من المسؤول ؟

عبدالناصر العوذلي
الاثنين ، ٢٠ يناير ٢٠٢٠ الساعة ٠٣:٠٢ صباحاً

 

مائة وأحد عشر جندي تفحمت جثثهم وتناثرت أشلائهم  في صحراء مأرب في حادث إجرامي أليم .

بأي ذنب قتلت تلك الأرواح وأزهقت ،حرب ملعونة تستهلك أرواح اليمنيين، شباب في عمر الزهور ذنبهم أنه فقراء ويحبون وطنهم وانبروا في احلك الساعات ليقدموا  أرواحهم رخيصة في سبيل الذود عنه .

من المسؤول عن ذلك ولماذ لايحاسب أحد ؟  هل صارت أرواح أبناء اليمن وشبابها رخيصة إلى هذه الدرجة، أين الخلل وممن التقصير ولماذا ليست هناك وسائل صد ، لست أدري ما أقول، من الذي يجب أن يحاسب، هل نستطيع أن نشير بأصابع الإتهام، نحو جهة معنية،  ونقول إنها تتحمل هذا التقصير في عدم  وضع الإحتياطات الوقائية، في التصدي لمثل هذا الهجوم خصوصا ونحن في خضم معركة ظروس مع أحفاد المجوس  .

في اعتقادي أن  البلدان التي تحترم شعوبها في مثل هذه الحالة تتم إقالة كل القيادات العسكرية  المباشرة بلا استثناء وإحالتهم للتحقيق وإسقاط أي حصانة عنهم، لكن في الحالة اليمنية سيتكسب القادة العسكريون بتلك الدماء الطاهرة في سياسية الحرب العبثية التي أثرى من خلالها آلاف القيادات العسكرية .  

أيها اليمني أعلم أنك مهما حملت بين جوارحك وفي حنايا قلبك حب الوطن فأنت أمام ثلة من اللصوص يستثمرون حماسك وتضحيتك ويتاجرون بدمائك ، لأنهم ببساطة تجار حروب ودمائك  بالنسبة لهم سلعة ليس إلا وبدمك أيها اليمني الغيور على تراب ارضك تمتلىء حساباتهم البنكية .

فاضت ارواحكم إلى بارئها زكية نقية، انتهى دوركم بانتهاء حياتكم أنتم ارقام وأسماء في كشوفات للشهداء سيربح من خلالكم جلاوزة الحرب وتجارها سيستخلصون بإسمائكم أموال طائلة لن تذهب هذه الأموال إلى أسركم واولادكم وذويكم بل ستذهب إلى من يتربح من أشلائكم ودمائكم تجار الحرب، دراكولات الدماء 《 مصاصي الدماء 》

ليتكم علمتم بذلك وليت من هم بعدكم يعلمون أنهم وقود لمعركة قذرة تعددت فيها الإتجاهات  وكثرت فيها الأجندات فأصبحت هذه الحرب الملعونة كأفعى برؤوس متعددة كتلك الأفعى التي نراها في أفلام الخيال العلمي. .

أعلم إنكم كنتم تظنون أن الباتربوت سيكون يقظا للتصدي لأي أختراق امني لكنه باتريوت أمريكي أشبه  بترامب في تقلباته فأحيانا يكون حاضرا منتبها" وأحيانا أخرى يصاب بالبلادة فتمر من أمامه قاذفات العدو فلا يراها أو يكسل في التصدي لها .

ربما طال عليه العهد في تلك المواقع لسنوات وهو قابع لايحرك ساكنا حتى تبلد وأصبح مشدوها على عينيه غشاوة أضعفت بصره فلا عجب إن أعتمت عليه الرؤية فخمس سنوات كفيلة بأن تبلد الأحاسيس وتعمي البصر والبصيرة .

إلى جنة الخلد أيها الفتية الأشاوس إلى رحاب الله أخبروه أن شياطين الإنس قد تغلبوا على  شياطين الجن وان إبليس صار  تلميذا عند عتاولة الإجرام في اليمن أخبروه أن شعبا كريما يباد وان بلدا عريقا يضمحل ويذوي  أخبروه أن يمن الإيمان التي  وصفها نبيه صلى الله عليه وسلم بالحكمة لم تعد حكيمة بل صارت مثخنة بجراحها ممزقة اليمة، فقد أبنائها الحكمة وصاروا أشتاتا  تتجاذبهم الأهواء وتعصف بهم الأنواء ينفذون رغبات غيرهم ويقتلون بعضهم ويدمرون وطنهم.  

وخلاصة الأمر والله ثم والله أنه عار عليكم أيها القادة إن لم تستقيلوا  أو  تقالوا  لن أذكر أسماء يجب أن تقال ولكن كل القيادات الميدانية والمباشرة للعمليات العسكرية، أخلاقيا على الرئيس إقالتهم وإحالتهم للتحقيق بتهمة التسيب والإهمال والتفريط في حياة الجند ، مالم يحدث ذلك فالحادث ستتلوه أحداث وستكون دماء  الجنود ارخص بكثير  من دماء ....... ........

محكمة     ⚖

الحجر الصحفي في زمن الحوثي