تجار الحروب "أشقياء" نزعت من قلوبهم الرحمة

تيسير السامعي
الخميس ، ٠٨ اكتوبر ٢٠٢٠ الساعة ٠٤:٤٢ مساءً

 

 قال عليه الصلاة والسلام: "الرحمة لا تنزع إلا من شقي".

تجار الحروب ومسعّروها أناس أشقياء، مهما تظاهروا أمام الكاميرات بأنهم سعداء، لأن الرحمة نُزعت من قلوبهم، ولو كانت في قلوبهم ذرة من رحمة ما استمرت الحرب في اليمن ست سنوات، ولا زالت مستمرة. إنهم لعنة الزمان، ومزابل التاريخ، فمهما تكن مبررات هذه الحرب والأهداف التي يراد تحقيقها، فهي لا تساوي دمعة طفل قتل  أبوه، ولا بكاء أم فُقد فلذة كبدها، ولا معاناة امرأة تركها زوجها وحيدة تقاسي الآلام والأوجاع والحنين. الشعارات التي ترفع والهتافات التي تُردد كلها زيف لا تساوي معاناة آب فقد عمله وعجز عن إطعام أطفاله. ولا تساوي شيئا أمام تعب وإرهاق المسافرين لاسيما كبار السن. والمرضى الذين اضطررتهم الحرب إلى أن يسلكوا طرقاً بديلة بعيدة، بسبب الحصار  المفروض على المدن، لاسيما مدينة تعز. الكرامة والسيادة واستعادة الدولة والثورة والوحدة وتقرير المصير كلها تغدوا أكذوبة كُبرى أمام طفل صغير حُرم من الذهاب إلى المدرسة، وطفلٍ آخر أصيب بمرض، كان سبباً في وفاته أو بإصابته بعاهة مستديمة، لأنه حُرم من حقه في الحصول على اللقاح وحقه في الغذاء، وحقه في الدواء.   

لا تفتروا ولا تكذبوا ولا تزعموا أنكم تحاربون من أجل اليمن، فاليمن لم تكن يوماً بحاجة إلى الحرب، لكنها تبحث عن السلام والأمن والاستقرار، لم تكن يوما بحاجة إلى مقاتلين يحملون السلاح، لكنها تحتاج إلى عمّال يحملون المعاول، وإلى مبدعين يحملون الأقلام، ويرسمون لها طريق المستقبل المشرق.

إنها ليست بحاجة إلى أشيقاء (تجار حروب) يتباهون بالقتل والدّمار ويتغنون بالانتصارات الوهمية التي هي في حقيقة الأمر هزيمة ثقيلة تنخر جسد اليمن.  

الحجر الصحفي في زمن الحوثي