إذا "عُدّل" يكون قد "ألتغى" ..!

د. علي العسلي
السبت ، ٣٠ مايو ٢٠٢٠ الساعة ٠٤:٣٦ مساءً

قولوا هناك تفاوض على اتفاق جديد بين الشرعية والمجلس الانتقالي وربما ايضا مع الحوثين لتسوية سياسية  شاملة تجريها الأمم المتحدة وتدعمها المملكة، وهذه لو تمت فإنها ستمكن المنقلبين والمتمردين من تمرير أجندتهم وما يرغبون، و ستفتح الشهية لتمردات وانقلابات قادمة، وهي والله اذا ما تمت وفقا للتسريبات فإنها ستذهب بتضحيات الشعب اليمني وصبره  في الهواء، وهذا الظلم لن يقبل به الشعب اليمني على الاطلاق..!

أما أن يتداول  أو يسرب عن ضغوط كبيرة من قبل قيادة المملكة العربية  السعودية تُمارس  على الرئيس عبدربه منصور هادي بهدف التخلي عن بعض  تنفيذ أهم بنود اتفاق الرياض مع المجلس الانتقالي ، و تعديله..؛  وهذا ما لا أتوقعه ولا أظنه..؛ حيث إن كانت  قد مورست الضغوطات ، فإنها تكون قد مورست ابتداءً عندما كانت تُدار العملية التفاوضية في مدينة جدة السعودية والتي استمرت ما يربوا على الشهر وافرزت تلك المحادثات ما سمي باتفاق الرياض؛ حيث تم التوقيع عليه برعاية الملك سلمان بن عبد العزيز، وحضور ولي العهد  الأمير محمد بن سلمان، والرئيس عبدربه منصور هادي وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد ..!

فاتفاق الرياض كل لا يتجزأ، وباعتبار المملكة الراعية والضامنة، فالواجب عليها الضغط  على الأطراف بتوقيف الاقتتال الدائر بأبين وتوقيف التحشيدات،  والاسراع في تنفيذ بنود  اتفاق الرياض  بحسب توقيتاته المزمنة التي لم تحترم ولم تقدر، فإن تعثّر ذلك؛ فتطبيقه كله معاً، فتنفيذ الشق السياسي من اتفاق الرياض مرتبط ارتباط عضوي بالترتيبات الأمنية والعسكرية الذي يفرضها الاتفاق والموقع عليه  منذ ستة أشهر..!

أما الحديث عن ضغوط على الشرعية وكأن الشرعية هي الرافضة لتنفيذ ذلك  الاتفاق، فهذا  كلام مردود على من يروجه، فالمعروف والمعلوم أن المجلس الانتقالي هو الذي لم ينفذ أي جملة من اتفاق الرياض، وبات من المفروض أن تمارس عليه الضغوط لا على الطرف المقابل، وإجباره على التراجع عن اعلاناته في الإدارة الذاتية واعلان ذلك ببيان من قبله، وإنهاء سيطرته على المؤسسات واستعادة أموال البنك المركزي المنهوبة منه، وإلغاء حسابه بالبنك الأهلي لتحصيل  إيرادات المناطق المحررة في الجنوب ..؛ ومع ذلك نقول، فلو صحت هذه التسريبات، فيعني ذلك أنه هناك  تفاوض على اتفاق جديد، وبالتالي نقول صراحة أن اتفاق الرياض قد دفنه الانتقالي واستجابت لذلك المملكة، وعليه فلا يجوز الحديث عن اتفاق الرياض القديم  بعد ذلك أو حتى الاشارة إليه..فالتعديل بالخلاصة يعني الإلغاء... ودمتم،،،،

الحجر الصحفي في زمن الحوثي