الجنوب موحدا خلف هادي!! لماذا؟

د. عبدالحي علي قاسم
الجمعة ، ١٥ مايو ٢٠٢٠ الساعة ٠٤:٤٢ مساءً

   بخلاف التوقعات السياسية، بخلاف النغمة الانتقالية البالية، والمستوردة من وحي الأنانية والأطماع، ظهرت المحافظات الجنوبية بغير ما تروج له آلة الانتقالي مدفوعة الأجر والابتذال السياسي، وأن صوت الانفصال وفرقعته، هي منابر إعلامية تغذيها أبو ظبي أكثر من كونها حقائق على الأرض، وأن وحدة الوطن وهويته هي محل رضى شعبي جنوبي ممتد على طول الساحل الجنوبي، وأن الاستثناءات والنتوءات المناطقية هي تحصيل تعبئة مريضة ممولة خارجيا تستهدف الصف الجنوبي، وتنشر القتل والفوضى لقاء أطماع ومصالح مشتركة مع أبو ظبي، قاسمها المشترك أن يستمر منهج التعطيل والتدمير لعدن الاستراتيجية وبقية موانئ اليمن، لبقاء جبل علي مهيمنا ومتنفسا اقتصاديا كما كان الحال مع فترة نظام صالح السابق. لم يكن لآلة التخريب الإماراتية أن تفتك بالمصالح والتراب الجنوبي، وفي تعز الحالمة، لولا أنها وجدت عقول صدئة، فاقدة للنضج السياسي، فقيرة لابجديات ومعطيات التأريخ، جل ما تتسلح به فورة أطماع وأنانية لا تمت للأخلاق الإسلامية والعربية بصلة، وأكثر أن أطماعا فردية تسوقها نحو منزلقات وجرائم، تدفع المحافظات الجنوبية ثمنه دما غاليا، وتستنزف في سبيل أهوائها حياة البسطاء المغرر بهم فبئس طليعة أنتم ياعبيد أبو ظبي.    بعد لم يدرك الإنتقالي سر تشبث ودعم المحافظات الجنوبية لمشروع هادي الوحدوي، ومعارضتهم بقوة واستماته لبضاعة التجزئة التي يسوقها الانفصال الانتقالي. وهنا اختصرها، أولا: أن المحافظات الجنوبية لا تقبل بإحياء هيمنة الرصاص على الحياة السياسية، وتكرار تجربة التصفية والإقصاء السابقة، وألا صوت يعلو على صوت المجانين، فقد هرم الجنوب من هذه السالفة المريضة، والموبوءة باستبداد مقرف. ثانيا: المحافظات الجنوبية أكبر من أن تنقاد كالشاة خلف شلة قتل وارتزاق جاهلة لا تفطن لهوية، ولا تراعي حرمة، ولا تحترم مقدس ولو كان قتل أئمة مساجد بين أركانها، وعلى أبوابها بتوجيهات شرار الخلق في أبو ظبي. وهذا مبعث كافي لمخاوف حقيقية لمقصد حرمة الدم لكل جنوبي، في حال تمكنت هذه العصابة من رقاب الناس وشأنهم العام، ناهيك عن حرية الكلام التي صادرتها في مناطق هيمنتها.   لن يعود الجنوب جاهليا بعد أن هداه الله لأخلاق دين الإسلام، وكرمه بالحرية لينعق خلف أسوء عصابة مرتهنة عرفها الجنوب. ثالثا: أن عدن وبقية االمحافظات الجنوبية لديها تجربة فاشلة وكريهة، من رموز الانتقالي، الذين منحتهم شرعية هادي الثقة، وولوا وجوههم نحو من يدفع، مخلفين وراءهم تركة فشل ونهب وتخبط لا توحي بخير البتة من بقائهم.     ومن هذه المعطيات، وغيرها لا يسع المقال الإشارة إليها، تتضح رؤية الموقف والاصطفاف الكبير وراء هادي من المهرة إلى عدن على طول الخط الساحلي، الذي يسطر الجيش الوطني ملاحم انتصارات لن تقف إلا على سواحل عدن، وعودة الشرعية.      من المهرة إلى حضرموت مرورا بشبوه وأبين وصولا إلى عدن  إصطفاف مواقف أكثر منه التحاما عسكريا يشد بعضها بعضا، في رسالة واضحة بأن فتنة الانتقالي لا تعنينا، وأن جنون وسكر بن بريك أحمد وهاني في تنفيذ تعليمات الإحتلال الإماراتي عارا لن ينطلي على شرفاء الوطن شماله وجنوبه.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي