الذكرى الـ57 لثورة 14 أكتوبر هي مميزة هذا العام.. لماذا؟!

د. علي العسلي
السبت ، ١٠ اكتوبر ٢٠٢٠ الساعة ٠٩:٣٤ مساءً

يحتفل شعبنا اليمني العظيم بالذكرى الـ57 لثورة 14 أكتوبر هذا العام على وَقَع انتصارات مهمة على الأرض في مختلف الجبهات؛ ونتمنى أن يبلغ الرابع عشر من هذا الشهر وقد عادت الشرعية "رئاسة، ومجلس نواب ،ومجلس شورى، وحكومة، وغير ذلك من المؤسسات" إلى الوطن والاحتفال مع جماهير شعبنا والالتحام به والتعبير عن افراحه، والاحساس بأتراحه.!؛ فعلاً هذه السنة ينبغي أن تكون ذكرى أكتوبر مميزة؛ لماذا..؟!!؛ لأن الشرعية توصلت مع الانتقالي إلى اتفاق لتشكيل حكومة كفاءات سياسية مناصفة بين شمال الوطن وجنوبه لتثبيت عرى الوحدة، ويعد رد اعتبار واعتذار لهم عما جرى من منتصف عام 1990 وحتى انقلاب21 سبتمبر الحوثي ، ينبغي أن يتفق على مرحلة تأسيس لفترة انتقالية تؤمن بناء ثقة تمحي آثار الماضي سيء الصيت ؛على  أن يتقاسم اليمانيون المسؤولية وتحمل الأعباء بين شمال الوطن وجنوبه، شرقه وغربه..!؛ ومن المؤمل أن يعلن  الرئيس الحكومة الجديدة خلال ساعات وقبل ولوج يوم الرابع عشر من أكتوبر ،على أن يأتي هذا اليوم من هذا الشهر وكل الشرعية تحتفل مع شعبها في العاصمة عدن كون الذكرى تتزامن ايضاً مع انتصارات كبرى في مختلف الجبهات.. وأعتقد أن اعلان الحكومة سيُكمل فرحة الناس بكونهم سيحصلون منها على الخدمات الأساسية، ودفع رواتبهم، و إعادة الاعمار، واستكمال انهاء الانقلاب واستعادة جميع المعسكرات والمؤسسات، ومن ثمّ الاحتفال بيوم تخليص العاصمة من الانقلاب وتنظيفها من مخلفاته؛ لا شك أن ذلكم اليوم قريب جداً وسيكون يوماً وطنياً بامتياز...!؛ 

نعم! إن ثورة سبتمبر وثورة اكتوبر ثورتان عظيمتان؛  الأولى انطلقت ضد المشروع الأمامي الكهنوتي ؛ واحلاله بإقامة نظام جمهوري تحرري تعاوني؛ والثانية اكتوبر عنوانها الاستقلال والتحرر، بروحيهما يصنع اليمانيون النصر الجديد بالقضاء على الانقلاب الحوثي الأمامي الاثنا عشري، وعند تحقق ذلك سيحتفل اليمنيون جميعهم  بيوم الحرية، يوم الديمقراطية، يوم تدشين وتأسيس الدولة الاتحادية ،يوم الاستقلال الحقيقي ،يوم واحدية الثورة السبتمبرية _ الاكتوبرية ،يوم واحدية النضال والمصير المشترك ؛كان في الماضي ونراه في الحاضر؛ فأبناء الجنوب هم الآن يقاتلون الانقلابين في صعدة وحجة والساحل الغربي ،كما كانوا يناضلون سوياً  قبيل اندلاع ثورتي سبتمبر واكتوبر واثناء تفجيرهما ، حيث اشترك المناضلون في الثورتين ومن كل المناطق اليمنية فعبود شرعبي كان أكبر فدائي بالجنوب بشهادة قادة الاستعمار البريطاني نفسهم، ولولا صنعاء لما قامت الثورة بعدن ؛ وبالمثل إذا لم تكن عدن موجودة فلا ثورة تحققت في صنعاء..!؛ ولكي لا نكون مغردين خارج الحقيقة فإن المعركة  لا تزال على اشدها، والثورتان تتعرضان مرة أخري للانقلاب على أهدافهما الخالدة، من قبل نفس الأوجه القديمة، وإن كانوا  بثوب عصري، وبداعمين أخرين..؛ فالمشروع الأمامي والانفصالي يحاولان استغلال الظرف الطارئ على اليمنيين ليعودا بالبلاد إلى ما قبل انطلاق الثورتين.. غير أن صمود اليمانيين سيُفشل كل مؤمرة ترغب بالعودة باليمن إلى الوراء بحول الله وقوته...؟!؛

.. حقاً.. هذه الايام نسمع اخبارا طيبة عن زحوفات وتقدمات كبيرة للجيش الوطني مسنوداً بمقاومة وطنية باسلة، وقبائل لا تقبل الاستسلام والركوع والهزيمة، قبائل شجعان يتقدمون الصفوف ويذودون بأرواحهم عن مكتسبات سبتمبر واكتوبر؛ غير أننا نرى أن  فرحة انتصاراتهم غير مكتملة ،فرح مصحوب بمرارة لعدم وجود قيادتهم الشرعية في مقدمة الصفوف أو أنها غير متواجدة على الأرض اليمنية، ولازالت رغم تحرير الارض تعيش بالخارج وكأنها حكومة منفى وذلك لا يتناسب ابداً مع حجم الانتصارات والتضحيات المقدمة، ولذلك نطالب الرئيس بإصدار قراره بتشكيل الحكومة المتفق عليها مع الانتقالي، ويعود هو وحكومته للتشرف بقيادة النصر المؤزر على فلول الانقلابين، فذلك لا شك سيقرب يوم  انهاء الانقلاب، فالجيش الوطني بكل قوته وبسالته وتضحياته، من وحي انتصارات أكتوبر العظيم، شهر الانتصارات العربية، يسجل انتصارا جديد للامة في هذه البلدة الطيبة ، والمفروض أن تكون هنا حكومة الشرعية في عدن ،في تعز، في الحديدة، في مأرب، ثم يحق لها أن تباهي وتفاخر؛ ولها أن تفاوض سياسيا، وتفرض شروطها باستثمار ما يتحقق من نصر على الأرض ، بذلك سيتحقق لها  انتصار في الجانب السياسي.. نتمنى على القيادة الشرعية أن تسرع في إعلان الحكومة لتسجل نصرا اخر على من يراهن على تشرذم معسكر الشرعية.. فلو تم إعلانها سيتم تجاوز عقدة الطعن من الخلف، أو الخطر الانفصالي، أحد عوائق تحقيق أهداف ثورتي سبتمبر واكتوبر، فلو تم استيعاب الجنوبين بحسب مخرجات الحوار الوطني لضمن ابناء الجنوب التمثيل العادل، وبه سينتهي وإلى الأبد التفكير بالتمرد على الدولة والسلطات الشرعية فيها، وبالتالي سيتقدم الجيش الوطني المكدس في المحافظات الجنوبية والجيوش التي تشكلت لمواجهته، بخطى ثابتة صوب المكان الذي يجب أن يكون فيه الجيش، من أجل أن ينهي ما تعهد به وهو إنهاء الانقلاب الأمامي الحوثي مهما كلفه من تضحيات...!؛ 

.. وللآسف أثبتت الأمم المتحدة، أنها لا تحترم إلا من يتقدم علي الأرض، عرفنا ذلك من خلال تماهيها إلى حد لا يطاق مع الانقلابين باعتبارهم قوة امر واقع، إذاً لابد من التقدم وتغيير المعادلات كما يسطرها الجيش في هذا الأيام، الذي جعل الأمم المتحدة هي من تترجى وتتوسل فاستمروا بالضغط حتى يخضع الحوثي والأمم المتحدة للحلول السياسية ..؛ نرجو أن يأتي يوم الأربعاء القادم الرابع عشر من أكتوبر وقد أعلن تشكيل  الحكومة وباتت تعمل ،وقد عاد الجميع لأرض الوطن ..!؛ فهل سيتحقق هذا؟؛ نرجو أن ينتصر أنصار  الشرعية  على ذواتهم، كما ينتصر الجيش الوطني في الجبهة على الخصوم...وكل عام واكتوبر بخير والقيادة الشرعية من خير إلى خير، والشعب اليمني يعيش في خير وفير، ودفع رواتب، وخدمات مستمرة وغير متقطعة ..!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي