الرئيس.. واتفاق الرياض.. والانتقالي ..؟!

د. علي العسلي
الخميس ، ١٤ مايو ٢٠٢٠ الساعة ٠٧:٥٨ مساءً

في هذا المقال سأتحدث قليلا عن الرئيس الشرعي والانتقالي المتمرد عليه..  فالرئيس بصبره وحكمته وحرصه على عدم اراقة  الدماء، هذا هو توجهه و هذا  ما جعل الانتقالي المتمرد يتخلق كفيروس كورونا، حيث أصبح إدارة ذاتية للجنوب بعد أن كانت نسخته الأولى مجلس انتقالي..؛ والله يعلم كيف ستكون نسخته الثالثة والرابعة اذا لم تتم مكافحته  ..!؛ وجدنا أن الاخ الرئيس قد صبر على الانتقالي صبر القوي القادر الحكيم، كيف لا وهو المدعوم بالإرادة الشعبية و بالتحالف بقيادة المملكة،  أراد من صبره أن يعطي الفرصة للانتقالي أن يمثل الجنوب الحضاري العقلاني المنطقي الحقاني، وأراد له الانخراط في العملية السياسية، وإرادته دوماً ألا يكون سببا في يناير جديدة في عدن، لكنهم كما حبايبهم في صنعاء مهووسون بالقتال وسفك الدماء اليمني، وبحكم معرفته وخبرته للأشخاص والتوجهات، ولما تبين له أن الانتقالي لا ينفع أن يكون ممثلاً لقضية الجنوب، فأراد رئيسنا إسقاط ورقة التوت في الادعاء بأن المجلس الانتقالي  يمثل أو يحمل قضية الجنوب فهو منها براء، والرئيس هادي  هو من اعاد قضية الجنوب  إلى الواجهة، وجعلها في مقدمة القضايا، بل ومكّن أبنائه من  الحكم ومن ضمنهم من تمردوا عليه "عديمي الوفاء" ، فظهروا على حقيقتهم وتعرّف عليهم  عموم  الشعب اليمني وعلى الأخص شعبنا الوحدوي الحر في جنوب اليمن ..!؛ لقد وجّه الرئيس الحكومة بالتفاوض والحوار مع الانتقالي في جدة بالمملكة العربية السعودية استجابة لطلب المملكة  بعد تمردهم في أغسطس الماضي ، رغم اعتراض بعض صقور الشرعية ؛ وبعد أن توصل المتفاوضون في جدة إلى صيغة اتفاق مجحفة بحق الدولة اليمنية و الشرعية،  وجّه الأخ الرئيس الحكومة بالتوقيع عليها بالرياض، بل وحضر شخصيا ذاك  التوقيع، وفي تقديري أن الرئيس في موقفه من  الاتفاق كان كــما  "صلح الحديبية"، يقدم تنازلات للمتمردين من أجل اليمن والحفاظ على الأرواح في المحافظات الجنوبية، و كأني به يقول: يكفي عدن  صراعات و سكب دماء من أجل كرسي أو من أجل خدمة "خارجي" ولهذا فالرهان في نهاية المطاف من  اتفاق الرياض حتما سيكون  لصالح الشرعية، فمن فوائده أن يبقى اليمن واحداً موحداً  بعكس ما يظن المنتقدين ..!؛ موافقة الرئيس على اتفاق الرياض  كشفت الوجه الأخر للانتقالي، فكان الآخوة الأشقاء في المملكة على اطلاع وعلم بتصرفات وخلفيات الانتقالي. فعرفوا.. كم أن الانتقالي مكّار ولا يحترم عهوده واتفاقاته وتوقيعاته! فلو رجعتم لمقابلة  أحد قادة الانتقالي "منصور صالح" قبل ايام من على شاشة الجزيرة وهو يقول أن التوقيع على اتفاق الرياض لا يعني شيء، فهو مثله مثل اتفاقات حكومة الكيان الصهيوني مع الفلسطينيين لا تقدم ولا تؤخر ، صبر الرئيس وتحمله أظهر البضاعة الرديئة  في الجنوب الحر الوحدوي قبل الشمالي.. نعم! الانتقالي ليس هو الحامل الحقيقي للقضية الجنوبية عند كل الجنوبين اليوم، لأنهم يدركون أن المجلس  الانتقالي قادته أدوات وينفذون ما يأتي لهم من تعليمات من الخارج.. واتضح أن توقيعهم  لاتفاق الرياض ما هي إلا "تقية "  مع المملكة..!؛   اليوم الانتقالي يتنصل عن الاتفاق ويدعو  التحالف لأن يتحالف معه لا مع الشرعية ، يعنى يريد قلب  المعادلة التي أتى من أجلها التحالف لليمن ..؛ ما هذا الهراء؟!؛ والسبب بحسب زعمهم، أنهم يواجهون الارهاب لإخواني في الجيش الوطني، بينما الحقيقة انهم هم الارهاب لا سواهم، ويدّعون أنهم يواجهون احتلال شمالي للجنوب.. هذا هو الانتقالي وهذا هو تفكيره وكذبه.. يقول انه يواجه  الجيش الوطني والذي في نظره ارهابي، ونسى أو تناسى أن هذا الجيش سلح وموّل ودرب من قبل المملكة العربية السعودية، فأين الجيش الشمالي والاحتلال الشمالي للجنوب يا انتقالي؟!؛ فقط للتدليل على كذبهم، فمن هم قادة معركة الفجر الجديد لاستعادة عدن و أبين من مغتصبيهما هم :  العتيقي، الرهوة، الميسري، الكازمي، الزامكي، لكعب، جحدل، الصبيحي، العبد، ومهران القباطي؛ وكذلك قائد القوات الخاصة  في آبين العقيد محمد العوبان.. وهم وجنودهم من ابناء المحافظات اليمنية‬ الجنوبية.. إذاً الانتقالي يريد تضليل الجنوبين بأن الجيش الوطني ترك الجبهات في الشمال وجاء ليحتل الجنوب..!؛  هذه كانت حكاية الرئيس واتفاق الرياض والانتقالي.. ويبدوا أن الأمور تشير إلى الخيار العسكري وقد اتخذ قرار الحسم من قبل الرئيس هادي إلا إذا تدخلت المملكة واستخدمت هي القوة لإجبار الانتقالي على التنفيذ الفوري للاتفاق فتلك مسألة أخرى.. نحن نرى الحل في التنفيذ الامين للاتفاق يارعاة الاتفاق ومسؤليتكم الأخلاقية لتنفيذه على المحك.. الانتقالي بطمعه ورغبته بالسيطرة والاستحواذ سيضيع الفرصة على نفسه بالمشاركة، فمن يريد الشيء كله، فلا شك أنه يفقده كله..!!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي