التفاؤل الباهت ..في الواقع المفزع !!

عبدالله باوزير
الخميس ، ٢٥ يونيو ٢٠٢٠ الساعة ٠٧:٥٩ صباحاً

 اعلن اليوم العقيد تركي المالكي ..الناطق الرسمي للتحالف العربي لدعم الشرعية ـ اليمنية ، وقفا لإطلاق النار بين الانتقالي الجنوبي وقوات الحكومة اليمنية في "أبين " في الوقت الذي استولت فيه قوات الانتقالي ـ الجنوبي على جزيرة سقطرى ، وبدعم غير منكور لاحد اطراف التحالف ، كما بداء من خلال رفع الرايات ، على مؤسسات الدولة في حديبوا.. وبصرف النظر عن اهداف الدعم ـ تكتيكي لتعزيز مركز المجلس الانتقالي التفاوضي ، في محادثات الشرعية ـ الانتقالي في الرياض ، التي طالب المالكي العودة اليها على خلفية اتفاق الرياض ، ام استراتيجي ؟!، وهذا امر مختلف ، ويتجاوز دعم مركز الانتقالي التفاوضي الي دعم قواه العسكرية ـ سميناها ميليشيات ام قوات جنوبية ، تطلق هي الاخرى على قوات الحكومة ميليشيات حزب الاصلاح ، في الوقت الذي يسميها الاعلام الرسمي ـ الجيش الوطني .

اعلان المالكي وقف اطلاق النار يبعث على التفاؤل في مواجهة واقع تعددت اطرافه على الارض ، و لم يعد محصورا على حرب تحرير صنعاء و استعادتها من الانقلابين ، بل وربما صرف جهود قوات الشرعية عن اهدافها في تحرير صنعاء ،الي التعويض في معارك عبثية في " أبين " وهي معارك لم بل ولن يستطيع احد اطرافها تحقيق نصر عسكري ، وبالتالي عليهما القبول بوقف اطلاق النار و العودة الي طاولة المحادثات ، بشكل مباشر او عن طريق الطرف الراعي وهو المملكة العربية السعودية .. ولكن الي أي مدى سيتحول وقف اطلاق النار الي واقع ، في واقع مفزع " تلبنن ".. مجتمع غادر الحد الادنى من الوحدة المجتمعية ـ الي مجتمعات مناطقية ، ومن الحد الادنى من الوحدة الوطنية الي القروية، بل حتى المناطقية الي قبلية مجتمعية ضيقة ـ و منقسمة .. تغذيها قوى اقليمية نكاية بالتحالف العربي ، اكثر منها باليمن الافتراضي ، أو الدولة الاتحادية التي تم الانقلاب عليها في صنعاء 2014، واعيق تنفيذها من قبل اطراف في الشرعية ـ حزبية ـ بعقلية قبلية ـ جهوية ،الامر الذي اضاف او ساعد على توحيد قوى حراكية وحزبية واخرى مناطقية على انشاء المجلس الانتقالي الجنوبي ـ الامر الذي لم يخفف الضغط على الانقلابين في صنعاء بل وصرف اهتمام الشرعيين الي عدن .

 قلت تلبنن للتشبيه بالحرب الاهلية اللبنانية في السبعينات و الثمانينات من القرن الماضي .. مع الفارق المخيف في ما آلت اليه اليمننة من تشظي اجتماعي و جغرافي ، حيث لم تكن الميليشيات اللبنانية مناطقية بل طائفية و حزبية ، الامر الذي حد من التدخلات الاقليمية ، و ساعد على التوصل الي اتفاق الطائف .. بينما لا توجد لدينا طائفية ـ عقائدية كما هو لبنان و العراق و سوريا ، بل قبلية و مناطقية اجتماعية كما هو حال ليبيا ، وهذا واقع مفزع امام تفاؤل باهت .. ولكي يتحول الي تفاؤل مبشرعلى التحالف العربي ان يغادر اسلوب التكتيك لتعزيز هذا الطرف دون الاخر ، كما حصل في سقطرى ، وان ينتقل الي استراتيجية عمل تعتمد على وحدة الاقاليم ، من خلال حكومات عسكرية ، او مجالس عسكرية لتعزيز حكومات ادارية للأقاليم المحررة .. واظن ان ذلك يمكن فرضة على طاولة المحادثات في الرياض ـ و بإشرافها ، او خارجها .. لكي يتحول هذا التفاؤل الي حالة مبشرة تنتشل واقع لا يبعث على التفاؤل .. دون ذلك معارك عبثية تفتح الكثير من الممرات .. لقوى تمت تهيئتها لحسابات اقليمية ضيقة .. وليس الانتقالي فحسب !!.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي