الأحد ، ١٦ فبراير ٢٠٢٠ الساعة ٠٨:٢١ مساءً

 

لا أدري من أين أبدأ وبأي العبارات أبدأ مقالي ، فالحديث عن الفساد المستشري في كافة مرافق الدولة وبالأخص مكتب  التربية والتعليم فذلك  يستعصي على اللغة العربية أن تبينه  و مشاعر السخط والإستياء والقرف الذي يعتريني من هذا الوضع الذي ما عاد يطاق ممن كنا نظن بهم خيراَ إذ بهم لا يختلفون إطلاقا عمن سبقهم في فترة ما قبل  الحرب.  بحكم ارتباطي بعملي كرئيس مؤسسة خطوات للتنمية  الإنسانية  حاولت جاهدة أن اوفق بين العمل الخيري في التخفيف عن  الجرحى وأسرهم والشهداء واسرهم ومتابعة احتياجات الابطال في الجبهات  وتوفير المياه الى العديد والعديد من أحياء ومواقع  تعز وتوفير دفء الشتاء بكل ما تعنيه الكلمة ودفع ما يترتب على الجرحى من ديون للصيدليات والمستشفيات ومساعدات نقدية  للبعض منهم ممن أسهمنا  في تسفيرهم الى الخارج وكذلك مساعدات عينية للنازحين وتوفير كراسي متحركة لبعض الجرحى وتمكين البعض من خلال شراء سيارات وحافلات لهم  وتنفيذ سلات غذائية لكل من ذكر اضافة للفقراء من أبناء المدينة ومتابعة اهل الخير في كل ذلك ليل نهار وهذا ما عجزت الجمع بينه وبين الدوام في المدرسة للمشقة البالغة في ذلك. ولطالما سعيت جاهدة مع الجهة المعنية ممثلة بمدير مكتب التربية والتعليم ليعمل لي حلا ً  لهذا الامر ، من خلال منحي قرار مستشار ليتسنى لي التفرغ للعمل الإنساني  لكنه أفاد أن القرارات خاصة بالمستشارين لا تصدر في الوقت الراهن وكأنه يتعامى أو يتجاهل عن القرارات التي تصدر متطايرة من تحت الطاولة ! فكم نرى أرتال  الموجهين والمستشارين والمفرغين والفارين  والمسافرين  ولا نعرف إلا من خلال تغير كشوف التوقيعات بزيادة عدد أولئك دون رؤيتهم. وبالرغم من علم الجميع بأعمالي الا ان الحزبية والمصالح والمادة أعمتهم فلا يرون سبيلا غير سبيلها. وعدتُ بان لا يمس راتبي تحت اي ظرف من الظروف وها أنا ذا أفاجأ بخصومات تطال راتبي الذي هو متواضع أصلا   ففي الشهر الذي قبل السابق خصمت  ثمانية عشرألف ريال والذي يليه مثله وهذا الشهر خصمت ثلاثة وخمسون الف ريال.

اسأل المسؤولين جميعا إبتداءً  من مدير مكتب  التربية والمحافظ ووزير المالية أين  تذهب هذه الخصومات التي تسرق ؟

ولماذا لا تُطال هذه الخصومات من هم يتمشون في أروقة الفنادق وغيرهم ممن لهم سنوات لايعرفون لأماكن أعمالهم باباً ؟  الذين يرقبون المهازل تكال على رؤوس غيرهم فيصمتون وهم غارقون في العار والشنار سواء ً بسواء مع السلطة المحلية ومن فوقهم ومن أدنى منهم !

قوانين الأرض تُحرِّم مس الراتب في ظروف الحرب مهما كان المسوغ للخصم ولا أدري هل هؤلاء مثلنا تسحقهم الحرب سحق الرحى أم  أنهم في منأى من ذلك بحكم ان أوضاعهم مرتبة فلا يشعرون بلسع الحصار ووخز الضمير.

ألا يستحق إنسان يقدم كل هذا الجهد ورقة ً ربما لا تساوي موقفاً  ً واحداً  وقفه في الجبال بين القر الشديد وتحت وقع القذائف التي لا ترحم ! ولكنها الحزبية  ولاحول ولا قوة الا بالله.

اذا  المجد  القديم   توارثته بُناةُ السوءِ أوشك ان يضيعا

الحجر الصحفي في زمن الحوثي