قـَدِّم إستقالتك حتى لا يـُكتـَب لك الفشل مرتين

علي هيثم الميسري
السبت ، ١٧ اكتوبر ٢٠٢٠ الساعة ١٠:٣٤ مساءً

توالى على محافظة عدن ستة محافظين منذُ تحريرها في العام 2015م حتى يومنا هذا ، الأول كان نائف البكري القائد المغوار والثاني كان جعفر إبن عدن البار والثالث كان أبلهٌ يملأه الغبار ، أما الرابع ويا عيني على الرابع فقد كان متفلسفٌ ثرثار والخامس إمعه هـَبـّار والسادس إنتقالي فـَشـَّار ، وبإستثناء الأخير الفشار فإن الستة الآخرين جميعهم كان خروجهم من المحافظة لأسباب كُلٍّ له أسباب مختلفة عن الآخرين ما عدا إبن عدن البار الذي أُغتيلَ غدراً ، وهذا ليس موضوعنا بل موضوعنا الرئيس هو الأخير الإنتقالي الفـَشـَّار .

     أحمد حامد لملس عفاشي بإمتياز وتاريخه كما يـُقال غير مشرِّف .. فشل في إدارة محافظة شبوة "مسقط رأسه" ، عـَرفتـَهُ أول مرة في مقيل أثناء تعيينه محافظاً لمسقط رأسه وحينها طلب منا توجيهات ونصائح تعينـَهُ على إدارة محافظة شبوة ، رأيته مهزوزاً يوحي بأن المنصب آنذاك فضفاضاً عليه ولكنه كان هادئاً قد يكون حيياً أو أنه حينها كان خائفاً مرعوباً يخشى الفشل لاسيما في مرحلة تملؤها الإضطرابات والمماحكات السياسية ، وحينما فشل في إدارة محافظته وتآمر على الوطن وخان الأمانة بإنخراطه في المجلس الإنتقالي التابع لدويلة بني صهيون تمت حينها إقالته بمعية الخونة الآخرين .

          عاد أحمد حامد لملس مجدداً ليتصدر المشهد من بوابة عدن حينما تم تعيينه محافظاً لعدن ، وكانت ظروف تعيينه هي تنفيذاً لإتفاق الرياض وقد كان أفضل السيئين من ضمن الأسماء المرشحة التي تقدم بها المجلس الإنتقالي التابع لدويلة الإمارات فأختاره فخامة رئيس الجمهورية على الأقل لإنه عمل في محافظة عدن في فترة سابقة كمدير لإحدى مديريات المحافظة ، حتى أن ترشيحه كانت محاولة من قيادة المجلس الإنتقالي لإبعاد عنهم تهمة المناطقية التي عـُرِفتَ بها ، فَرَشـّحت 4 أسماء من المثلث والخامس كان من شبوة وهو أحمد حامد لملس ، وبدهاء سياسي إختاره فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ليكون محافظاً لمحافظة عدن .

     كان الحال كذلك بالنسبة لمدير إدارة أمن عدن حينما رَشـَّحـَت قيادة المجلس 3 أسماء من المثلث والرابع كان حضرمي وهو أحمد محمد الحامدي ، فأدرك فخامة رئيس الجمهورية ألاعيبهم المعتادة وإختار الحضرمي على الأقل أحمد الحامدي رجل أكاديمي شغل عدة مناصب في السلك الأمني ، وليست هناك مقارنة بينه وبين الثلاثة الآخرين الذي لا يُعرف عنهم تاريخ مشرف أو تاريخ أمني سابق ، وحتى المقارنة بينه وبين مدير الأمن السابق الملحوس شلال شائع تـُعـَد قمة السفاهة والغباء فالحامدي خـَرِّيج كليات أمنية وتاريخه مشرف نوعاً ما ، أما الملحوس شلال شائع خـَرِّيج شوارع وتاريخه مخزي يملؤه اللصوصية والعربدة .

     نعود لأحمد حامد لملس الذي إستهل إدارته تحت عبارة "صورني وأنا أعمل" ولا أخفي أمراً بأنني أتمنى أن ينجح في عمله وإدارته لمحافظة عدن ، ليس حباً فيه بل ليرفع عن أبناء عدن المظالم والمعاناة التي لازمتهم منذُ أن إستلمت دويلة بني صهيون ملف المحافظة عدن ، ومع إني أشك في ذلك إلا أن الأمل سيحدوني في نجاحه حتى يثبت هو العكس أو نجاح القوى الطاغية والباغية بإفشاله عنوةً ، وحتى ينجح عليه أولاً أن يعمل بصمت دون ضجيج إعلامي وطرد المصور الذي يلازمه كظله أينما أضحى أو غدا أو أمسى حيثما حـَل وإنتقل ، وعليه أيضاً أن يتخلى عن العنتريات بشعاراته وقراراته ويلزم عليه الإتكال على أبناء عدن وتكليفهم بأي أعمال تخص محافظتهم فهم الأولى من تتار القرية الذين عاثوا فساداً في عدن جوهرة اليمن .

     رسالتي الأخيرة للأستاذ المحافظ أحمد حامد لملس أقول فيها : ضع المحافظ سلطان شبوة محمد صالح بن عديو نبراساً ينير دربك ، وحقيقةً بدايتك كانت مشجعة في إدارتك حينما أقصيت كل مدراء المديريات وكان إختيارك موفقاً للمدراء الجدد ، ويا حبذا أن تكلف لجنة تحقيق في محاسبة كل المدراء السابقين .. وكل من أقصيتهم من تلك النفايات لا تعيد تدويرهم في أي منصب كما فعلت مع مدير مديرية التواهي وعينته في منصب جديد ، فهناك الكثير من أبناء عدن الأكفاء تستطيع الإعتماد عليهم وما عليك إلا أن تبحث عنهم وتتحرى الجـِدِّيـَّة في البحث وستجد أغلبهم يقبعون في بيوتهم بعد أن أقصاهم عيدروس الزبيدي وتتار القرية .

     الأمر الآخر عليك أن تستمر في دك كل العشوائيات التي بـُنيـَت من بعد 2015م وتحرى أن تبدأ بالرؤوس الكبيرة التابعين للمجلس الإنتقالي ومليشياته من الحزام الأمني وباقي المسميات ، أما فيما يخص التوجيه بتحسين المتنزهات والحدائق وإظهار الوجه الحضاري لعدن فهذا الأمر أجـِّلهُ مؤقتاً  ولا مانع أن تأمر بإزالة أكوام القمامة ، وإهتم بتوفير الخدمات الضرورية لأهالي عدن وأهمها الكهرباء والماء فإن فعلت ذلك فثق تماماً بأن كل أبناء عدن سيلتفوا من حولك ويقفوا معك طالما وأنك أعدت لهم روح الحياة بإعادة إنسياب المياه وعودة التيار الكهربائي إلى بيوتهم ، وإن لم تفعل أو فشلت في توفير أبسط الحقوق لأبناء عدن فأنصحك تقدم إستقالتك حتى لا يـُكتـَب لك الفشل مرتين ويـُطبـَع على جبينك "فاشل مرتين" .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي