متى سيعالج التحالف عملاته ونثراته في اليمن ..؟!

د. علي العسلي
الأحد ، ٠٣ مايو ٢٠٢٠ الساعة ١١:٢٥ مساءً

لا يعقل ابداً أن تنشأ دويلات بجيوش  خارج الجيش _مصروف عليها ومسلحة من بعض دول التحالف_، دويلات داخل الدولة مهمتها الانتقاص من هيبة الدولة والسلطة الشرعية مع كل آسف، وهي بذلك تخدم أهداف ومصالح المنقلب، أيعقل أن القوى المسلحة التابعة بين قوسين لبعض دول التحالف؟! تعمل على إعاقة الدولة ومؤسساتها من أداء مهامها وواجباتها، هذه الدولة ومؤسساتها والتي تبنى من جديد بمساعدة قائدة التحالف المملكة العربية السعودية.. وبعد المنع من العودة و الإعاقة من أداء مهامها في أرض الوطن تُنتقد من انها لا توفر الخدمات للمناطق التي استعيدت من الانقلابين..

أيعقل هذه القوى تعبث وتعبث بعدن بفعل تمكينها من دولة في التحالف، لماذا هذه الدولة؟!؛ تعمد إلى هذه النثرات وهذه الفعال غير المحبوبة من قبل الشعب اليمني، وللآسف بُعيد التمرد تم الضغط على الشرعية، وتم الانتصار للمجلس الانتقالي المتمرد بما عرف باتفاق الرياض ؟!؛ تم الضغط على الشرعية للاعتراف بالمتمردين، واجبا ها على مشاركتها السلطة، ومع قبول الحكومة تم تعطيل تنفيذ ذلك الاتفاق لحد اللحظة وهاهم يكررون النثرات بمسمى الإدارة الذاتية للجنوب والذي بموجبه استولوا على المؤسسات في العاصمة والتحالف يتفرج للآن.. هذه طبعا النثرة الكبيرة للتحالف..!؛

أيعقل كذلك أن تلك القوى المصنوعة صناعة تقوم بما تقوم به؟!؛ ثم يدّعى التحالف انه لم يتدخل إلا " فزعة" لصالح  الشرعية كي تعود للحكم بعد إنهاء الانقلاب  والمد الفارسي بمساعدة التحالف، وهو ما يتم، ولكن في الوقت نفسه صنعوا للشرعية مشاكل لا تعد ولا تحصى عبر نثراتهم والتي بالضد من الشرعية وحتى بالضد من مصالح التحالف ايضاً..!؛

أيعقل أن ينهى الجيش الوطني للجمهورية اليمنية بسبب تدخل التحالف؟؛ أو لنقول إضعافه في أقل تقدير عن طريق عدم تسليحه وإدخال عناصر مدنية فيه ومنح لهم رتب ومواقع قيادية.. هذا الشيء بالتأكيد أضعف قدراته وفعاليته في الميدان وعمر الانقلاب حتى الآن، أي أن ذلك ساهم من تمكين الخصوم من البقاء مسيطرين على بعض مناطق اليمن وأهمها العاصمة و التي تحتاج إلى جدية لاستعادتها لينتهي الفلم كله فيما لو تحقق ذلك ..،!؛ إن التعمّد  بتطعيم الجيش الوطني  بمدنين يلبسون الميري العسكري و يصبحوا حاملين رتب عليا وقرارات جمهورية، ثم قادة عسكريين وهم من خارج المؤسسة العسكرية هو في تقديري ما يسهم بتأخير الحسم!، وبالتالي إنهاء الانقلاب ، فلا يعقل أن يتم تهميش و اقصاء خريجو الكليات العسكرية في التبوء بالمواقع العسكرية ونطلب من هذا الجيش  تحقيق انتصارات عسكرية على من ورث الدولة من انقلابه بإمكانياتها وافرادها، فقد نهب الحوثة المعسكرات وسرحوا العسكريين الوطنيين أو الموهم بالبقاء في بيوتهم وتم استبدالهم بميليشياتهم، الغريب أن اعلام الشرعية الرديء يصف ما يستعيده الجيش الوطني عند تقدمه بالغنائم، أية حماقة في هذا الاعلام؟!؛ غنائم ماذا؟! المفروض ان الجيش الوطني  يقاتل الانقلابين لكي نستعيد الدولة و المؤسسات والاسلحة وينهي الانقلاب..!؛ إن نثرات التحالف لا تعد، ولكن سنكتفي ببعضها لأهميتها في المشهد الحالي في المناطق المستعادة من الحوثة الانقلابين،  فعلى سبيل المثال لا الحصر :  السماح من قبل  أكثر من سنة للانتقالي بأن يتمدد بتمويل ورعاية  من إحدى دول التحالف، ترك ينشئ تشكيلاته السياسية والعسكرية في كل المحافظات الجنوبية أمام مرأى ومسمع الشرعية والتحالف دون إيقافه، وقد كان واضحا بتحركه وبهدف واضح هو الانفصال بقوة السلاح وليس احتكاما للإرادة الشعبية؟! ، والسماح كذلك  لأحزمته الأمنية أن تحل محل الاجهزة الأمنية النظامية، لا بل لقد فاقت الخيال عندما تلك العناصر تهين المواطن اليمن من التنقل ذهابا وايابا، لقد تعاملت  مع مواطني الجمهورية اليمنية و الذي يعمل الجميع تحت سقفها كأنهم اجانب يدخلون بشكل غير شرعي، فيمنعون من التنقل والحركة، ومن الدخول للعاصمة المؤقتة عدن  ويهجرون أو يطردون منها وأمام مسمع ومرأى الشرعية والتحالف دون إيقافه..؛

وايضا من نثرات بعض دول التحالف العمل على تهريب و تجميع بعض أفراد الحرس الجمهوري السابق _الذي كان قادته متحالفين مع الحوثة الانقلابين_   وادخالهم إلى عدن بحمايتها تلك الدولة ورعايتها _في الوقت الذي كان يمنع المواطنين العاديين_ جمعوا وشكلوا وسلحوا تحت مسمى "حراس الجمهورية" ، ثم أعطيت لهم بقعة في الساحل الغربي ودون ان يعملوا تحت إمرة الشرعية أو حتى الاعتراف بها لحد اللحظة، وحكما سيتمردون لاحقا أن أحداً سلب منهم القيادة هناك، ومن نثرات التحالف كذلك  ترك قيادة الحوثة يسرحون ويمرحون والطيران يخطئ عديد المرات ويقتل مدنيين أبرياء، ومن تثراته ايضا إيقاف الحسم في الحديدة والضغط على الشرعية بقبول اتفاق ستوكهولم دون أن يتم الضغط على تنفيذه مما أعطى فرصة للحوثة للتسلح والتمويل من تلك الموانئ في الحديدة ، ومن النثرات ايضا  ان تصل المساعدات والإعانات بأمانتها لعند الحوثة فيتاجرون بها في السوق السوداء  سواءً من مركز سلمان أو غيره، بينما مناطق سيطرة الشرعية يصلها الشيء القليل منها، وتعز حالة تشهد على اخفاقات الشرعية والتحالف، فلا تزال محاضرة ولا يصلها الدعم ولم يتم استكمال ما تبقى منها وهو الجزء الاقتصادي المهم حيث المصانع بالحوبات تدفع ضرائبها  بالمليارات للحوثة، وفي الجزء المحرر تتصارع قوى بعضها تتبع لبعض دول التحالف وبعضها تتبع الشرعية والأكثر منها منفلت لا رادع له، ومن النثرات أنه بعد استعادة الجنوب ظل الرئيس والحكومة بالرياض واصبحوا  حديث المواقع والنقائل والسبب في ظني التحالف الذي لم يسمح لهم بالعودة لإدارة المناطق المحررة بشكل كامل، فالناس تحلو أن  تسميهم  بشرعية الفنادق، وكان المفروض ان يعودوا لعدن من زمان وتوفر لهم الحماية من قبل التحالف وتفتح السفارات هناك حتى لا تحصل نثرات الانتقالي المتكررة، ومن النثرات ايضا تدخل الامارات السافر في سقطرى، فالوضع فيها من مأساوي ففيها تمردات واقتتال.. والقائمة تطول..

بعد سرد بعض الحقائق..  أحب أن أوصل رسالة لقادة المملكة للملك وولي عهده ونائب وزير دفاعه وأقول : كما  التاريخ لا يرحم.. لا تسامحوا بتشويه فزعتكم وتدخلكم ولا تسمح ا بانحراف البوصلة التي تؤدي إلى تقسيم اليمن أو إلى حرب أهلية.. فالمملكة جارة عزيزة تربطها باليمن حدود كبيرة وعلاقات مميزة تاريخية  ومشتركات كثيرة، فالجورة والفزعة تقتضي الحفاظ على اليمن وضرورة إنهاء الانقلاب وضرورة عودة رئيس البلاد للعاصمة صنعاء ، فكل ما سيستقر عليه الوضع باليمن سيسجل لكم أو عليكم..

فكملوا جميلكم وعالجوا كل النثرات والتجاوزات السابقة، واعيدو الشرعية لليمن  وادعموها وازيلوا الجيوش المصنوعة وادمجوا ما ينفع من أفرادها  في الجيش الوطني  وسلحوا هذا الجيش  بما يليق  ليستطيع تحرير ما تبقى، وينهي الانقلاب طبعا بدعمكم.. ودمتم،،،

الحجر الصحفي في زمن الحوثي