سقطرى مرة أخرى

علي هيثم الميسري
الثلاثاء ، ١١ أغسطس ٢٠٢٠ الساعة ١١:٣٧ مساءً

  لن أقول اليوم أبحرت سقطرى بسفينتها إلى شاطئ اليمن الإتحادي بل أن سفينة سقطرى أبحرت منذُ اللحظة التي أعلن فيها مهندس مشروع اليمن فخامة الأدميرال عبدربه منصور هادي أرخبيل سقطرى محافظة يمنية يدير شؤونها أبنائها ، وما خروج أبناء سقطرى لهذا اليوم بمظاهرة جماهيرية حاشدة إلا لإصلاح عطب أصاب سفينتهم بأيادي غاشمة وقوى طامعة أرادت إغراق سفينة سقطرى ، فالأيادي الغاشمة تسعى لأن لا تصل سفينة سقطرى لشاطئ اليمن الإتحادي ، والقوى الطامعة تسعى للسيطرة على "أميرة الجزر" لتعويض جزرها الثلاث المحتلة من قـِبـَل دولة إيران الفارسية وهي حالمة بتحقيق مسعاها وهذا ما يسموه بأحلام اليقظة أو أضغاث أحلام .

     خرجت الجماهير السقطرية رافعة عدة شعارات وأهمها كان "سقطرى يمنية" وهنا يتجلى الشعور بالأصل اليماني في قلوب تلكمُ الجماهير التي أحرجتنا بوطنيتها وتمسكها بإنتمائها اليماني الأصيل ، خرجت تلك الجماهير حاملة بأياديها الشريفة التي لم تتلطخ بالعمالة والإرتزاق تحمل علم الجمهورية اليمنية ، وصور فخامة الرئيس القائد عبدربه منصور هادي لتبادله الوفاء بالوفاء أن كان الرئيس اليمني الوحيد الذي حول هذا الأرخبيل إلى محافظة يمنية ومنح أبنائه الإستقلالية بإدارة أرضهم الطاهرة ، ولم تنسى تلك الجماهير أيضاً أن ترفع صور محافظها الشاب الذي وقف صامداً صلباً أمام تلك القوى الغاشمة والغزاة الطامعين ، وطالبت هذه الجماهير بعودة الحكومة الشرعية وعلى رأسهم محافظها البطل رمزي محروس والتسريع بتنفيذ إتفاق الرياض .

     خرجت الجماهير السقطرية وقبلها خرجت جماهير أبين وستخرج الأحد القادم جماهير شبوة وستخرج بقية جماهير المحافظات الجنوبية الأخرى تباعاً لأجل وحدة اليمن ولإرسال رسالة بأنه ليس هناك أي مكون جنوبي يمثلهم تحت أي مسمى ، وإن كان هناك من يُحسب له هذا النجاح وهذا الزخم الجماهيري سيكون بلا شك ودون منازع هو الإئتلاف الوطني الجنوبي برئاسة الشيخ الفاضل أحمد بن صالح العيسي ، ولو كان من يستحق أن يحمل القضية الجنوبية على عاتقه فالأحقية ستكون للإئتلاف الوطني الجنوبي الذي سعى ويسعى للم شمل الجنوبيين وإعادة خياطة النسيج الإجتماعي الجنوبي الذي مزقته المرتزقة وهنا أقصد الإنتقالي ومليشياته ، مع أنني وغيري الكثيرون ضد أن يحمل أي مكون سياسي جنوبي القضية الجنوبية ويستفرد بها وحيداً ، فالقضية الجنوبية حل مشكلتها وكل معضلاتها كان في الحوار الوطني الشامل الذي كان يمثل الجنوبيين حينها الحراك الجنوبي "المشارك" ، فالحوار الوطني لم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا وأوجد لها الحل ليس للقضية الجنوبية فحسب بل لكل القضايا والمشاكل التي خلفها للشعب اليمني النظام الفاشي العفاشي ، ويحسب لنجاح مؤتمر الحوار للرمز الوطني والهامة العملاقة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي أطال الله في عمره .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي