بين "كورونا" و "حوثونا"

موسى المقطري
الاربعاء ، ١١ مارس ٢٠٢٠ الساعة ٠٨:٥١ مساءً

تقطعت أوصال العالم وساد الحذر ، وانتشر التوتر بفعل فيروس "كورونا" الذي تجاوز الحدود ، وفعل مالم تفعله الفيروسات منذ عقود ، ولعلنا في اليمن حتى الأن في مأمن من تواجد هذا الفيروس ، ومع كوني لا اؤمن بأي تطمينات صادرة عن الجهات الصحية لكن أملي أن الله سبحانه وتعالى لن يزيدنا بلاء على بلانا الذي نحن فيه ، ذاك أملنا ولن يردنا الله خائبين .

الأهم أن يدرك العالم والأقليم أننا بُلينا في هذه البلد بما هو أشد خطراً وأكثر دماراً وأسوء أثاراً ، فالحوثي تجاوز مافعله فيروس "كورونا" ولازال منذ سنوات ينخر في الجسد اليمني قتلاً للأروح ، وتشريداً للأمنين ، ونهباً للأموال والممتلكات ، وسفكاً للدماء البرئية ، وتجاوز  بأفعاله أخطر الفيروسات والأمراض التي تظهر بين الفينة والأخرى ويتم معالجتها وصناعة امصال لاتقائها .

في حاضرنا شملت أثار الحوثي كل مجالات الحياة فعطلت التعليم وافرغته من محتواه ، وحوّلت المدارس والجامعات إلى مراكز لصناعة الكراهية عبر ترويجها للأفكار السلالية المقيتة ، وجعل رواد هذه المؤسسات  مخزوناً بشرياً ووقوداً لحربها على اليمنيين ، وتحول الطالب الذي يجب ان تعده مؤسسات التعليم ليصبح عنصراً فاعلاً إلى قاتل لأرواح وأحلام أبناء مجتمعه .

ونتيجة للحرب التي أشعلها الحوثيون واسقاطهم للدولة وماترتب على أفعالهم فقد تم إغلاق أغلب المطارات والمنافذ والمواني ، وتقطعت اوصال البلد وصار التنقل سواء بين مدن الداخل أو مع دول الخارج صعباً يتحقق أحياناً ويفشل أخرى ، وأمست التجمعات الجماهيرية في خطر دائم نتيجة الاستهداف بالقذائف والصواريخ من قبل هذه الجماعة ، وتردت الخدمات الصحية ، وعاد الجوع ليهدد حياة اليمنيبن ، وارتفع عدد الفقراء ، وهاجر الكثير من أساتدة الجامعات والأطباء المتيمزون ورجال الاعمال ، وتوقفت المباريات الرياضية والفعاليات الثقافية إلا ماندر ، ولازال الفيروس الحوثي يطور حماقاته و يجدد أساليبه في الحاق الأذى بالبلد أرضاً وإنسانا ،ً وكل يوم تمر بوجوده تزداد المأساة وتتنوع المعاناة .

ومن خطر الفيروس الحوثي أن أثار ما يفعله اليوم تتجاوز الحاضر  إلى المستقبل ، ففي الجانب الاجتماعي  يؤسس لشرخ خطير يعيد عبره تقسيم المجتمع ، ويزرع الفرقة بين أفراده ، وفي الجانب الاقتصادي يجتهد في صناعة بلداً مدمراً واقتصاداً لن تستطيع عقود من الزمن إعادة بنائه ، ومجتمعاً يحوي الكثير من الأيتام والمعاقين والأرامل ، وجيلاً متعلم اسماً وجاهل عقلاً وتفكيراً وابداعاً .

وتماماً كما يتظافر العالم ويجتهد لمواجهة فيروس "كورونا" نتحمل نحن والإقليم والعالم مسؤلية أخلاقية وسياسية وواقعية تقتضي مواجهة هذه الجماعة ، وإجهاض مشروعها السلالي الممقوت ، والإستمرار بحماس حتى النهاية في استرداد اليمن شبراً شبراً من يديها الملوثتين بدماء وأموال ومقدرات اليمنيين ، وايقاف الأثار المدمرة التي ينتجها باحترافية ودموية هذا الفيروس الحوثي والتي انتقلت مضاعفاتها لتهدد دول الجوار والممرات البحرية الدولية للتجارة العالمية ، وستضل تتفشى حتى تشمل للجميع .

دمتم سالمين ..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي