لعل صوتاً يصل للحكومة!

توفيق السامعي
الخميس ، ١٦ ابريل ٢٠٢٠ الساعة ٠٥:٤١ مساءً

طيلة خمسة عقود من عمر الجمهورية والثورة مرت علينا أبناء مديرية سامع دون أن تقدم لنا الدولة أياً من مشاريع البنى التحتية كواجب عليها تجاه شعبها كما هو حال بقية الدول، باستثناء ما بدأ يصل منها قليلاً في العقد الآخير لينقطع مجدداً.

طيلة هذه العقود الخمسة كان المواطنون هم من ينجزون مشاريعهم بتعاونهم وتكاتفهم؛ شقوا الطرق في عموم المديرية، وبنوا المدارس فيها وبنوا الوحدات الصحية، أما المياه فقد كانت أزمة لم تمر بها أكثر البلدان تخلفا وجفافاً.

أنا وجيلي والأجيال التي قبلي والتي بعدي درسنا في مدارس أنشأناها بأيدينا من قوتنا الشحيح وقوت أطفالنا لكننا كنا شديدي التعلق بالتعليم وجيلنا كان الجيل الذهبي لتعز عموماً. شقينا الطرق بأيدينا وبإمكانات بدائية جداً فقد كان الإصرار على تواصل ريف المحافظة بمدينتها حينما كان حتى آباؤنا لا يعرفون مدينة تعز أصلا.

لعل كثيراً من القارئين والمتابعين ما زالوا يتذكرون خطاب الرئيس السابق علي صالح في مدينة إب عام 2006 أثناء حملته في الانتخابات الرئاسية وما تحدث به عن سامع يومها في مهرجان إب حيث قال: "من لم يعرف عصر الإمامة فليذهب إلى سامع التي ما تزال تعيش عصر الإمامة"!!. كان خطاباً يدينه قبل أن يعرض بنا كونه الدولة والمسؤول الأول فيها إن لم يكن مالكها وقد رددت عليه في مقالة في موقع مارب برس يومها.

مبعث هذا الحديث الآن هو أننا مازلنا إلى اليوم ونحن ننجز مشاريعنا بأنفسنا بأيدينا بإمكانياتنا المتواضعة من قوت أطفالنا وعلى حساب مستقبلهم في وقت خذلان الدولة.

اليوم يتسابق أبناء المديرية ويتكاتفون مجدداً لتوسيع طريقهم الرئيس والمضي في رصه بالحجارة وتذليل نقله وعقباته دون أن تمد لنا الدولة يد المساعدة ولو حتى بمساهمة ذاتية تعتبر نفسها مجرد مواطن فرد من أفراد المجتمع ولو حتى بعشرة ملايين ريال لنلمس وجودها الفعلي معنا. إنجازات الدول لشعوبها واجب عليها لتربط الشعب بدولته لتحقيق التكاتف والتلاحم بين الدولة والمجتمع، أما إذا استغنى الفرد أو المجتمع عن الدولة فلا يحس تجاهها بأدنى الولاء والتبعية فهو سيد نفسه.

بفعل الحرب والحصار على محافظة تعز من الانقلاب الحوثي وتحالف صالح سابقاً تحولت طريق مديرية سامع إلى طريق دائري وشريان حيوي يربط بين أجزاء المحافظة شمالها بجنوبها وغربها بشرقها، وشهدت الطريق ازدحاماً في السيارات والمركبات وتعرضت لكثير من التخريب جراء السيول وعدم الترميم والصيانة. وتعرضت الكثير من المركبات لجوادث طرق مروعة حلفت ضحايا بشرية ومادية.

ورغم بساطة الناس وقلة الدخل ومحدوديته إلا أنهم بادروا مجدداً لإصلاح الطريق وتذليل عقباته من خلال التوسعة والتعبيد والتمهيد والرص، لكن ذلك فوق طاقتهم، ومع ذلك ما زالوا مصرين على الإنجاز. فهل يصل هذا الصوت إلى القيادة ورئاسة الحكومة ولو بمساهمة بسيطة تحفز المجتمع وتربطه بها؟!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي