الدعوة لإشهار إقليم اليمن الأوسط..!

د. علي العسلي
السبت ، ٠٩ مايو ٢٠٢٠ الساعة ٠٣:١١ مساءً

يبدو أن القوة على الأرض تجلب السلطة و الاحترام في آن.. فالحوثيون منذ بدئهم أقصوا الموظفين والاكاديميين من أبناء إقليمي "سبأ والجند" و الفكرة التي لم تعد مقبولة أن يكون أبناء الإقليمين، يستنزفون في الجبهات المتعددة وحتى خلف الحدود بينما مناطقهم لا تزال خاضعة للانقلابين ولا تزال بعضا منها محاصرة ولا تجد من يحررها ، وحتى التي تحررت تعاني من إهمال الشرعية وغمط الحقوق ومن نقص ورداءة في الخدمات، وعدم توفر الجدية والارادة في تحرير ما تبقى من اجزائها ، ومعلوم أن الكثير من أبناء اقليم الجند وخصوصا أبناء محافظة إب هم أكثر الضحايا في هذه الحرب العبثية رغم ان المحافظة قد انحنت للعاصفة وسلمت بعد مقاومة بسيطة لم تستمر ؛ المهم في الأمر أن الحوثي يلجأ إليها باعتبارها الخزان البشري المتدفق إليهم ، وهذا يدّل على توهان ابناء اقليم الجند تحديداً، فترى بعضه يقاوم، والاستكانة من بعضه الأخر، والسبب في تقديري هو عدم توفر قيادة مقتدرة تقودهم بما يحقق مصالح مناطهم كتلك الموجودة في مأرب عاصمة اقليم سبأ على سبيل المثال، حقا أن أبناء تعز وإب يُستنزفون في الجبهات، ويدفعون الضرائب بالمليارات، و حقوقهم مستهدفة، وكرامتهم غير مصانة في الشمال أو في الجنوب .. وكم من قصص من الإهانات قد جرت عند مداخل العاصمة المؤقتة لأبناء تعز وإب على وجه خاص .. والحقيقة التي يجب تثبيتها هنا أن أبناء الإقليمين هم أكثر السكان فعالية وحيوية ونشاط تجاري وتعليمي و زراعي وسياحي وسياسي، فهم يتميزون بقدر عال من التعليم، هم منتجون وليسوا عالة حتى يعاملوا بما لا يليق، كدرجة ثالثة ورابعة.. الخ. عند أصحاب شمال الشمال، وعند بعض اصحاب الضالع حتى لا نعمم .. لقد تم تسجيل ممارسات سيئة في عدن من قبل بعض الضوالعة ضد أبناء المحافظات الشمالية..!؛ الحوثة ذاتهم المنقلبين بدافع سلالي لم يمارسوها ..!؛ وكنا في عدن يأخذنا الحديث مع بعض نشطاء الضالع في عدن بما يشبه للتنكيت أو الاستنكار لما يحصل من إحلال لجنوبين ضالعين محل تعزيين بالإدارات في محافظة الضالع، حتى أن الرواتب لم تدفع لتعز عقب إعلان الحكومة أنها ستدفع الرواتب وفقا لكشوفات شهر ديسمبر ٢٠١٤، حيث كانت تعز الأولى في الاستجابة، ومع ذلك تأخر الدفع لشهور والمانع استكثار عليها المخصصات المستحقة ، ونسوا أنها تمثل ثلث سكان اليمن إلم تكن أكثر.. تم الدفع بعد أن أعلن الرئيس أنها من المناطق المحررة ..! ؛ هذه الممارسات كانت تدفعنا لمناقشة كيفية معالجة مثل هذه الاشكاليات، فكنا نتوصل من خلال النقاشات واستعراض الواقع إلى أنه ربما يكون من الأفضل والأسلم إعلان اقليم اليمن الأوسط لحماية الحقوق، حينها كانت التفكير منصب لحماية الكرامة والحقوق، وليس للشراكة في السلطة.. كان السؤال الملح.. لماذا فقط مناطق التماس الشطرية السابقة ؟!؛ هي غير المرحب بها وتتعرض للمنع والأذى قبل دخولها عدن وبعد دخولها.. ثم كنا نقول ما هو أفضل الحلول؟ وكنا نصل إلى نتيجة أن اليمن لا يمكن أن يبقى في حالة من التوازن إلا اذا تشكل اقليم اليمن الأوسط خصوصا في ظل ضعف السلطة المركزية وعجزها عن حماية جميع المواطنين ؛ أما اليوم بعد أن رأينا لعبة إعلان الحكم الذاتي للجنوب وتماهي الداخل والخارج معه صار ضرورة إعلان موقف واشتراك اليمن في إدارة اليمن وفي الحوار على مستقبله.. أعتقد أن الوقت صار مناسبا جدا لإشهار إقليم اليمن الأوسط، ولذا ادعوا النشطاء والفعاليات والشخصيات الوطنية والتجار والطلاب للتداعي للانخراط في عمل منظم من أجل التسريع في إشهار هذا الإقليم الذي أدعو إليه والذي اعتبره منقذ للدولة اليمنية من التشظي.. طبعا الغرض منه كذلك إفشال المخطط الذي بات واضحاً أمام من له عين، والمتمثل بتسليم بعض مناطق الجنوب للانتقالي والشمال للحوثي.. هذا الشيء مرفوض طبعا، وينبغي أن نرفع الصوت بقوة، وعلينا أن نقول من أن أية دولة يمنية لا يمكن أن ضمان بقائها واستقرارها وديمومتها مالم تأخذ الكتلة السكانية الكبيرة المشار إليها دورها في مفاصل الدولة المختلفة، فينبغي عدم تجاهل هذا التحذير، بل ينبغي أن تكون حاضرة وفي الصفوف الأولى، ولابد من إيجاد رافعة سياسية وقوة على الأرض ويفضل ان تكون بالتنسيق مع السلطة المركزية الشرعية ويكون من أهدافها إعادة القوة والهيبة للسلطة الشرعية المسلوبة من قبل التحالف وأدوات بعض دوله، ولا شك أنها ستعمل هذه القوة أو هذه الرافعة التي ستنشأ لقيادة الإقليم كذلك على انتزاع الحقوق المهدورة منذ عقود، وايضا ستعمل على إيجاد التوازن المطلوب في هذه اللحظة التاريخية التي افرزت بفعل عوامل عديدة جُلها خارجية سيطرة "أسرة" وابرازها كقوة فاعلة في الشمال، و" قرية" في المقلب الأخر أي في الجنوب واقصاء وتهميش باقي عموم مناطق اليمن..!؛ إذاً من أجل الإبقاء على يمن موحد، أصبح تأسيس إقليم اليمن الأوسط ضرورة لضبط المعادلة التوازنية للدولة اليمنية..! ؛ وتعد مناطق الإقليم المقترح هي الجسم الرئيس للدولة المدنية الديمقراطية الاتحادية وهذا الإقليم سيعمل على الحفاظ على الوحدة اليمنية واشراك الشعب في حكم نفسه بنفسه، وضمان التوزيع العادل للسلطة والثروة؛ وبما أن الرئيس قد كان اقترح اقليمين فلا يمنع أن يجتمعا الإقليمين بإقليم واحد فيما إذا أراد وتوافق على ذلك ابناء الإقليمين "إقليم سبأ واقليم الجند" ومقترحي هو بدمجهما معاً في إقليم جديد كونهما يتميزان عن غيرهما بسمات مشتركة وتجانس وتكامل فريد، فهما يشتركان : في المظلومين، والإقصاء والتهميش، ورداءة في البنى التحتية منذ عقود ، وهما يحملان اسم اليمن في تسمية اقليمهم وفي قلوبهم وعلى رؤوسهم، ويحملان كذلك الإيمان بالدولة اليمنية الاتحادية القوية..!، اتوقع ان مقترحي قد لا يحلو للبعض، لكنه للأغلب سيكون مقبولا، هذا الجزم مرده معرفتي المسبقة من خلال استطلاعات قمت بها في الإقليمين ومن مختلف الشرائح خلال السنتين الماضيتين، فلقد وجدت الحماس والارادة ، لكن لم يكن الوقت مناسبا، أما اليوم فقد بات ممكنا بعد أن نضجت وبانت المشاريع الأسرية_السلالية، والقروية؛ واللذان قادتهما يريدان الاستفراد بالحكم ومدعومان طبعا خارجياً؛ إن إقليم اليمن الأوسط أصبح ضرورة للحفاظ على اليمن موحدا، والحفاظ على الهوية والدولة اليمنية والجمهورية وهو لا يخرج عن مقررات مخرجات الحوار الوطني ومسودة الدستور اليمني الجديد ، اشهار هذا الأقليم كفيل بأن يتحقق في اليمن التوزيع العادل للثروة والسلطة..!؛ والباب مفتوحا طبعاً لأبناء تهامة الفضلاء بالانضمام لـــ "إقليم اليمن الأوسط " وادعو الأكاديميين والتجار والطلاب والعسكريين والفلاحين والعمال والمنظمات والأحزاب لتشكيل لجنة تحضيرية لإعداد الوثائق الخاصة بالأقاليم، ثم اختيار القيادة والتشكيلات القاعدية في المحافظات التابعة الإقليم بالاسم الجديد وفي كل مديرياته وعزله، ولا بأس أن يتم الاستفادة من ادبيات الانتقالي في هذا الشأن.. أدعو التجار للتبرع بسخاء لدعم الوصول إلى مؤتمر جامع للأقليم و في أسرع وقت، وادعو المحافظين وقيادة الوحدات العسكرية التابعين للشرعية والمتواجدين في مناطق الإقليم أن يعملوا وفقا لتوجيهات وتوجهات الشرعية في إنهاء الانقلاب وبما يخدم مصالح الإقليم ايضا، وأن تكون أولويتهم العمل بشكل تنسيقي وفي آن واحد على تحرير مناطق الإقليم من الانقلابين ومشرفيهم والذين استباحوا البيوت وقتلوا النساء.. وليبدأ الجميع ابتداءً بالوقوف مع الشيخ ياسر العواضي وكل آل عوض في البيضاء، واسناد انتفاضة البيضاء فهي مع الحديدة بوابتان لاستعادة العاصمة صنعاء ..!؛ الإقليم يحتاج همة، وإرادة، واقدام، ووضوح في الأهداف والمنطلقات، وقيم نبيلة في الممارسة، والالتزام الصارم بتوجيه السلطة الشرعية وما تشكيل هذا الإقليم إن كتب له النجاح إلا لدعمها بعد أن تنّمر عليها الانتقالي ومن وراءه .. لقد اختل التوازن فعلا، ولابد من تقويم الاعوجاج.. و لا يمكن قبول الأمر الواقع المفروض بالقوة الخارجية لأن يمر، ولابد من مقاومته، إذ لا يمكن بعد التضحيات أن يعود الوضع لما قبل ١٩٩٠ أو للتشظي بشكل أكثر .. وعلى الشرعية إن أرادت أن تقود التحرير فعليها أن تعود إلى إقليم اليمن الأوسط ففيه أكثر الناس ولاءً لها، وعلى التحالف أن لا يستغرق وقته وجهده في التقسيم والتجزئة.. فإذا تشكلت قيادة للأقليم عليه أن يدعمها كما يدعم الأخرين، مالم ستكون الخطوط كلها مفتوحة للبحث عن داعم خارجي، ولو اننا لا نفضل ذلك إلا في حالة الضرورة القصوى، فالاعتماد على الذات يكفل الاستقلال في القرار وفي الموقف على الأرض.. أرجو لمن هو متفاعل مع الدعوة نشرها واعلان موقفه منها بالموافقة.. والسلام ..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي