذه الأسباب وهذه الظروف القاهرة التي مرّبها، وغيرها التي لا نعلمها كانت السبب الرئيسي للوفاة وهي نفس الظروف التي أودت وتؤدي بحياة  الألاف من  اليمنين منذ مغيب يوم  الواحد والعشرين من سبتمبر (الأسود)  من العام 2014 لغاية يومنا هذا الذى فقدنا فيه زميل عزيز هو الدكتور عدنان الشرجبي ...

وبهذا المصاب الجلل نعزي  أنفسنا و أولاده والاسرة كلها، وكذا كل الزملاء والاصدقاء في الوسط الاكاديمي اليمني، وكذا رفاقه في الحزب الاشتراكي اليمني، ونعزي الشعب اليمني على فقدانه عالم وفيلسوف متمكن ..  أختم.. اللهم ارحم الدكتور عدنان الشرجبي  رحمة الأبرار، واقتص يا ربنا ممن كان السبب المباشر أو غير المباشر بوفاته.. ياربنا يا كريم  ادخله جنة النعيم واكتبه عندك من الشهداء والصالحين.. وانا لله وانا اليه راجعون.. وإنا على فراقك يا فيلسوفنا الشرجبي لمحزونون..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي