لكل طرف سنتين لكي يقتنعوا انهم "حمير"!!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الخميس ، ٢٨ مايو ٢٠٢٠ الساعة ٠٥:٥٥ مساءً

 

عقود و لم ننجح في أي مشروع إدارة. فلا مستشفى يعمل بنظام حديث و لا مدرسة و لا جامعة و لا مشروع تم إنجازه بمواصفات عالية. تدخل هنا أي مرفق كانت مدرسة أو مستشفى أو إدارة و تجده و كأنه تم بنائه قبل شهور أو سنة برغم انه منذ ٣ أو ٤ عقود . فلا باب مخدوش و لا حمام مكسور و لا نافذة مهترية و لا بلاط مقشر و لا كراسي مخلوعة و لا غبار منتشر و لا رائحة عفن, و لا موظف مستهتر و لا متعجرف ولا سجلات ضائعة و لا معاملات مرهقة. لا تقول أنه الامكانيات و الجودة و المال و التعليم, ذلك غير صحيح, فالمال عندنا تم إهداره دون فائدة في مشاريع من ورق و الناس لها ٥ عقود تتعلم, و الفرص لنتعلم اكثر موجودة ايضا , و هناك دول في افريقيا تعلمت الادارة و الاتقان في الانتاج و الخدمات في اقل من عقدين من الزمن.

فمثلا مطار صنعاء الدولي الجديد اهلك ٥٠٠ مليون دولار و هذا المبلغ كان كافي لبناء مطار صنعاء و تعز و حتى مأرب و توسيع ميناء المخا و اقصد ذلك بكلامي, و انظروا لحال المطار كيف صار و رجعنا في ٢٠١٤ نرمم المطار القديم و نوسعه بكم مليون دولار. ايضا بناء معهد للتعليم المهني كلف ٨٠ مليون دولار قرض و هو مبنى مع قليل من الأجهزة و هذا المبلغ كان يكفي لبناء جامعة تقنية مع التخصصات المختلفة ل ١٢ الف طالب مع الميزانية التشغلية ٣ سنوات و اقصد ذلك بكلامي. و هنا اكثر من ٢١ معهد فني تم طرحها في مناطق لا تصل السيارة اليهم و اغلبها مع الحرب مجرد خرابات. طرق تم سفلتتها مرات عدة اهلكت المنح المالية و تعهدات المانحين و الفرص.

ففي ٢٠١٤ كانت هناك ٨ مليار و ٤٠٠ مليون دولار تعهدات من المانحين. كان هناك مشروع مدينة حمد الطبية في تعز, و الذي فشلوا في حل اشكالية الاراضي و طار حمد و طار المشروع , و هناك مدينة الملك عبد الله الطبية في صنعاء مات الملك و ماتت المدينة و هناك مشروع ٢٢ مدرسة من المانيا كانت في ٢٠١٤ للحزام القبلي لصنعاء طارت ايضا بسبب قلة عقلنا, و قبلها مشروع الامير سلطان لتحلية المياة و هناك دعم سخي من برامج الخارجية و الدول و من الخليج و المملكة, و لم يقل اي دعم لاي برنامج عن ٢٠ مليون دولار وقتها. و حتى مشاريع المدن لم نرتبها صح و كلها فوضى, فلا مجاري تم بنائها صح و الدليل ان المجاري طفحت في المدن , ولا خطوط هاتف ولا انترنيت ولا خطوط كهرباء تم بنائها بشكل صح ولا مياة ولا طرقات المشاة ولا أرصفة واسعة ولا مواقف سيارات و لا مساحات خضراء ولا اماكن تصريف القمامة ولا اهتمام بالاثار ولا تكاد لا تنتهي .

ايضا اتفاقيات لبناء محطات الكهرباء يشبه "مسلسل مكسيكي" من كثرتها عندي تفاصيل ذلك, مع الخطط من المملكة الى تركيا الى الصين و كندا و امريكا و اثيوبيا و الاتفاقيات التي تكاد تكون مجلدات و في الاخير انتهى بنا الأمر بمواطير كما قلت قبل ٥ سنوات في مقالة لي. السبب للفشل حولنا واضح و يمكن ادراكه و ليس شيء غير متوقع, اقلها اننا لا نبحث عن حلول للمجتمع و لم ندرك ان العالم لن يستمر بعطائه, حيث لم تفلح اي حكومة و لا انقلاب لا في الشمال ولا الجنوب في بناء نموذج يتم تقليده غير بناء بيوتهم و اسرهم و حسابتهم .

من فشلنا انظروا للمؤسسة الاعلامية دون منهجية و لا حضور او المؤسسة العسكرية كلها تعمل مثل نظام اسواق الخضار معسكرات باكملها من مناطق معينة و قادة من اسر واحدة و مرافقين من بيت واحد ورتب ل اشخاص لا يعرفون معني خطط حرب ولا يعرفون البيانات و معلومات و تحليل جغرافي ولا لوجستي وغيره و فوق ذلك تندلع جبهة و يظل الباقي يراقب ايش الحاصل, وهنا اتذكر هتلر كان يحرك فيالق من الشرق للغرب و يحتل بهم دول في ايام يعني شغل الجيش قرعة على قولتنا. و حتى مؤسسة الخارجية ب ٥١ سفارة و قنصلية و جيوش من المستشارين لا يمتلكون الملف اليمني الخارجي ولا يمتلكون التأثير به و من يدير لنا ذلك هي المملكة و لذلك زاحمونا في الفيس بوك من الفرغة. المهم حزين على حال الناس و كيف تم تركهم لحالهم امام الاوبئة و المرض و الفقر, اسر باكملها ينهش بها المرض و القلق في عدن و صنعاء و هم في بيوتهم ينتظرون القدر.

الارتجال و تمثيل الفهم و المحاصصة في ادارة شؤون المجتمع كان في الحكومة او انقلاب او انتقالي دفعت بعاهات للمشهد و نستغرب اين الخلل. لو تم اعطاء الدولة لكل طرف سنتين لكي يقتنعوا انهم "حمير" انه كنا تخارجنا من زمان اما المحاصصة يجعلنا نعيش نتائج الفشل لحالنا معهم دون ان ندرك او يدركون انهم هم الكارثة و فوق ذلك نجد متعلم و دكتور او اعلامي لا يطمح انه يغييرالواقع و انما يلمع لهم فشلهم و يمسح لهم احذية من باب ان المرحلة تقتضي ذلك و تفرضه و ليس هناك حرج نتحول كلنا الى مرتزقة نتاجر بمستقبل وطن.

حفظ الله اليمن و اهلها الغلابة.  

الحجر الصحفي في زمن الحوثي