غضب يمني... ودعوات لإنهاء الانقلاب عسكرياً

محمد عبدالله الصلاحي
الثلاثاء ، ٢١ يناير ٢٠٢٠ الساعة ٠٤:٣٦ مساءً

 

أثار الهجوم الحوثي على مسجد في أحد معسكرات الجيش اليمني في محافظة مأرب، موجة غضب شعبية واسعة، عبَّر عنها السياسيون والناشطون اليمنيون والقادة العسكريون الذين توعدوا بالرد المناسب على الهجوم الذي وصفوه بـ«الغادر». وطالب الناشطون والسياسيون اليمنيون الحكومة الشرعية وقادة الجيش بسرعة تحريك جميع جبهات القتال ضد الجماعة الحوثية، لإنهاء الانقلاب عسكرياً، بعد أن فشلت كل مساعي السلام في إقناع الجماعة الحوثية بإنهائه سلمياً.

من جهته، ذكر الكاتب والمحلل السياسي محمد الصلاحي، أن الميليشيات الحوثية لم تراعِ حرمة المكان في بيت من بيوت الله، فقصفت مسجداً في المعسكر، وهو ما اعتادت عليه في انتهاك حرمة المساجد ودور العبادة، من خلال قصفها وتفجيرها في أكثر من مدينة، كما أنها لم تراعِ قبل هذا حرمة النفس، فكثير من ضحايا هذه الجريمة مدنيون، كما هو الحال في ضحايا إرهابها وإجرامها في كل اليمن طوال سنوات الحرب.

وأضاف الصلاحي لـ«الشرق الأوسط» أن هذه الجريمة تعكس بوضوح الوضع السيئ الذي تعيشه الميليشيات الحوثية، وهي تبحث عن أي فعل مهما كان قبحه لتُعلِّق عليه انتصاراً أمام أفرادها الذين يعانون الانهزام النفسي جراء تلاحق هزائمهم في الميدان، وضاقوا ذرعاً من الوضع المأساوي الذي تسبب فيه الحوثي.

وقال الصلاحي إن «الميليشيات الحوثية في الرمق الأخير، فجغرافياً الحرب تضيق عليها في كل الجبهات، والهزائم تلاحقها، في نهم، وجبهات الساحل الغربي، وفي صعدة أيضاً باتت قوات الجيش على مقربة من مسقط رأس زعيمها عبد الملك الحوثي، إضافة إلى أن معظم الجغرافيا اليمنية خارج سيطرتها بعد تحريرها في الشهور الأولى من الحرب، وهذا الوضع العسكري المأساوي بالنسبة لها أفقدها تركيزها، وأسقط صورتها الزائفة التي صنعتها أمام العامة من أنصارها، لذلك تلجأ لارتكاب أي فعل لا أخلاقي في الحرب، لحرف الأنظار عن رؤية مشهد انكسارها الذي يتلاحق يوماً بعد آخر، وفي محاولة بائسة لتزييف واقع انهزامها».

وشدَّد الصلاحي على أن «للحرب أخلاقيات وقيم وأعراف؛ لكن الميليشيات الحوثية لا تؤمن بهذا، ولا تُقره، فطبيعتها الميليشياوية تستند على دموية أفعالها، وتختار ضحاياها من كل فئات الشعب، لا يردعها عن جرائمها وازع ديني ولا أخلاقي ولا عُرف».

*الشرق الاوسط 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي