الرئيس هادي ينتصر لليمن ويصحح مسار الوحدة ..!

د. علي العسلي
الخميس ، ١٣ أغسطس ٢٠٢٠ الساعة ٠٦:٥٨ مساءً

بحمد الله وتوفيقه وبحنكة الرئيس، ودهاء المملكة أخيراً مسؤولو الانتقالي يلفظون بألسنتهم قسم الحفاظ على النظام الجمهوري ووحدة اليمن واستقلاله وسلامة أراضيه.. وهذا كان يمكن أن لا يحصل لو كان الرئيس متسرعا أو يصدق من يطالبونه بمواقف تتعارض مع حكمته المعهودة.. فقد ظهر مطالبون للرئيس بمواقف تفتقر للمسؤولية بعد أن خرج الرئيس للعلاج  من المملكة ويعتقدون انه سيصدقهم؛ فلو كانت المسألة شخصية كان ممكن أن يعمل ما يطلبه النشطاء، لكن الرئيس رئيس مسؤول عن اليمن في الداخل والخارج..

ولذلك بفضل صبره وعظم الأمانة وثقل المسؤولية وإدراكه الكبير للمخاطر المحدقة باليمن ووحدته واستقراره تغاضى عن استفزازات مسؤولي الانتقالي حتى احتواهم وها هو يشاركهم في السلطة؛  الرئيس هادي حفظه الله  حافظ والتزم حرفيا بالقسم العظيم التالي ..: " أقسم بالله العظيم أن أكون متمسكاً بكتاب الله وسنة رسوله، وأن أحافظ مخلصاً على النظام الجمهوري، وأن أحترم الدستور والقانون، وأن أحافظ على وحدة اليمن واستقلاله وسلامة أراضيه والله على ما أقول شهيد." .. هذا القسم اداه أمامه الدكتور/ احمد  حامد لملس محافظ عدن الجديد..وبحسب اتفاق الرياض ربما محافظ عدن استثناء أن أدى اليمين بالرياض فإن الحكومة ستؤدي اليمنين الدستورية لدى الرئيس في قصر المعاشيق بالعاصمة المؤقتة عدن الحبيبة إن شاء الله تعالى، ومن المحتمل أن تعود الحكومة الحالية لعدن بعد أن يمارس المحافظ مسؤوليته بعدن خلا ايام  ..!؛ .. أقول.. أن الرئيس هادي أنتصر لليمن والاقليم والأمة العربية في كونه أول  من تصدى للمشروع الإيراني وكان رأس الحربة للتصدي للمشروع الفارسي وهاهو يتغلب على المشاريع الصغيرة الانفصالية، ويعمل ليل نهار على توحيد الصف، ووافق على اتفاق الرياض الذي ينص على اعادة هيكلة الجيش ووحدات الانتقالي وإخراجها من عدن والمدن الجنوبية الأخرى  إلى الجبهات بطول البلاد وعرضها لمواجهة الانقلاب الحوثي تنفيذاً لاتفاق الرياض، و إن إخراج المعسكرات من المدن يحسب للرئيس كونه ينفذ أيضا أهم نقطة في  اتفاق وثيقة العهد والاتفاق، والذي لم يُعد يذكرها من وقع عليها إلا ما ندر، بينما من كان يظنه الناس وقتها  أنه نائم اثناء التوقيع في العاصمة الأردنية عمّان برعاية وحضور جلالة الملك الأردني الملك حسين بن طلال "طيب الله ثراه" ها هو  وحده  الصاح  والساهر، والحريص على تنفيذ الكثير من نقاطه، وهو وحده من يعمل على  تصحيح مسار الوحدة، بعد أن اختلت في الحرب الظالمة على الجنوب عام 1994م ،

 وبعد أن استباح القلة القليلة من متنفذي السلطة في المركز المقدس الجنوب، واثخنوا الجنوب فساداً وإفساداً، ونهبوا الأراضي، وأفرغوا الدولة من موظفي الجنوب واعتبارهم قوى فائضة، وكثير من القادة العسكريين والسياسيين تم اقصائهم، واليوم الرئيس هادي وكل المكونات قد أقروا في مؤتمر الحوار الوطني بان قضية الجنوب هي القضية رقم واحد، ليس ذلك فحسب وانما بضرورة اصلاح الاختلال عبر تنفيذ النقاط العشرين والنقاط الــ١١ ،وهكذا أعاد الرئيس هادي قضية الجنوب الى الصدارة؛ وها هو الجنوب يتقاسم بالمناصفة مع الشمال الحكومة في مرحلة تأسيسية لإرساء  دعائم  جديدة للنظام الجمهوري الاتحادي بأقاليم..! وبعد أن اطمئن فخامة الرئيس على أن الأمور إلى خير وأن تنفيذ اتفاق 

الرياض يسير وفقا لاتفاق تسريع تنفيذه بضمانة سعودية كاملة؛ ذهب للولايات المتحدة الأمريكية لإجراء فحوصاته الدورية، وليعود الى عدن لإدارة البلد وتحرير ما تبقى من يد الحوثي الانقلابي، وليشرف شخصيا على تقديم الخدمات للناس، وليحاسب المقصرين، وليدقع رواتب الموظفين، وليعيد اعمار المناطق المحررة، واظن  أنه قد حان الوقت لأن يخلق الرئيس  في المحرر نموذج، بحيث يتباهى به اليمنيون جيلاً بعد جيل بحوله وقوته تعالى...!

بقي علي أن أرد على المشككين ابتداءً بالتعليق على قسم محافظ عدن الانتقالي من أنه لم يطرح يده على المصحف، يا هؤلاء العبرة بما نطقت به اللسان، كذلك أقول لبعض النشطاء وبعض المسؤولين الذين يدعُون الرئيس للعودة لتركيا بدلاً من الرياض، أو من يدعونه بإن ينهي حياته بقرار تاريخي من أمريكا ضد التحالف أو,.. أو ..  الخ .  يا هؤلاء لو كنتم طالبتموه بالعودة لليمن ربما كان أفضل بكثير مما تطرحون ، لأنه في ظني أنه سيعود إلى عدن.. اذا ما تم تنفيذ اتفاق الرياض بحسب المتفق وبمدده المعلنة، وإن عاد إلى الرياض فلا بأس عليه لاستكمال جزئيات وتفصيلات معينة، ولمتابعة التزامات التحالف بالعمل على التسريع بإنهاء الانقلاب وتمكين الشرعية من أن تمارس عملها من العاصمة صنعاء؛ فذلك هو الهدف الأساس ، وطالما أن سفراء  الدول لا يزالون في الرياض فلا يمكن للرئيس أن ينعزل عن العالم .. أهم شيء في المسألة أن الرئيس قد شرع في مداوة العلل والاختلالات التي حصلت في مساحات الوطن، وفي ترميم  النسيج الوطني المتضرر منذ تسعينيات القرن الماضي.. التحية للرئيس هادي مصحح مسار الوحدة والمحافظ عليها، وعلى اليمن الجمهوري والملتزم حد النخاع بالقسم الدستوري، والذي في ظني أنه لم ولن يحيد عنه...!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي