ليس عيباً أن تراجع نفسك

رفيق علي هادي
الثلاثاء ، ١٢ مايو ٢٠٢٠ الساعة ٠١:٠٨ صباحاً

كثيره هي المشاكل والأحداث ألتي يعاني منها مجتمعنا وقد لا نحصيها لو كتب احدنا عنها مجلدات،

ولكن من يمعن النظر في عمق هذه المشاكل سيجد أن الجميع يتنصل من مسؤولياته وكإنه يعيش في كوكب آخر،

نرى الزوج يُعزي سبب تعاسته إلى زوجته وكذلك العكس،

والأبن يتهم أباه بسبب ضياع مستقبله وتعليمه،

الجار يرمي بالتهم على جاره، 

ألحزب الفلاني يرى أن مشاكل الوطن  والمجتمع متسبب بها حزب آخر  أو قياده سابقه للحزب أو الجماعه، تنصل مبتذل وتيهان عن الطريق 

ونحن نسير بالقرب منها،

وهنا يخطر على بالي تساؤل هل وقف أحدنا أمام المرآه وحاسب نفسه، أو سألها ما دوركِ واين موقعكِ من هذه الاحداث؟؟

هل قيد أحدنا اداوره السابقه وجلس مع نفسه ليضع خطه لتعديل مساره القادم؟ وهنا أتذكر العباره ألتي تقول 

من الغباء ان تقوم بنفس العمل وتنتظر نتائج مختلفه!! كلنا نقوم بنفس العمل نفس النمط 

نسير في ذات المسار ألذي وجدنا عليه آبائنا واحزابنا وانفسنا  وكإننا نقول وجدناهم على هذا واننا على آثارهم مقتدون، يتسأل الكثير هذه الأحداث تشبه أحداث عام كذا وواقعة كذا،؟

لكنه لن يتعمق في السبب فتراه يتسأل ثم يسير على نفس الدرب  كقطيع يرى من سبقه يقع ولايتدارك نفسه ويقيم الأحداث ويعدل المسار، ماينقصنا ليس نبي يجدد لنا ديننا  أو وحياً يرشدنا نحو الإتجاه الصحيح، بل تنقصنا الشجاعه للإعتراف بالخطاء والاعتذار وتعديل المسار  وتصويباً للأهداف، ليس عيباً إن يرى الأب في إبنه الكفأه لقيادة السياره فيتركها له، وليس عيباً أن يعترف الزوج بصوابية رأي  زوجته،

لا عيباً في أن يتنازل رئيس الحزب الفلاني عن منصبه لأنه صار عاجزاً عن إدارته وفشله يغرق السفينه تدريجياً. بل ليس عيباً أن يقدم المسؤل الفلاني استقالته لأن المنصب ليس من اختصاصه أو لأنه غير مؤهل له.

سنة ألحياه تقول أن ما تزرعه ستحصده شوكاً كان أم عنباً،

والعيب كله أن لا تقيم نفسك ولا تتدارك أخطاؤك ولا تصحح مسارك 

أو تتوقف إن لم تكن قادراً على السير في الإتجاه الصحيح.  

الحجر الصحفي في زمن الحوثي