الوحدة هي الحقيقة التي ناضل من أجلها أبناء الشعب اليمني*!!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الجمعة ، ٢٢ مايو ٢٠٢٠ الساعة ٠٢:٠٨ صباحاً

 

مقتطفات من محاضرة ألقاها المناضل الراحل علي عنتر أمام طلاب كلية التربية والتكنولوجيا بجامعة عدن، وتحديداً عام 1983، أي قبل 3 سنوات على استشهاده في أحداث يناير 1986. آنذاك توقع الراحل علي أحمد ناصر عنتر، أبرز مؤسسي الحزب "الاشتراكي اليمني"، وأحد رموز النضال الوطني و حرب التحرير أن يأتي في المستقبل من يتساءل عما فعله الرموز الأوائل من أجل وطنهم، ولذلك فقد طالب من سيطرحون هذا التساؤل أو يشككون في واحدية الثورة اليمنية "سبتمبر وأكتوبر" بأن يحسنوا قراءة التاريخ جيداً لكي يعرفوا أن من صنع ثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر وحقق الاستقلال في الـ 30 من نوفمبر عام 1967 هم مناضلون من كل مناطق اليمن شمالاً وجنوباً.

"لقد قمنا بالثورة ونتمنى أن نموت و نحن نناضل من أجل تحقيق أهدافها السامية، مؤكداً أن الفضل الأول يعود لأولئك الرواد الذين فجروا ثورة 26 سبتمبر التي مهدت الطريق أمام قيام ثورة الـ 14 من أكتوبر، بحيث كان حتمياً أننا وبعد أن قضينا على الإمامة أن يناضل أبناء اليمن شمالاً وجنوباً لتحرير الجزء المحتل من وطنهم من قبضة الاستعمار".

و يضيف علي عنتر في محاضرته تلك "لقد انطلق المارد الجبار من صنعاء الثورة محققاً أهم انتصار للحركة الوطنية اليمنية". ولأن الذين يخاطبهم هم من فئة الشباب فقد وجد نفسه ملزماً بأن يكشف لهم جزءاً من صور المعاناة التي واجهها أبناء اليمن قبل قيام ثورتي "سبتمبر و أكتوبر ويوصيهم خيراً بوطنهم".

قال مخاطباً أولئك الشباب "لقد عانى آباؤكم من المآسي و الويلات ما لم تعانوه، و لحق بنا في الشمال و الجنوب ظلم الإمامة و الاستعمار، فقد فرض علينا التشطير و الجهل و التخلف، فلا تعليم إلا لأبناء الميسورين فيما كنا نخزن حب القمح و الذرة لمدة سبع سنوات ليس لوفرته، إنما خوفاً من أن يأتي اليوم الذي لا نجد فيه ما نسد به الرمق".

وأضاف "لا بد أن تعي الأجيال التي ستأتي بعدنا أن آباءهم وأجدادهم قد جسدوا الوحدة الوطنية بأسمى معانيها، و لم يزدهم ظلم الإمامة و استعباد الاستعمار إلا إصراراً وتمسكاً بتلاحمهم.. فكنا حينما تنتهي علينا حبوب الطعام أو نجوع في الضالع نذهب لنأتي بالذرة و القمح من إب و ليس من استراليا، لإيماننا و قناعتنا بأن اليمن واحد و معاناته واحدة و تاريخه واحد".

واستطرد مؤكداً "كنا نعطف على بعضنا البعض في الأزمات والشدائد، خاصة وأن إمكانيات البلاد قبل الثورة كانت تحتكرها الإمامة والاستعمار لنفسها، حيث كان الطبيب الذي نلجأ إليه سواء في الشمال أو الجنوب هو ذلك الأخصائي الذي يجيد عملية الكي".

وتساءل علي عنتر في محاضرته قائلاً: من أنقذ هذا الوطن؟.. أليست الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر؟!.. ومن حرر هذا الشعب من الاستبداد والاستعباد الإمامي والاستعماري.. أليست أيضاً الثورة؟!، ومن سيخرج هذا الشعب من دائرة التشطير والتجزئة وموروثاتها؟!.. إنها الثورة أيضاً، خاصة أن من أحكموا علينا تلك القبضة لم يكتفوا بتشطير اليمن إلى جزأين، بل أنهم شطرونا أيضاً داخل كل جزء، فكان صاحب المسيمير غريباً في بلاد الحواشب، وصاحب العوالق عندما يذهب إلى منطقة أخرى يشعر وكأنه في غير وطنه، بل أنهم أرادوا تمزيقنا قرية قرية، ولو لم نتحرك باتجاه تغيير تلك الوضعية لأصبحت حياتنا هدراً.

ويضيف المناضل الراحل: وعلى إثر توافر الشروط فقد تم تشكيل الجبهة القومية التي كان نواة لها تنظيم حركة القوميين العرب، حيث جاء هذا التشكيل للعمل السياسي مستوعباً كل أبناء اليمن في الشمال والجنوب، سواء أكانوا من أبناء صنعاء أو عدن أو شبوة أو الحديدة أو تعز أو غيرها، ومع ذلك فقد ظلت الثورة اليمنية عرضة للكثير من المؤامرات والمخططات، إلا أن ذلك لم يثنها عن مواجهة تلك المحاولات والتي كان يقودها عادة مجموعات من (المتمصلحين والمرتزقة والمندسين)، وقد دخلنا في صراعات مع تلك الجماعات، و استطعنا أن نسلح أبناء شعبنا في الشمال والجنوب بالوعي ليصبحوا هم صمام الأمان للثورة.

وأردف الراحل علي ناصر عنتر: لقد ناضلنا في حرض وفي صرواح وفي المحابشة وفي كل جبل من جبال المحافظات الشمالية في مواجهة فلول الإمامة وتثبيت ثورة 26 سبتمبر، وناضل إخواننا ورفاقنا من أبناء المحافظات الشمالية نضالاً مستميتاً في شوارع عدن وفي جبال الضالع وردفان، بل وفي كل جبل من جبال الشطر الجنوبي، الأمر الذي يؤكد على أن الثورة اليمنية قد شكلت الإطار القوي لوحدتنا الحقيقية..

"وأقول لكم أن الوحدة آتية، فهي الحقيقة التي ناضل من أجلها أبناء الشعب اليمني، ومن تغضبه هذه الحقيقة فعليه أن يضرب رأسه عرض الحائط.. لقد سالت الكثير من دماء اليمنيين فداء لهذا الهدف الذي يمثل أغلى شيء في حياتهم، ولذلك فقد أكدنا على الحزب الاشتراكي "اليمني" وليس "العدني" أن يضع تحقيق الوحدة اليمنية نصب عينيه وهو الحال الذي ينطبق على إخواننا في شمال الوطن".

وأضاف: لا بد أن يتحلى الجميع بنفس الرجولة والشجاعة التي كانت لدى أولئك الذين صنعوا الثورة والذين قدموا رؤوسهم قرباناً للحرية على طول وعرض اليمن، كما أن علينا أن نحافظ على إنجازات الثورة وأن نصونها وأن لا نساوم حولها بدافع خلل ما أو مجاملة أو محاباة لبعض من تضررت مصالحهم، وليس من حق أحد أن يمن على اليمن بنضاله، فقد ناضلنا كلنا وكل واحد منا كان مكملاً للثاني، ولكي نضمن استمرارية هذه الانتصارات في المستقبل فلا بد أن نجعل مصلحة الوطن فوق مصالحنا الذاتية.. وأقول للشباب ومن خلالكم إلى الأجيال القادمة، راقبوا الممارسات وليس الشعارات، ولا تدعوا أحداً يغالطكم أو يسعى إلى استغفالكم من خلال بعض المفاهيم الخاطئة، فاليمن قد انتصرت ورسمت ملامح طريق المستقبل، وعليكم أن تحافظوا على هذه النجاحات، ولا تكونوا كمن يزرع الثوم ويتطلع لجني البصل.

____

*علي أحمد ناصر عنتر ولد في الضالع عُين وزير الدفاع ثم نائب الرئيس علي ناصر محمد في جمهورية اليمن الديمقراطية **هناك فيديو مسجل لمحاضرته و تلخيصها هنا ورد في صحيفة مارب برس

الحجر الصحفي في زمن الحوثي