نتيجة توظيف مهندس ليس لديه اخلاقيات مهنة و يفتعل الفهم!!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الجمعة ، ٠٧ أغسطس ٢٠٢٠ الساعة ١٢:٤٨ صباحاً

 

الكارثة الكبيرة في اليمن ان من تعلم من أبناء المسؤولين اول ما يكمل هندسة في الخارج او الداخل يلقي وظيفة قيادية في التخطيط دون خبرة فقط كونه درس او ابن مسؤول، طبعا هذا اذا كان فعلا عنده شهادة و ليست مزورة أو جامعة غير معترف بها و الغريب انني اعرف أشخاص شهادتهم مشكوك بها و هم في مقدمة المشهد أينما وجدوا . الغريب ان هناك فكرة مترسخة في المجتمع ان من درس فهو فاهم و يمكن يكون عبقري زمانه و احتمال اصلا لم يكمل الدراسة الا بشق النفس و السنة بسنتين أو جامعة خاصة و ما اكثرهن. الدراسة و بالذات الهندسة هي مهارة إستخدام الارقام و تجنب الاخطأ و استخدام العقل بأدوات المعرفة و منطقها لايجاد حل لمشكلة او فتح افق او بناء مشروع لقرون لكن مشاريعنا لا تستمر و لا تحل مشكلة, و افقنا مغلقة و ضيفة و معتمة بتخطيط من سبقونا لا سامحهم الله. فقد تعاملوا مع التخطيط و الدولة بنفس سياق الصورة فاضاعوا أوطان و مجتمعات و صرنا نهدر مساعدات و قروض دون جدوى.

 

أكثر من 85 رسالة ماجستير و دكتوراه اشرفت عليهن الى اليوم و انا على ثقة ان كل من اغلق هذه المرحلة عندي او عندي غيري يحتاج 5 الى 10 سنوات خبرة يجمعها بصبر و اجتهاد و دون خطأ قبل ان يقول انا اقدر أخطط مشروع استراتيجي يستمر و اكون مدير مشروع للمجتمع. نحن في اليمن اول ما يخرج شخص من الجامعة في الداخل او الخارج و كان ابوه مهم و معه وساطة نسلمه مشروع قده عنده شهادة جامعة او ماجستير او دكتوراه . مشاريع اليمن رغم الإنفاق الكبير عليها كلها كما في الصورة فلا يوجد مشروع نقدر نورثه جيل اخر و السبب الاعتقاد ان الدراسة دون خبرة طويلة و ممارسة و تطوير يمكن أن تثمر.

جدار سد الرونة اتضح أنه مغطى بقشرة رقيقة من الاحجار و الاسمنت . لم يدقق المهندس كون لا عقوبة هناك و لا المشرف و لم يكن المقاول أمين في عمله و لم يتم اختبار الحاجز المائي في بلد كلها فساد في فساد من رأس الدولة إلى أصغر موظف.

و بناء على تفسير الاخ "وحيد الخطيب" فقد وضح ان السد هذا سد ركامي بستارة خرسانية و هي احدى الطرق الهندسية في انشاء الحواجز و السدود المائية لكن هنا ظهر خطأ تصميمي لعدم دراسة اعلى معدل تدفق في الوادي من اجل يتم تصميم قناة المفيض على ضوئها ليكون ب استطاعتها تصريف اكبر قدر من المياه المتدفقة الى بحيرة السد . اضافة انه لم يتم تنفيذ مصد اعلى جسم السد و الذي يرتفع من منسوب قناة المفيض ليكون بالارتفاع المناسب ليمنع اعتلاء الماء للجسم. اعتلاء الماء للجسم عمل عملية نحر للستارة الخرسانية و للكتلة الركامية و هذا هو سبب الانهيار. ولذا يجب مراجعة الحواجز الاخرى و تجنب تكرار المشكلة مستقبلا.

 

ومختصر الامريجب تجنب العبث بمشاربع المجتمع فطرقات و جدران تنهار بعد موسم الامطار و شبكة مجاري تفيض للشارع و لا تستطيع تتحمل اي ضغط و فوق ذلك مهترية و شبكة تلفونات و كهرباء مخزية و اسلاك معلقة بشكل عبثي و قد أنفقت مليارات الدولارات. ما حصل للان نتيجة توظيف مهندس و تكليف مقاول و مشرف و جهاز رقابة ليس لديهم اخلاقيات مهنة و لا يفكرون ان خطأ بسيط يدمر مزارع و يهدر مال, يفتعلون الفهم لعنة الله على الفساد. لذلك نحتاج مكنسة فقط تكنس الزبالاة في البلد من فوق إلى تحت كون العمل نعيده مرات عدة دون ان نحاسب احد.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي