اولويات هؤلاء في المشكل اليمني..!

د. علي العسلي
الاربعاء ، ١٦ سبتمبر ٢٠٢٠ الساعة ٠٢:٠١ مساءً

مارتن غريفيث : هو المبعوث الأممي إلى اليمن، الأصل  في مهمته السعي لتنفيذ القرارات الدولية ذات العلاقة باليمن.. أولوياته ليس هذه؛ وإنما ابعد منها، يريد إحداث قصة نجاح بأي طريق وبأي ثمن يدفعه اليمنيون..؛ فأولوياته الابقاء على ديمومة الصراع ووظيفته الحقيقية في هذا الشأن الحفاظ على توازنات الأطراف وعدم السماح لأي طرف أن يحقق نصراً على الطرف الأخر عسكريا، ولستم عن ستوكهولم ببعيدين..!؛ قال في احاطته الأخيرة أن اليمن كما حذر هو منها في بداية العام أنها على مفترق طرق، أي على كف عفريت ثم استدرك انه باستطاعته  أن يكون "السوبر" لحلها، لكن إذا أراد الأطراف ذلك..!!؛ ودعاهم للإسراع بالتوقيع عن الاعلان المشترك الذي يعده منذ ستة أشهر ..!؛ وعلى  ما يبدوا أن  زيارته الأخيرة للرياض  لم تكن ناجحة؛ أي لم يستطع مقابلة الرئيس ونائبه ورئيس الوزراء ليحاول تمرير مكره الذي يجيد، ويراوغهم كما هو ديدنه منذ تكليفه.. ولذلك فإن العين الحمراء من القيادة قد جعلته يشير في احاطته هذه المرة إلى  القلق على مأرب والى القلق على الجانب الإنساني فيها والنازحين، ويشير إلى رحلات الأمم المتحدة "من وإلى صنعاء" _ 

وعلى فكرة طيران الأمم المتحدة تحوّل إلى "توابيت لتوصيل جثث الحوثين التي اخرجتها طائراتهم للعلاج فماتوا؛ والى نقل مسؤولي الحوثة وجرحاهم" فعلام إذاً  يتباكى ويآسف على إغلاق مطار صنعاء وهل كان سيستفيد منه المواطن اليمني، بالطبع لا..! وبين قلقه من باخرة صافر وما يمكن أن تحدث لهذه السفينة من كوارث، وبين قلقه من ايرادات النفط ورواتب الموظفين  وذكر لأول مرة في احاطته عن مقتل  احد افراد الفريق الحكومي في لجنة التنسيق؛ ولكن لم يسمى القاتل كعادته؛ ووضح قلقه عن ستوكهولم واهتم كثيراً بمن لا تأثير لهم على الأرض" منظمات المجتمع المدني " ثم تحدث عن قرب إطلاق الأسرى وهذا ربما  إنجازه الوحيد إن جاز أن نسميه انجازاً..؛ وبشرّ بقرب التوقيع على اعلان مشترك بين الشرعية و الحوثين لوقف القتال  والذي قال أنه اشتغل عليه من ستة أشهر ذهابا وايابا .. النتيجة: احاطته الأخيرة كانت كلها قلق في قلق وتخلى عن المسؤولية وحمل الطرفين استمرار الحرب.. المبعوث الأممي فك شريط القلق حتى النهاية.. وعن مأرب تحدث وحذر  وأبدى قلقه من سقوطها؛ لأنه بسقوطها ستسفط  عملية السلام والتعددية والحل الشامل وبالتالي انتهاء مهمته وفريقه في اليمن، لا سمح الله لوسقطت ومضمون تحذيره أفهمه انه ضوء أخضر للحوثة بالتقدم باتجاه مأرب؛ لكنهم سيواجهون مأرب التي  يعرفها القاص والدان وباتت هي  عنوان اليمن الكبير، و عنوان  الوحدة و الشرعية والجمهورية..!؛ 

_السيد مار ك لوك : هو وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارك لوكوك، بإحاطته الأخيرة أخبر المجتمعين  بخطورة الوضع في اليمن في ظل نقص التمويل وتدهور العملة وتصاعد القتال وسقوط المزيد من الضحايا. وقال  لوكوك إن المانحين لم يقدموا أي شيء حتى الآن لخطة الأمم المتحدة لهذا العام، بما في ذلك السعودية والإمارات والكويت. وأضاف:" إنه لأمر مستهجن بشكل خاص أن نتلقى وعودا بالمال، ما يمنح الناس الأمل في أن المساعدة قد تكون في الطريق، ثم تتحطم تلك الآمال بمجرد الفشل في الوفاء بالوعد". لقد فضح لوك  الجميع وقال أنهم يتعهدون بشيء ولا يعطون أي شيء.. وقد أشاز إشارة تستحق الوقوف عندها مفادها:" أن الحوثة لا يفكرون بالمواطن ومعاناته وإنما يفكرون بأرباحهم في مسألة توفير  الوقود وبيعه".. يعني الأمم المتحدة تضغط على الشرعية  والتحالف بالسماح  بدخول سفن النفط للحديدة  من أجل ان يبيعها الحوثي ويربح بالسوق السوداء.. يا سبحان الله عليكم يا شرعية ويا تحالف. يا أمم متحدة ..!؛

 المهم  في هذه الجزئية احب أن ألفت انتباهكم إلى أن الأمم المتحدة  كما جرت العادة أنها عند الحديث عن الشق التفاوض بين الأطراف تعطي  انطباعات جيدة، وتمنح الناس بعض الأمل وعندما تتحدث عن مواضيع لها علاقة بالمال والتمويل  تراها تهول الأمر وكأن اليمن خلاص انتهى وأعيد به إلى العصور الحجرية.. من أجل الحصول على المال يجعل اليمن في اسفل سافلين.. أولوياته هي جعل الداعمين يدفعون المال، وعندما يدفع  المال فلا يزال الفقر والعجز ولا ترى تلك الأموال لها أي أثر إيجابي على حياة الناس ومعيشتهم وصحتهم؛ وللآسف الدول لا تتعامل مع اليمن كما تتعامل مع الدول التي فيها صراعات ولا تفتح لهم الإقامة أو اللجوء؛ فلم يسجل في دفاتر اللاجئين الا عدد محدود قياسا بالحجم الكبير للنزوح فبحسب التقارير فإن من قبلوا كلاجئين يعدون بالمئات فقط من اليمنين ..!؛  _ السفيرة الأمريكية : هي مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية لدى مجلس الأمن لم تكن اولويتها في اليمن إلا التركيز على معتقل  واحد في سجون الحوثين من الديانة اليهودية "الارحبي" ولم تذكر المئات والألاف من  المعتقلين والمختطفين والمخفيين قسرا!؛ بقية المواضيع شاركت البقية قلقهم  وطالبت الدول الداعمة بالوفاء بالتزاماتها وانتهى الأمر.. الخلاصة أن أولويات الدول الكبرى وكبار موظفي الأمم المتحدة مختلفة ومتباينة ولكن في جلها ليست لمصلحة الشعب اليمني وإنما لمصالحهم هم.. واليمن ضائعة في أولويات الأخرين واولوياتنا نحن اليمنين تنتظر قائد عظيم وحكيم يلملم شعث اليمنين ويوحد صفوفهم ويقتنع الجميع بالتنازل عن مصالحهم الضيقة  من أجل اليمن الكبير .. ودمتم....

الحجر الصحفي في زمن الحوثي