خطبة الجمعة - إلي الحيارى و المتعبين!!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الجمعة ، ٠٢ اكتوبر ٢٠٢٠ الساعة ٠٥:١٥ مساءً

تصلني اخبار عن رحيل فلان و فلان الى ربهم و ما يؤمنون به و اذكر كلما يصلني خبر احدهم قوله تعالى: " اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب و لهو و زينة وتفاخر بينكم و تكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفراً ثم يكون حطاماً وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور "

و هنا نشعر من الاية ان الدنيا هي حياة اولى و ستعقبها أخرى كما ختم ذلك الاعتقاد الديني و انها هذه الحياة مهما كبرت و تسلطت على غيرك وظلمت و استغليت احتياجات غيرك لمصالحك انها هي حياة فانية و دنية المنزلة, في نفس الوقت ينبثق هنا لمن يؤمن بالقرأن مفهوم ان هناك دار دائمة, دار يقف الانسان فيها لوحده فقط مع عمله لقوله تعالى "ولا تزر وازرة وزر أخرى" , و يتم دائما الربط في مفهوم الفناء بامثلة امامنا نفهمها تبدأ و تنتهي مثل نزول المطر من السماء له بداية و نهاية و حياة النبات تبدأ من الاخضرار ثم اصفرار بمعنى ربيع و خريف اي له بداية و نهاية و كذلك حياتنا كبشر مبنية على نفس المبدأ لها بداية و نهاية لكن لا نريد أن نفكر في النهاية وحتى المقالة هنا لن تعجبك لأنها تفكرك بالنهاية وكسرت فكرة الحياة المستمرة من فكرك الباطني. 

و كلما يسمع الشخص لسورة الحديد يتبادر الى الذهن كيف يغتر الإنسان بقدرته و بما حوله و بمتعته و بالمنظر الخلاب لبيته و شركاته ومنافسته الآخرين واستغلاله لضعفهم وفرمتتهم  تحت اسم تجارة وشطارة وعلاقات و ايضا ينسى سرقته بأسلوب قانوني أو غير قانوني  وظلمه و تجبره برغم انها فانية  فهي أشياء لا تستمر و تسحب الانسان للاغترار و هذا هو ما يوضحه قوله تعالى " و لا يغرنكم بالله الغرور " اي هذه الدنيا فيظن الانسان أن ما وصل اليه سوف يستمر فقط له وان النهاية بعيد فتجده عمره تجاوز ال ٦٠ او السبعين و هو يركض بعد الدنيا و يظلم و يتسلط على هذا و ذاك , و لذا يقول تعالى " وظن أهلها أنهم قادرون عليها " و الظن  يعني الاعتقاد الراجح مع احتمال النقيض يعني هنا انك في لبس من ادراك انك تائه و على بصرك  غشاء يحجب عنك الرؤية الواضحة و الكاملة للحقيقة الالهية برغم سرد امثلة كثيرة لك على سرعة تغير حال النبات من الاخضرار إلى الاصفرار إلى نهايته بالحطام, الذي ينتهي به الحال ان تذروه الرياح وكذلك حياتنا كنت غني او مهم مهما طالت او قصرت نهايتها الحطام و تاخذ معك حمل ما اكتسبته في حياتك ولا يضحك احد عليك ان اولادك او اهلك سوف يغيروا حالك بعد الموت و عني مقتنع بنكتة لحضرمي ذهب لعند اخيه يقول له "خلينا نشتري لابينا المرحوم بئر و ننذرها لروحه" فقال له ان كان ابونا في الجنة لن تفيده البئر وان كان في النار لن تخرجه منها". و هذا اقرب شرح لمفهوم كل انسان يحمل في رحلته معه ما عمل فقط, فلا انساب ولا ابناء ولا قبيلة او مال او زوجة سوف تحمل ذرة من شرور اعمالك, برغم انك تركت كل نتائج ذلك من مال وسلطة و بسط اراضي لهم لقوله تعالى "وكلهم آتيه يوم القيامة فردا " بمعنى لا ناصر لك ولا مجير.

اعرف ان بعضعكم مستعجل في تصفح الفيس بوك ولكن دقائق استمع هنا لهذا الفيديو  إلى النهاية فهو إهداء إلي الحيارى  و المتعبين والتائهين والظالمين لانفسهم استمعوا اليه و استريحوا مع سورة الحديد لدقائق  قد تجد نفسك شخص اخر بعده أن فهمت معنى الفناء بمفهومها البشري أو العقائدي.  و كن على ثقة كنت ملحد او مؤمن تقي او فاسق غني او فقير ظالم قاتل او مؤمن محافظ و حتى زاهد ان القيامة تبدأ لك بمجرد بلوغ الروح الحلقوم او الغرغرة كما نقول و الغرغرة لي ليس بالضرورة سرير الموت و الدقائق التي تسبق ذلك و انما معرفتك انه عندك سرطان و انك بعد شهور ميت لامفر كونه انتشر, لي تعتبر وصلت للغرغرة  بمعنى الوصول إلى حد لا يمكنه العودة, و هنا لا توبة مقبولة بعدها فلا تترك مظالم الناس الى ذلك الوقت.

واقم الصلاة

الحجر الصحفي في زمن الحوثي