المعركة التي لم يحتاط لها الالمان!!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الاثنين ، ١٦ مارس ٢٠٢٠ الساعة ١٠:٣٢ مساءً

عندما يقول وزير صحة او مسؤول في العالم الثالث اتخذنا كافة الإجراءات و لدينا القدرة لمواجهة مرض كورونا اعتقد انه غير مناسب ان نسمع له, كون الغرب مستنفر وهم جبابرة الكوكب في علومهم واقتصادهم . فرغم قوة المانيا في مجالاتها المختلفة على سبيل المثال لكن لن تجد احد منهم يقول الامور سوف تكون مهلبية و رز بلبن. هم يتحدثون بشفافية بطرحهم, لم نعمل حسابنا لكوارث مثل فيروس كورونا, برغم ان جهازنا الصحي الافضل في اوروبا, لكن ليس لاستيعاب كارثة. لذلك الدولة الان تستنفر مؤسستها و عقولها و يحسبون الكارثة و مخارجها بالرقم. فمثلا من يتحدث عن فيروس كورونا هم فقط معهد روبرت كوخ و الدولة تتعامل معهم, و السبب بسيط ان معهد روبرت كوخ هو المتخصص في المانيا بعلم الفيروسات و البكتريا و هو يتواجد في كثير من الولايات كفروع و به ما يقارب ٥٠٠ عالم من علماء الاحياء و جنبهم ٦٠٠ مساعد و غيره, و هم الان في استنفار تام و سباق مع شركات صناعات الادوية العملاقة الخاصة و شركات البيو تكنيك و الفرما لفهم طبيعة و تركيبة الفيروس و من سوف يصل لايجاد لقاح. لكن ذلك لا يحل المشكلة الان كون لقاح لا يوجد و احتمال يحتاجون لسنة للوصول اليه و هذا ما يفهمه المسؤول و المواطن. و لفهم مؤسسات المانيا العلمية افضل و تعاملها مع الدولة, اتعرض هنا لذلك بشكل مختصر.

في المانيا يعرف كل طرف اختصاصه و لا يطلعوا يتفلسفوا تصاريح اعلامية دون اساس او يمشعوا ارقام من رؤوسهم. فعلى سبيل توزيع الاختصاصات لصراع العقل, هناك معاهد عليا مختلفة تستند الدولة عليهم مثل "دي ار ال", هذا ميزانيته فوق ٤ مليار دولار سنويا و منتشر في عدة ولايات و مهمته فقط علوم الفضاء و الطيران و فيه ٨٦٠٠ عالم و متخصص فمثلا من انتاجه المركبة و المجسات والحواس التي فيها, التي تستخدمها "النازا" في المريخ. فاذا تحدثت المستشارة عن اشياء في الطيران و علوم الفضاء تتحدث بما يخط لها هولاء العلماء من هذا المعهد. و هناك معهد "ماكس بلانك" و هذا يتواجد بالعشرات في مدن المانيا و يشبه الجامعات و مهمته فقط الابحاث النظرية و الفيزيائية. هذا المعهد ميزانيته السنوية ٢ مليار دولار وبه ٢٤ الف عالم وباحث, اي عندما تتحدث المستشارة او الدولة عن اشياء في الفيزياء و النظريات تتحدث بما يخط لها هولاء العلماء. و هناك معهد "فراون هوفر" منتشر بفروعه في كل مدينة كبيرة و هذا مهمته فقط العلوم التطبيقية و نقلها للصناعة اي بعد الاختراع تأتي صعوبة دخول السوق ولا بد من التجديد وهذا مهمته فقط التجديد لتحويل العلم لشيء تطبيقي و هولاء عندهم ٢٧ الف عالم و مهندس و باحث و تقني, اي عندما تتحدث الدولة عن الابتكار تكون قد سمعت منهم . و هناك معهد "ليبنتس" و هولاء ايضا منتشرين كمراكز بحث في كل الولايات و اكثر من ٥٠ فرع و هولاء متخصصون فقط في علوم المخ و الاعصاب وهم جيش من العلماء و الباحثين لايقل عددهم عن ١٠ الف شخص, و هناك معهد "دي اف كا اي" للذكاء الاصطناعي وبه ١٠٠٠ عالم و باحث, و هناك معاهد المواصلات و الطاقة و السلوكيات و علوم الاقتصاد و الرياضيات و الاجتماع و الفلسفة و غيرها. و هناك مراكز الابحاث الطبية و الصناعية تبع القطاع الخاص بجانب ذلك. لذا عندما تتكلم الدولة, تتكلم كون بعدها هذه المعاهد المتخصصة. و الان بيقول واحد منكم, طيب المانيا لم تتوقع كارثة فيروس بهذا الحجم, كيف تتعامل الدولة الان و اين هدفها؟

في المانيا خطتهم يجب ان تسبق طريق الفيروس عن طريق منع تمدده بسرعة و ذلك افضل طريق حسب تصورهم. نظروا ان هناك ٢٩ الف سرير للعناية المركزة في مستشفيات المانيا و عندهم طاقم طبي يكفي ذلك لكن ٢٩ الف سرير مشغولة الان بالشكل الطبيعي ب ٧٠ الى ٨٠ في المائة اي ليس هنا كقدرة استيعابية الا بمقدار ٢٠ في المائة, اي يمكن وصول ٦ الف حالة و لو صارت ٨ الف حالة ليست مشكلة كبيرة . و يمكن ان يمرض ال ٧٠ في المائة اي ٥٨ مليون شخص ليست مشكلة كبيرة, اذا لم يكن في وقت قصير كون من سوف يصل الى سرير العناية المركزة لن يكونوا اكثر من ٢٠٠ الف شخص كتقدير ومن كبار السن او اصحاب الامراض المزمنة, و هنا المشكلة اي استقبال ٢٠٠ الف شخص في فترة بسيطة, مما يعني لا توجد قدرة لتحملهم من الناحية الصحية, و لذا يجب اتخاذ تدابير تقلل وصولهم كدفعة واحدة, بمعني نقلل سرعة انتشار الفيروس بحيث لا يتحول الامر الى "دالة اسية" كما حصل في ايطاليا, و اعتقد انا ان قطع الطريق حل مناسب لتقليل الانتشار, لذا تم منع المؤتمرات و التجمعات الكبيرة و الصغيرة و اغلاق المدارس و تعليق بعض الجامعات و تم حشد الاعلام لتوعية الناس و تم ايضا فتح الخزائن المالية للشركات لمجابهات الافلاس, اي لا قلق من ركود الاقتصاد و غير ذلك. المانيا لم تجهز حالها من قبل مع امراض مثل هذا, لذا لم يبقى معها الا هذا الطريق السابق لقطع مسار "الدلة الاسية" في الانتشار حتى لو اضطروا يجلسوا الناس في البيوت و يدفعون لهم مرتب.

لذا عندما يقول وزير صحة او مسؤول في العالم الثالث اتخذنا كافة الإجراءات و لدينا القدرة لمواجهة مرض كورونا و كل شيء تحت السيطرة يظهر لي و كأن تصريحه نكتة لا يضحك احد بعد سماعها لاسيما وهو لا يعرف كم عدد اسرة المستشفى في مدينة واحدة ولا كمية الاقنعة الموجودة.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي