كورونا والحوثي وجهان لعملة واحدة

هزاع البيل
الثلاثاء ، ٠٥ مايو ٢٠٢٠ الساعة ١١:٤٦ مساءً

 

منذ بداية ظهور فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" في مدينة ووهان الصينية أواخر العام الماضي وانتشاره إلى جميع دول العالم وتسببه في انهيارات تجاوزت كبرى الكوراث التي شهدها العالم الحديث منذ الحرب العالمية الأولى والثانية وحتى سقوط الاتحاد السوفيتي وحرب الخليج الأولى والثانية وانهيار برجي التجارة العالمية في أمريكا.

كل هذه الكوارث قد يتخطاها فيروس مستجد من سلالة فيروسات أطلق عليه الأطباء إسم "كوفيد 19"، فقد سبق وظهرت فيروسات من ذات الفصيلة، لكن هذا المستجد تجاوز غيره، كما لو أنه طور نفسه ليواجه البشرية بأكملها ويجعلها تعجز أمامه وتضرب الكف بالكف وتنتظر حلول السماء.

كورونا فيروس خبيث يتسلل من جسم لآخر، لا يذهب لأحد إنما البشر يأتون إليه فلا ينتقل عبر الهواء ولا يسافر ولا يرتحل كما ترتحل لقاحات الأشجار، بل ينقله الإنسان لآخر فيكون القاتل هو الإنسان عينه، وبالعودة إلى أصله فقد جاء من خفاش استوطن كهفا فأكله الإنسان "إنه كان ظلوما جهولا"، فأصاب جهازه التنفسي ومنع الهواء من الوصول إلى رئتيه، لكنه وبعنف شديد وجد ضالته فيمن يعانون أمراضاً مزمنة ومناعتهم ضعيفة، فينقض عليهم ويفتك بهم وهو بالمثل ما فعله من يزعمون أنهم من "آل بيت" النبوة باليمن عندما وجدوا ضالتهم فيها وحاولوا ابتلاعها.

"حوثينا المستجد" أتى من سلالة "الهادي الرسي" الذي ظل ينتج سلالات إمامية نتنة تقتات بالتجويع والإفقار والتخويف، اصطدمت آخرها بـ"جمهوريون سبتمبريون اقتلعوا الرأس لكن بقيت العروق مع الوقت تطورت ودخلت في أطوار متعددة أنتجت نسلاً مشوهاً ناقماً حاقداً ليظهر من كهف وحامله خفاش في هيئة بشر حمل مقيت الصفات كلها فلا هو بإنسان يحمل المشاعر الإنسانية ولا هو بخفاش يحمل جيناته، يمكن تصوير "فيروس اليمن المستجد" تلك الشخصية المخفية بأنه "دراكولا" التي تشكلت منها مئات الأفلام السنمائية والتي تحكي واقعا مدم في كل مشاهدها.

هكذا هو الحوثي خرج من كهف ومازال يعيش فيه لكنه نقل فيروسه لأرض اليمن السعيد، وأتى من جبال مران إلى صعدة فدماج فعمران وصولا إلى صنعاء وارتحل بعدها ليصل عدن وعاد ليتسقر في صنعاء بعد أن أصاب اليمن كلها بداءه المناطقي السلالي الحاقد البغيض.

فيروس "حوثينا المستجد" يصيب العقل البشري ويجعل منه "علبة فارغة" يعطل جميع الحواس ويتعطل عقل الإنسان المصاب بدائه ويتوقف معه تفكيره ويتحول إلى "روبوت" منعدم الإحساس مستعد أن يقتل ويموت في سبيل أن تحيا نطفة تدعي الطهارة وتملك صكاً بالتحكم ليس في مصير اليمن فقط وإنما العالم بدعوى "الحق الإلهي" وحاشا لله ذلك..

العالم أجمع يصارع ويسابق عقارب الساعة للقضاء على الفيروس وإنتاج عقار ينهي وجوده قبل أن يقضي على البشرية، في حين يكافح اليمنيون من أجل التخلص من الجائحة الحوثية واقتلاع جذورها قبل ان تستشري وتعاود الكرة فتحيلهم إلى عبيد و"اليمن السعيد" إلى تعيس، فلا بد لليمنيين من شحذ الهمم ومسابقة الزمن للتخلص من الجائحة التي تأتي معها الفقر والخوف والجوع.

إصابات كورونا في العالم تجاوزت اليوم حاجز الثلاثة ملايين ونصف وأكثر من ربع مليون وفاة، و"حوثينا المستجد" أصاب ثلاثين مليون يمني على مدى أكثر من ست سنوات من الحرب، وما زال اليمنيون ينزفون في انتظار لقاح ثوري يجتث الفيروس ويوقف النزيف وتعود "السعيدة" إلى تاريخها الخالد وأمجاد حمير.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي